۲۹۹مشاهدات
بعد ذلك بدأ الهجوم البري بواسطة همرات ودبابتين تابعتين للجيش العراقي تم تسليبها من قبل العناصر الارهابية ليستمر القصف لغاية الساعة التاسعة ليلا.
رمز الخبر: ۲۰۲۶۶
تأريخ النشر: 16 July 2014
شبكة تابناك الاخبارية: تحت ضغط الإرهاب ووحشيته نزحت الآلاف من العوائل العراقية من محال سكناها في الموصل وتكريت لتجد الأمن والغذاء والدواء والرعاية في مدن للزائرين وخيام مكيفة أعدتها ـ على ما يبدو ـ عتبات كربلاء المقدسة لمثل هذا اليوم.

الحاج حسين خزعل الزيدان شيخ عشيرة في محافظة صلاح الدين يروي قصة خروجه هو وأبناء قريته والمشاهد التي تعرضوا لها في أثناء ذلك فيقول: "نحن من الشيعة وكنا نعيش بأمان في قريتين تقعان بين 47 قرية سنية تتبع جميعها لقضاء طوزخورماتو، وبعد انسحاب الجيش من المنطقة وجدنا أنفسنا مطوقين من قبل إرهابيي داعش لمدة عشرة أيام ولم نملك ما ندافع به عن أنفسنا وعوائلنا إلا بعض الأسلحة الشخصية البسيطة".

ويتابع: "وفي اليوم العاشر بدأ الهجوم على قرانا بالهاونات واستمر القصف من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهراً حيث وقع علينا ما يقارب 130 قذيفة هاون. بعد ذلك بدأ الهجوم البري بواسطة همرات ودبابتين تابعتين للجيش العراقي تم تسليبها من قبل العناصر الارهابية ليستمر القصف لغاية الساعة التاسعة ليلا. وفي هذا الوقت اتصلت شخصيا بقائمقام ومدير شرطة طوز خورماتو وأخبرتهما بالأمر ولكن دون جدوى حيث لم تصلنا أي مساعدة أو دعم".

ويذكر "الزيدان" أن 25 شهيداً من أبناء القرية سقطوا جراء ذلك الاعتداء الإرهابي بالإضافة إلى ستة جرحى ولم يتبق لهم من الذخيرة ما يساعدهم على الصمد بوجه الإرهابيين وكان بينهم نساء وأطفال وكبار سن ومنهم والدته التي تبلغ من العمر سبعين عاماً وكان عليها أن تقطع حوالي 13 كيلومتر في أراضي صحراوية بعد تركهم بيوتهم بما فيها طلباً للنجاة".

ومن المشاهد المؤلمة التي يرويها "الزيدان" أنه كان بينهم شيخ كبير يبلغ عمره نحو 88 سنة لم يقو على المشي وبصره ضعيف واعتقد أن الدواعش لن يؤذوه إذا وجدوه على هذه الحالة فقرر البقاء في بيته ولم يخرج منه ولكن فوجئ الجميع برؤية جثته مرمية على الشارع العام وهي مقطعة إلى أربعة أجزاء.

ويعلق"الزيدان" على ذلك والدموع تنهمر من عينيه: "لم يكن له ذنب إلا محبة أهل البيت عليهم السلام" مواصلاً سرد قصته: "وتابعنا المسير باتجاه طوز خورماتو وعند وصولنا إلى المركز أوقفتنا سيطرة للبيشمركة الكردية وجردتنا من أسلحتنا الشخصية وتابعنا السير هذه المرة بسيارات أجرة وصولاً الى مندلي ومن ثم تكفل محافظ ديالى بنقلنا إلى كربلاء بعد أن منح كل عائلة منا (200.000) دينار عراقي".

ويبلغ عدد العوائل المرافقة للحاج حسين خزعل الزيدان في رحلة نزوحه من صلاح الدين إلى كربلاء 1000 شخص استقبلتهم العتبة الحسينية المقدسة واستضافتهم في مدينة زائريها على طريق كربلاء/ الحلة لتقدم لهم الرعاية الكاملة.

ومن خلال تسقطهم أخبار قريتهم علمت عائلة الزيدان بأن عصابة داعش الإرهابية قد قامت بتهديم المساجد والحسينيات والدور وحرق بعضها وسرقة أموال النازحين عنها والزيدان نفسه يمتلك 4 شفلات و8كلابات تم تسليبها واستخدامها في عمليات الهدم كما يقول.

وأفاد مصدر في العتبة الحسينية المقدسة أن نزوح العوائل المنكوبة الى كربلاء ما يزال مستمراً وقد وصل صباح اليوم أكثر من 140 شخصاً إلى مدينة الزائرين وأن المشكلة تتعاظم يوما بعد آخر ولم تعد الأمكنة المخصصة للإيواء قادرة تتسع لاستيعاب أعداد أخرى رغم فتح العديد من المساجد والحسينيات في كربلاء أبوابها لهم وقيام بعض الأهالي باستضافة أعداد منهم.

وشدد المصدر على ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة النازحين ولا يقتصر الأمر على إيوائهم وإنما هناك حاجات أساسية تتمثل في توفير الغذاء والدواء ومواد التنظيف وحليب الأطفال وكراسي العاجزين واحتياجات أخرى كثيرة.

النهاية
رایکم