شبکة تابناک الأخبارية: ذكر معهد سياسة الشرق الأدنى في واشنطن أنّ حزب الله لبنان يحظى بشعبيةٍ ودعمٍ بالغين بين الشيعة، وذلك بسبب الظلم الذي تعرّض له الشيعة طوال سنين ونظراً لإهمال الحكومة لهم وكذلك من دافع العداء للكيان الإسرائيلي.
ففي مقالة نشرها هذا المعهد بقلم "ديفيد شينغر"، مدير برنامج السياسات العربية، يقول الباحث: على الرغم من أنّ لبنان يتعرّض لأضرارٍ جرّاء تصدير الأزمة إليه من سوريا، إلا أنّه ليس غريباً على هكذا أزمات. فهذا البلد على مرّ العصور واجه مشاكل جمّةً، ولو أنّ الخلافات الطائفية في سوريا لا تؤثّر على واقعه، فسوف يمضي هذه المرحلة بسلامٍ. فالنزاعات الداخلية في سوريا قد تغلغلت إلى لبنان وتمخّض عنها اغتيال أحد القادة الأمنيين وبروز نزاعاتٍ شديدةٍ بين السنّة والشيعة المدافعين عن بشار الأسد في طرابلس.
ويضيف الباحث: ومنذ اغتيال رفيق الحريري انقسم هذا البلد إلى فئتين، الفئة الأولى تجسّدت في ائتلافٍ سنّي مسيحي وبعض الدروز المعارضين للأسد، حيث عُرفت باسم تيار 14 مارس (تيار المستقبل). والفئة الثانية موالية للأسد وتحظى بدعمٍ من إيران، حيث عُرفت باسم ائتلاف الثامن من مارس، وأعضاؤها من شيعة حزب الله والمسيحيين الأعضاء في تيار الوطني. يُذكر أنّ الاختلاف بين هاتين الفئتين ليست سياسيةً فحسب، بل إنّها سرت إلى المجال الاقتصادي أيضاً.
واردف الباحث قائلا: وبالطبع فإنّ الأزمة السورية قد أثّرت على اقتصاد هذا البلد بشكلٍ ملحوظٍ، حيث تضرّر قطاعا السياحة والتجارة وتقلّصت نسبة التصدير، وكذلك فإنّ الاستثمار الخارجي قد تضاءل بنسبة 20 بالمائة. كما أنّ ثروة الشعب اللبناني التي تعدّ نقطة قوّةٍ في اقتصاد البلاد بدأت تُصدّر إلى الخارج.
وقال: ويرفض ائتلاف الثامن من مارس الاعتراف بـ "إسرائيل" بشكلٍ رسميٍّ، وبالتالي يرفض تعيين حدود بحرية مع هذا الكيان، لذلك فإنّ مصادر الغاز التي تمّ اكتشافها هناك لا يمكن استثمارها.
واضاف: أمّا الملفت للنظر أنّ حزب الله يتمتّع بشعبية بالغةٍ بين شيعة لبنان، فهذا الحزب قد تأسس عام 1980م . ونظراً للظلم الذي كان الشيعة يتعرّضون له وبسبب إهمال الحكومة لهم والخوف من السنة ومناهضة "إسرائيل"، فإنّ هذا الحزب تمتّع بأرضيةٍ جماهيريةٍ.
وتابع: ومن المحتمل ان يصل السنّة إلى سدّة الحكم في سوريا، لذا فإنّ الأزمة قد تتفاقم في لبنان وبالتالي فإنّ الشيعة سوف يتكؤون على قدرة حزب الله أكثر ممّا مضى.
وقال: لو أنّ الأزمة السورية تبقى على حالها، فإنّ لبنان أيضاً قد يواجه هذه المشكلة في العام المقبل. فهذا البلد قد واجه الكثير من الأزمات الداخلية واجتازها، ومن الممكن أنّ الأزمة الحالية لا تنتهي ما دام الأسد في سوريا. وختم الباحث يقول: والاحتمال القوي هو أنّ هذه المشاكل سوف تستمرّ إلى أن يتحقّق الاستقرار الكامل في سوريا، والانتخابات التي ستقام في العام المقبل في لبنان قد تغيّر واقع الحكم فيه.