۴۳۱مشاهدات
وعد العريبي أن "السعودية وحلفائها يطمحون إلى زرع روح الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي، وما نرى من اعتقال العديد من الإرهابيين والمجرمين السعوديين في العراق هو خير دليل على هذا".
رمز الخبر: ۱۴۹۱۵
تأريخ النشر: 08 September 2013
شبکة تابناک الاخبارية: أكد مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي لشؤون العشائر، اليوم السبت، أن دول الخليج تريد الخراب والدمار للعراق، وعد دعوة السعودية لعقد مؤتمر عشائري في الرياض "زرعا للفتنة الطائفية"، وفيما اتهم وجهاء وشيوخ عشائر عراقية السعودية بـ"التدخل في الشؤون الداخلية للبلد واختراق سيادته"، أكدوا أن المملكة العربية تغريهم بالحج للمشاركة في المؤتمر الذي دعت اليه.

وقال محمد عباس العريبي في حديث إلى (المدى برس)، إن "ما تريده السعودية ودول الخليج بالذات هو الخراب للعراق وجعله محطات وتجارب للحرب ولإثارة الفتن الطائفية"، مشيرا إلى أن "ما أثار استغرابنا هو دعوة السعودية لشيوخ العشائر والقبائل العراقية لمؤتمر لانعرف ما الهدف منه والمراد به وخصوصا في موسوم الحج الشريف".

وعد العريبي أن "السعودية وحلفائها يطمحون إلى زرع روح الفتنة الطائفية بين الشعب العراقي، وما نرى من اعتقال العديد من الإرهابيين والمجرمين السعوديين في العراق هو خير دليل على هذا".

وطالب العريبي "العشائر العراقية بالالتزام بالمواثيق العراقية التي قطعتها للدولة بعدم الانجراف وراء الدول التي تعمل وفق أجندتها داخل العراق وتحاول تخريب ودمار البلد"، مؤكدا أن "العديد من رؤساء العشائر بينوا مقاطعتهم إلى مثل هذه المؤتمرات".

من جانبه قال مدير مكتب المصالحة الوطنية في ميسان عبد الله ملا راجي في حديث إلى (المدى برس)، إن "الدعوات التي وجهتها المملكة العربية السعودية إلى رؤساء العشائر والقبائل من أجل عقد مؤتمر في  السعودية أمر يثير الشكوك، خصوصا وأن أكثر من ألف شخصية عشائرية ستشارك في هذا المؤتمر الذي لم تعلن السعودية عن فحواه وحتى الآن".

وأضاف الملا راجي أن "السعودية اختارت التوقيت المتزامن مع مراسيم الحج السنوي لعقد المؤتمر لتقديم المغريات من أجل الحضور"، داعيا جميع العشائر والقبائل العراقية الأصيلة إلى "مقاطعة هذا المؤتمر الذي يعد تدخلا حقيقيا وواضحا بالشؤون العراقية، وعدم الانصياع إلى هذه الدعوة حتى لو كانت نيتها حج بيت الله كونها تخترق سيادة البلد".

من جهته قال رئيس عشيرة ال حميد كريم محمد مذكور مانع في حديث إلى (المدى برس)، إن "العشائر العراقية تستنكر الدعوات السعودية التي تريد إشعال نار جديدة بين العشائر والقبائل العراقية بعدما فشلت بتجنيد الإرهابيين وإدخالهم إلى العراق".

وحذر الحميداوي "العشائر من المشاركة في هكذا مؤتمرات غامضة كون التوقيت فيها جاء بالتزامن مع مراسيم الحج وأيضا ما تشهده المنطقة من توترات واضطرابات خصوصا في المناطق الغربية التي أخذت تسلك غير مطالب المتظاهرين".

ولفت الحميداوي إلى أن "أغلب وجهاء العشائر سترفض هذه الدعوة رغم المغريات التي قدمتها السعودية"، مشيرا إلى أن "الكثير من الشيوخ خصوصا عشائر ميسان رافضين لمثل هذه المؤتمرات التي تكون بغاية الضبابية ولا تعرف ما هدفها وتعدها بالخارقة لسيادة العراق".

