شبکة تابناک الأخبارية: نهنئ جمیع أتباع الأدیان السماویة وکل المستضعفین فی العالم بذکری میلاد الطاهر بن الطاهرة سیدنا عیسی بن مریم علی نبینا وعلی أمه وعلیه أفضل الصلاة وأتم التسلیم.
وبعد لقد عقدت القمة الخلیجیة الأخیرة فی البحرین ولم یظهر منها إلا شیئین أساسیین هما الهدفین الرئیسین لتشکیل مجلس التعاون الخلیجی فی 52 مایو من عام 1981 الشئ الأول هو الأستقواء بالولایات المتحدة الأمریکیة والدول الغربیة والثانی هو التجاسر علی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وتصویرها بأنها العدو الأول للعرب وهو تتمة للهدف الأول ضنا منهم أنه سیقربهم الی ربهم الأعلی أمریکا وإسرائیل وذلک لیحافظوا علی أنظمتهم المتزلزلة والآیلة الی السقوط الحتمی والإندثار
لقد إنتقدوا الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی موضوعین لایحق لهم التطرق إلیهما أساسا و لسببین الأول موضوع البرنامج النووی السلمی الإیرانی لأنه حق قانونی یخص الشعب الإیرانی وقد حصل علیه بشجاعته وإرادته وقوته التقنیة والصناعیة وان ایران متعاونة بالکامل مع الوکالة الدولیة للطاقة الذریة ولکن الغرب واسرائیل لایریدون أن یتوج هذا التعاون والتفاهم بقرار دولی لأنه سیفقدهم الذرائع التی تسهل لهم اسباب الضغط علی ایران لإضعافها ومنعها من التقدم السریع فی العلم والصناعة وغیرها ولکن هؤلاء الحکام یکرروا إتهامات الغرب وإسرائیل ضد ایران باللغة العربیة.
عندما شجعت امریکا واسرائیل شاه ایران ببناء عشر محطات نوویة فی ایران وعلی السواحل الخلیجیة صمتوا هؤلاء ولن یتجرؤا علی قول کلمة واحدة لأن الأسیاد أرادوا ذلک لکن عندما غضبت امریکا والکیان اللقیط الصهیونی من ایران بسبب مواقفها الصلبة تجاه القضایا المهمة للأمة الأسلامیة وعلی رأسها القضیة الفلسطینیة نری هؤلاء العربان کالببغاء یکرروا مایدعیه أعداء الإسلام ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فأصبحوا یفرحوا لفرح الثنائی الصهیو أمریکی ویغضبوا لغضبهما فکلما صعدت ایران ضدهما صعدوا هم ضدها لأنهم یحسبون کل صیحة علیهم الثانی موضوع التدخل فی شؤنهم الداخلیة اولا حتی الان عجزوا عن تقدیم دلیل واحد علی ذلک التدخل الایرانی المزعوم وثانیا ألیس التدخل بالسلاح والمال والإعلام ومن خلال الفتاوی التکفیریة والفتن الطائفیة لتغییر الأنظمة والرؤساء بالقوة وعن طریق الدعم السیاسی لجامعة الدول العربیة ومنظمة التعاون الإسلامی والأمم المتحدة والإتحاد الأوربی ومؤتمرات أصدقاء الشعوب فی ترکیا وتونس وقطر أصبح حلالا ومشروعا ومحمودا وقد وضعت هذه البدعة بأیدی هؤلاء الخلیجیین فلماذا یستحسن ویباح التدخل فی دول تصنف ضد الکیان الصهیونی وضد المخططات الامریکیة وداعمة للمقاومة بل وحاضنة لها بینما تحرم علی الدول الإنبطاحیة لمحور الصهیوأمریکی.
