شبکة تابناک الأخبارية: قال سماحة المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي ان العالم الاسلامي اليوم لا ينهض الا بنهضة اتباع اهل البيت عليهم السلام, موضحاً ان اسرائيل لا تزول إلا بدماء المجاهدين على طريق الحسين, لافتاً الى ان الكيان الصهيوني يعمل ليل نهار لضرب الثورات من جذورها عبر الترويج للطائفية.
و في كلمة له، اليوم الاحد، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة امام حشد من زوار الامام الحسين عليه السلام، كشف سماحته ان هناك سبع ملايين كتاب وكراس نشر في مكة المكرمة ضد الامام الحسين عليه السلام ونهضته في يوم عاشوراء وتحت اعين المسؤولين هناك، مبيناً ان سبب هذه المخططات الصهيونية الخبيثة هي لأنهم يعرفون ان نهايتهم على يد الامام الحسين عليه السلام واتباعه ومن يقيم شعائره.
واضاف سماحته ان مسيرة الامام الحسين عليه السلام هي مسيرة اصلاح الافراد والدول والامم والبشرية جمعاء, مضيفا أنها مسيرة الانبياء عليهم السلام الذين قاموا بالإصلاح، الذي لولاه لتوحلت البشرية في وحول التخلف والتجزئة والفساد, ولأنقرضت, فالله تعالى احيا البشرية بالأنبياء ولذلك ربنا يأمرنا بان نتبع الرسول لانه يدعونا الى ما يحيينا.
وتابع سماحته ان الامام الحسين رسم للاصلاح برنامج منذ انطلاقه من مكة المكرمة، حيث اعلن قائلاً "واعلموا اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولاظالما ولا مفسدا ولكني خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي"، مشيرا سماحته الى ان الامام أوضح من خلال ذلك بانه هو المسؤول عن هذه الأمة، لانها امة جده وهو احق بإصلاحها من يزيد.
واشار سماحته حول هذا الموضوع الى ان البرنامج الاصلاحي الذي بينه الامام الحسين عليه السلام خلال كلماته يوم عاشوراء اعطى صبغة خاصة للإصلاح كنظام, لافتاً الى ان الامة الاسلامية من يوم عاشوراء حتى الان تعيش على الاصلاح الذي رسمه الامام في برنامجه..
وفي سياق الحديث عن دوام واستمرار رسالة النبي الاكرم محمد (ص) قال سماحة المرجع المدرسي : "ان رسالة الاسلام الخاتمة لابد ان تمتد حتى تشمل الارض كلها, لان الاصلاح في هذه الرسالة يختلف عن سائر الرسالات, فهو لم يكن محصوراً في جانب معين, انما يتحول الى مسيرة وبرنامج لا ينتهي, وكلما افسد المفسدون في الارض نجد ان هذا التيار سوف يقوم بدور الاصلاح"، كاشفا عن ان جهاز الاصلاح في رسالة النبي الاكرم محمد (ص) يتمثل، اولاً في القرآن الكريم ذلك الكتاب الذي حفظه الله والذي يبدد دائما كل الاساطير والخرافات التي يطلقها المفسدون، وباهل البيت عليهم السلام ثانياً، فأهل البيت عليهم السلام هم مسيرة الاصلاح والامام الحسين عليه السلام رسم طريق الاصلاح واضحا بلا شكوك.
وعن فلسفة المسير مشياً على الاقدام الى قبر الامام الحسين عليه السلام قال سماحة المرجع المدرسي: "ان الزيارات شرعت بالمشي لان خطوات الزائرين في الجنة, وكما تخطو الى الامام الحسين عليهم السلام هو يخطو اليك لأنه اهلا للكرم"، مبينها الى ان الامام الحسين عليه السلام يرد على سلام ونداءات الزائرين وكلما انطلق الزائر الى الامام الحسين عليه السلام كان اقرب منه روحياً ومهيئاً لأستلهام الدروس والعبر والمواقف من السبط الشهيد، مستشهداً بفلسفة الرحيل الى عرفات ومن ثم المشعر ومن ثم منى ثم الطواف حول البيت الحرام، موضحاً ان الفقهاء يقولون ان هذه الاعمال التي تسبق الطواف هي من اجل تأهيل الانسان للطواف حول بيت الله.
وفي جانب من حديثه دعا سماحة المرجع المدرسي الاحرار من كل بلاد العالم الى زيارة كربلاء ليشاهدوا ماذا يجري بأنفسهم، لأننا لا نستطيع ان نصف لهم ماذا يحدث هنا، فاليوم العالم الاسلامي ينظر من اقصاه الى اقصاه الى زوار الامام الحسين عليه السلام, وهناك بلاد كثيرة اليوم تنتظر يوم الاربعين.