
شبکة تابناک الاخبارية: دون جدوى، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العدوانية في الضفة المحتلة منذ أسبوعين، بحثًا عن جنوده الثلاثة المخطوفين في الضفة الغربية.
وسلطت الصحف الإسرائيلية من خلال مواقعها الإلكترونية، الأضواء على الفشل الذريع لأجهزة الأمن والاستخبارات وجيش الاحتلال في الوصول لطرف خيط يقود لحل لغز اختفاء الجنود الثلاثة.
صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قالت في وصف ما يجري بالضفة:" يبذل الجيش الاسرائيلي و"الشاباك" في أعمال البحث كل ما يملكون، فهناك ثلاثة ألوية مشاة، والكثير من الوحدات الخاصة، ومعدات مُحكمة، ومعدات هندسية، وكلاب مدربة وبنية تحتية استخبارية".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها:" للقادة يد حرة في استعمال القوة البشرية، فلا أحد يضغط عليهم إلى الآن لإجلاء القوات"، مستدركةً بالقول:" لكن كلما مر الوقت دون بشرى حقيقية زاد الخوف من السير في المكان نفسه، وسيعلن الجنود الذين هبوا لتأدية المهمة بحماسة، بعد قليل عبر "واتس آب" بأنهم ضاقوا ذرعًا، وبأنهم يضيعون الوقت عبثًا تحت الشمس الحارقة".
ولفت التقرير إلى "توقعات الشارع الاسرائيلي بأن حلًا سريعًا سيكون للغز، على الأقل إيجاد الخاطفين أو اعتقالهم أو القضاء عليهم، وهذا ما لم يحدث للأسف الشديد"، مشيرًا إلى خيبة الأمل الكبيرة التي تسود الجميع.
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية:" ما زال الجيش الاسرائيلي و"الشاباك" لا يملكان أدنى إشارة إلى مكان وجود خلية حماس التي خطفت من وصفتهم بـ"الفتيان" الثلاثة، وقد يستمر جهد البحث زمنًا طويلًا حتى بعد نشر اسمي المشتبه بهما".
وعادت الصحيفة بالذاكرة إلى الوراء حيث عمليات أسر جنود إسرائيليين، قائلةً:" يوجد تشابه ما بين عملية الخطف الأخيرة في "غوش عصيون" وعمليات خلايا حماس التي خطفت جنودًا إسرائيليين نهاية ثمانينيات القرن الماضي".
وتابعت:" مرت ثلاثة أشهر تقريبًا الى أن تم العثور على جثة الجندي آفي ساسبورتس، وتأخر ايجاد جثة الجندي ايلان سعدون سبع سنوات، وسجنت "إسرائيل" رئيس الخلية محمد شراتحة وأُفرج عنه بعد 22 سنة بصفقة شاليط، وقد عملت خلايا الخطف آنذاك كما هي اليوم في سرية وضبط للنفس شديد، وعرف قليلون فقط في الغلاف المساعد بكل تفاصيل العملية".
واستطردت الصحيفة:" ليس التنبؤ المتعلق بالعملية الحالية متفائل بسبب الصعوبة الواضحة التي يلاقيها "الشاباك" في الاتيان بالمعلومات ذات الصلة"، موضحةً أنه "قبل أسبوع تحدثوا في جهاز الأمن بقدر كبير نسبيًا من الثقة عن أن التحقيق "يلامس لب الخلية"، لكن يبدو أنه لم يحدث تقدم كبير منذ ذلك الحين، في حين قدّر ضابط رفيع المستوى المدة المتوقعة لإنهاء القضية بقوله: "قبل أسبوع كنت متفائلًا وخاب ظني، وأنا الآن حذر"".
ونبهت الصحيفة إلى أن انحصار أعمال البحث في مدينة الخليل والقرى المحيطة بها، ينبع من اعتقاد بأن الخلية كررت خطة خطف الجندي نحشون فاكسمان عام 1994م.
"هآرتس" اعتبرت أنه ومع مرور أسبوعين إلى الآن على هذه العملية، ما زالت "إسرائيل" تحتاج إلى الصبر لا إلى قفز متعجل إلى استنتاجات قاطعة، كما أن أجهزة الأمن مطالبة بتحقيق دقيق في الظروف التي عملت فيها الخلية قبل الواقعة تحت أنف "الشاباك" وفي تأخر العثور على الخلية بعد العملية.
وبيّنت الصحيفة أن الغموض ما زال إلى الآن مفاجئًا برغم الجهد الكبير، مشيرةً في قضية شاليط فُسرت الفجوة الاستخبارية بعدم سيطرة "اسرائيل" على غزة، لكن ما كان يفترض أن يحدث هذا في الضفة الغربية.
صحيفة "معاريف" بدورها أشارت إلى أن أكثر ما يزعج الجيش والمخابرات الاسرائيلية، هو من ساعد الخاطفين في إقامة البنية التحتية للاختطاف؟ .. وهل عملوا من تلقاء أنفسهم أم بإسناد اقتصادي ومادي من الخارج؟!
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن محافل فلسطينية رفيعة المستوى قولها بأن "مخططي العملية هم رجال مركزيون من حماس، سعوا أساسًا الى إفشال المصالحة"، مشيرين إلى أنه "توجد اليوم مجموعة كبيرة في الحركة، تعارض بشدة المصالحة مع حركة فتح، التي وافقت عليها قيادة غزة".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول سابق في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قوله:" إنه عندما نجح رجاله في اعتقال خلايا خططت لاختطاف إسرائيليين وحققوا معهم، تبين كم كان سهلًا للخاطفين والمخطوفين الاختفاء ببساطة".
النهاية