فالذی بیته من زجاج علیه أن لایرمی الحجارة علی جاره وطبعا کلنا نعرف ماذا یقصد هؤلاء من التدخل الآیرانی هم یریدون وقف الدعم الإیرانی للمقاومة الإسلامیة فی فلسطین ولبنان والسماح للکیان الصهیونی الغاصب تدمیرها وإراحتهم منها لأنها عامل إزعاج لهم قبل أن تکون عامل رعب وخوف للصهاینة وترک السودان مفتوحا ومباحا للطائرات الصهیونیة ومؤامرات تقسیم السودان وإذلال شعبة وحکومته بسبب مواقفها الممانعة والسماح بتدمیر سوریا وإضعافها وتغییر موقفها من داعم للمقاومة وممانع للمخططات الصهیوأمریکیة الی معاد ومدمر للمقاومة ورموزها ؛فأدبیات وممارسات المسلحین فی المعارضة السوریة أکبر دلیل علی ذلک من قتل الفلسطینیین فی سوریا وطردهم منها والی التجاسر الیومی علی حزب الله وسید المقاومة التی هزت ارکان وفرائص الصهاینة المغتصبین هم یریدون من ایران ان تفتح موانئها ومطاراتها وقواعدها العسکریة للأساطیل الأمریکیة والأوربیة والإسرائیلیة حتی تکن دولة معتدلة ومرغوب بها فی المنطقة ویمکن التعاون مها فی شتی المجالات وتضع بترولها وأموالها تحت تصرف الدول الإستکباریة وأن تشتری وتستهلک البضائع لا أن تصنع وتبتکر وتخترع لأنها بذلک ستکون دولة غیر محببة ومارقة علی القانون الدولی ولم تراعی حسن الجوار , هذه هی أدبیات بعض الحکام العرب والخلیجیین وهذا الذی یریدونه من ایران الإسلام هم یریون أنظمة وحکام کالشاه ومبارک وبن علی وصالح حکام منبطحین ومطیعین لأحبابهم الأمریکیین والإسرائیلیین وأن یکونوا نعاجا مثل بعضهم ولیس شجعانا متقین ومجاهدین ومخلصین لأوطانهم وشعوبهم ومناهضین ومتصدین لأطماع المستکبرین والغاصبین, فهذا هو بیت القصید.
کان بالأحری علی هؤلاء أن یدعموا مطالب الشعب البحرانی الحقة وأن یحیوا صموده وثورته السلمیة وأن یشجعوا الفرقاء فی سوریا علی الحوار والتفاهم السیاسی ونبذ العنف حقنا لدماء الأبریاء ووقف ارسال السلاح والمال للجماعات المسلحة والکف عن الفتنة الطائفیة والمذهبیة التی لاتخدم إلا أعداء الأمة وتشجیع السیاسیین والثوار المصریین علی التفاهم والتعاون ونبذ الفرقة والإحتکام الی صنادیق الإقتراع وترک الشعب الیمنی لیقرر مصیره بنفسه من دون فرض الحلول المستوردة وکان علیهم أن یشیدوا بإنتصارات المقاومة فی غزة وأن یدعموهم بالمال والسلاح والسعی لفک الحصار وإعمار الدمار والتصدی للإستیطان وتهوید القدس وهدم المنازل وإزالة الحواجز فی الضفة ودعم میزانیة السلطة وتشجیع المصالحة الفلسطینیة ودعم السودان اقتصادیا وسیاسیا وعسکریا بوجه التجاسر الصهیونی والتطاول الغربی علیه.....والکثیر من المواقف المشرفة لکن إنا لله وإنا إلیه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله العلی العظیم
وأترک الأمر للقارئ الکریم أن یحکم بنفسه علی القرارات التی صدرت من هذه القمة وکأنه صدرت من قمة غیر عربیة ولا إسلامیة ولا خلیجیة وکأن الأمور التی ذکرتها لیست من هموم الشعوب العربیة ولا من أولویاتها بل همهم الأول هو تحقیق مطامع ومطامح المستکبرین فی المنطقة الأمر الذی یجعلهم دائما غاضبین وزعلانین من الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وأصدقائها فی المنطقة لأنها تمثل رأس الرمح فی التصدی لهذه الأطماع والأحلام الشیطانیة.
*مدیر مرکز الدراسات الإسراتیجیة والعلاقات الدولیة