۴۶مشاهدات

تسريب "سدي تيمان" كأكبر فضيحة دعائية في تاريخ "الجيش" الإسرائيلي

لم تكن قضية التعذيب والاغتصاب التي تسربت من "سدي تيمان"، هي الأفظع في تاريخ الكيان الإسرائيلي، وإن كانت عملية التسريب هي الأخطر.
رمز الخبر: ۷۲۰۸۱
تأريخ النشر: 05 November 2025

تسريب

اغتصاب وتعذيب، والأهم تغطية مستويات سياسية وعسكرية وأمنية بل وحاخامية، على هذا الفعل الفاضح الذي جعل مرتكبيه يظهرون في صورة تفاخر، وقد رأت شريحة واسعة من الشارع الإسرائيلي اليميني وحتى الليبرالي أنهم يستحقون وسام الشجاعة، خصوصاً مع الممارسة المنهجية الدائمة لهذا الفعل الفاضح كروتين في أروقة "الجيش"، وهو "الجيش الأكثر تحضراً في العالم" بحسب هرطقات نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية كمجرم حرب، وقد نظر إلى هذا التسريب من زاوية الجرم الدعائي وليس الاعتبار الأخلاقي حيث الاعتداء على فتى بكل خسة ونذالة وهو أسير عاجز عن الدفاع عن نفسه.

نتنياهو هو نفسه الذي ذكّر الغرب غداة القصف الإسرائيلي الوحشي للمستشفى المعمداني في غزة، بأن بريطانيا قصفت في الحرب العالمية الثانية مستشفى للأطفال في كوبنهاغن، يزعم أيضاً أن الرئيس ريغان أمر "الجيش" الإسرائيلي أن يوقف قصفه المدفعي لبيروت سنة 1982 بعد إصابة طفلة فلسطينية بالقصف، مؤكداً أنه شخصياً اكتشف يومها أن صورة الطفلة المزعومة كانت مفبركة من العرب، لكنه اليوم أمام هذا التسريب الصريح وما احتواه من مشاهد قذرة، لم يجد فيه نتنياهو سوى خطر الدعاية المضادة لـ"إسرائيل"، فهل هو بالفعل مجرد دعاية خطرة ضد "الجيش" الإسرائيلي؟ وأنه الأكبر منذ قيام الكيان الإسرائيلي؟

ضجة كبيرة تسود الفضاء الإسرائيلي منذ تم تسريب فيديو الفضيحة، وتتركز الإثارة حول المدعية العامة العسكرية لـ"الجيش" الإسرائيلي ييفعات تومر ييروشالمي، والتي توصف بالمرأة الحديدية في "جيش" الاحتلال وتحمل رتبة لواء، وهي أعلى رتبة بين النساء في "الجيش"، وسبق لها طوال سنتين أن ساهمت في تمرير منهجي لكل أنواع الجرائم التي يرتكبها "الجيش"، وخصوصاً في "سدي تيمان" و"راكفيت" ونحو ثلاثين منشأة اعتقال مؤقت حول غزة، تخرج منها جثامين مئات الشهداء لتدفن في غزة من دون أن يتمكّن الناس التعرف إلى أصحابها من هول التشويه والقيود ما زالت تحيط بالمعصم، وكثير منهم تمت سرقة أعضائهم.

أخيراً، قررت ييروشالمي فضح القصة والسبب ليس أخلاقياً أو صحوة ضمير، ولكنه الاعتداد في العمل الادعائي حسب ما يترجح، فهي المرأة الحديدية التي وصفها رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت بالمخيفة للجنود أكثر من خوفهم من يحيى السنوار، وهو ما جعلها تنظر إلى المعارضة العنيفة التي رافقت محققي الشرطة العسكرية في "سدي تيمان"، نظرة قلق على مستقبل عمل الادعاء العسكري، خصوصاً مع تأييد المشاغبين من جانب المؤسسة السياسية، وحتى المشاركة في مهاجمة معسكر بيت ليد حيث تم احتجاز المجرمين الخمسة المتهمين بالاغتصاب قبل أكثر من عام مضى، وهو ما وضع ييروشالمي أمام اختبار غير بسيط، جعلها تقرر أخيراً إخراج شريط فيديو التعذيب إلى وسائل الإعلام، وكتبت في رسالة استقالتها أنها اضطرت إلى العمل من أجل الدفاع عن وحدة الادعاء العسكري في "الجيش" والمحققين الذين يخدمون فيها.

رایکم