شبكة تابناک الأخبارية: يدرك كيان الاحتلال الإسرائيلي تماماً أن تفكيك دول محور الممانعة وحركات المقاومة في المنطقة عسكرياً أمرٌ صعب المنال، لذلك لعب على وتر إحداث الفتن والقلاقل فيها أو داخلها، مستغلاً ضعاف النفوس والمأجورين لتحقيق هذه الغاية.
ويقود هذه المؤامرات من خلف الكواليس جهاز "الموساد" الإسرائيلي الذي يُجند لتحقيق هذا الحلم أنظمة عربية، نصبت نفسها حاميةً للأمة، ومُخلصةً للشعوب من نار الظلم الواقع عليها من جبروت الحكام المتسلطين.
ولعل المتأمل لمجريات الأحداث التي وقعت في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 2009م عقب فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولايةٍ رئاسية ثانية، وتصاعد السجال السياسي في لبنان والذي يكمن في عدم قبول تكتل الرابع عشر من آذار بتسلح المقاومة الإسلامية، والأزمة السورية التي تحتد يوماً بعد الآخر، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك نقطة التقاء ما.
إذاً هي نقطة التقاء تدلل على أن جهاز "الموساد" يحاول بشكلٍ حثيث أن يُحدث شرخاً في هذه الدول كي يسهل عليه تنفيذ مخططاته الرامية للسيطرة عليها، وإزاحة الأنظمة التي تحكمها لاسيما وأنها داعمٌ وحاضن للمقاومة الفلسطينية.
فالكل يعرف الدعم الإيراني السخي واللامحدود للقضية الفلسطينية، وللمقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) التي تقف شوكةً في حلق الجيش الإسرائيلي، خاصةً وأن مجاهديها الشجعان مرغوا أنف جنوده مراتٍ عدة لعل أبرزها في حرب تموز عام 2006م.
والكثيرون يعرفون الدور الكبير الذي لعبته سوريا في تعزيز وتمتين جبهة المقاومة، واحتضانها لقادة الفصائل الفلسطينية، الذين لم تتجرأ أي دولة عربية على استضافتهم، لا بل وإقامة معسكرات إعداد وتدريب لمقاتلي هذه الفصائل على أراضيها.
هذا كله لم يكن يروق للكيان الإسرائيلي، لأن كل ذلك ينذر بزواله عن الخارطة، لذلك هو يعمل بقوة على تبديد هذه الأخطار من حوله، وتفكيك هذا المحور الذي يتهدد أمنه مستعيناً بأدواتٍ عدة استطاع أن يوجد لها أرضيةً عربية الصبغة.
ومن هذه الأدوات القنوات الفضائية، وخاصةً الجزيرة القطرية، والعربية السعودية، اللتان تعملان بشكلٍ إعلامي ظاهرياً، لكن التحكم في رسالتهما وسياساتهما استخباري محض.
ولا يتوقف رهان "الموساد" على ما سبق من أدوات، فهنالك زعماء وساسة يُجيرهم ضباط الجهاز الإسرائيلي كيفما يشاؤون في المعركة، وإن لم يكن التواصل بينهم مباشراً لكنه يأتي عن طريق طرف ثالث مشارك في المخطط، تماماً كحال زعيم تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري.
ففي حالة الحريري نجد أن السعودية هي التي تتحكم بمواقفه وتصريحاته، فليس غريباً أن يعلن هذا "الشيخ" بأن امتلاك حزب الله للسلاح هو أصل المشاكل والنزاعات في لبنان!!، وليس غريباً عليه أيضاً أن يتهم الحزب بالتورط بإرسال سلاح ومقاتلين للدفاع عن النظام السوري!!، كما أنه ليس بغريب عليه دعواته للمجتمع الدولي بوجوب التدخل العسكري في سوريا، وتزويد المعارضة بالأسلحة!
وإن سلمنا جدلاً بدعوة أن على المجتمع الدولي تزويد المعارضة في سوريا بالسلاح – كما نادى الحريري-، فلماذا يعتبر الشيخ سعد أن السلاح في يد حزب الله أصل المشاكل في لبنان؟!
وفي هذا المقام يطرح سؤال نفسه على الشيخ سعد، "لماذا الحريري منزعج من هذا السلاح المقاوم؟!"، هل رفعت المقاومة الإسلامية في لبنان يوماً سلاحها في وجه الدولة أو الشعب؟! .. لعل الإجابة على هذه الاستفسارات وغيرها موجودةً لا محالة في مستندات جهاز "الموساد".