وكان نواب من التحالف الوطني اتهموا، يوم الخميس (الخامس من أيلول 2013)، الحكومة السعودية باختراق السيادة العراقية لدعوتها عدد من شيوخ العشائر العراقية ومنحهم 20 ألف مقعد للحج، مطالبين وزارة الخارجية بموقف رسمي واستدعاء السفير العراقي في الرياض.

وكشف محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري، يوم الاثنين،( الاول من ايلول 2013)، أن الاجهزة الامنية "رصدت طائرة سعودية مسيرة كانت تحوم حول سجن الناصرية المركزي"، مبينا أنها "عادت ادراجها باتجاه السعودية بعد تعرضها لنيران القوات الامنية المكلفة بحماية السجن"، مرجحا "استهداف السجن من قبل القاعدة كونه يضم 1600 ارهابي ونزيل".

يشار إلى أن إدارة محافظة ذي قار اعلنت، في الـ29 من اب 2013، عن تنفيذ عملية استطلاع جوي لمتابعة أوضاع المناطق الصحراوية المتاخمة للحدود العراقية السعودية والتأكد من خلوها من العناصر "الإرهابية"، مبينة أن العملية التي نفذت بإشراف قيادة عمليات الرافدين، تأتي في إطار حزمة إجراءات "احترازية" لمنع استغلال المجاميع المسلحة لتلك المنطقة في عمليات التسلل إلى المدن "الآمنة وتنفيذ مخططاتها الإجرامية".

وتوترت العلاقات بين بغداد والرياض بشكل كبير بعد دخول القوات العراقية الى السعودية عقب دخولها الكويت عام 1990، ولم تعد الى طبيعتها حتى بعد سقوط النظام السابق، اذ استمر "البرود" بالسيطرة على المشهد بين البلدين، فيما اثيرت احيانا موجات من الاتهامات للسعودية بالتدخل في الشؤون العراقية والسماح للمجاميع المسلحة بالدخول الى العراق، بينما كان ملف المعتقلين من البلدين في سجون احدهما الاخر سببا اضافيا للتوتر.

ومع ان السعودية مثلت في قمة بغداد بدرجة منخفضة "سفير" الا أن العراق عد عدم مقاطعتها للقمة التي استضافها تحسنا في العلاقات، خاصة وان السعودية لم تفتتح حتى الان سفارتها في البلاد وتكتفي بتعيين سفير غير مقيم، فيما شهدت الآونة الاخيرة ما يبدو سعيا الى التقارب بين البلدين، بعد تصريح العراق بوجود لقاءات "ايجابية" بين ممثلين عن البلدين على هامش قمة المؤتمر الاسلامي الاخيرة في القاهرة.

وكان رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري وصل في الـ13 من شباط 2013،  إلى العاصمة السعودية الرياض، على رأس وفد ضم رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون البرلمانية خالد العطية، والقيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي، واعضاء التحالف الوطني علي العلاق، وعمار طعمة، وقاسم الأعرجي، وعادل شرشاب، وعبد الحسين عبطان، وحميد معلة، وعبد الحسين الياسري، وعدنان جبار صخي في خطوة لتحسين العلاقات بين البلدين.

وحرص المسؤولون العراقيون المقربون من رئيس الحكومة على التصريح بوجود تقارب بين البلدين والاشارة بدور السعودية، الذي يعتبر معتدلا الى حد كبير، من الازمة في سوريا، ويعتبر المراقبون هذه التصريحات رغبة من العراق بتكوين محور معتدل ومؤثر من القضايا الاقليمية، كالربيع العربي، والاحداث في سوريا، على الرغم من موقف السعودية الساند لموقف الحكومة في البحرين، بينما يبدي العراق دعمه للمعارضة في البلد الخليجي.

النهاية
رایکم