شبکة تابناک الأخبارية: هو من بين ابرز الوجوه الفنية الايرانية. دخل الى عالم الفن منذ الصغر ليستمر بمشواره حتى عامه الحادي و الستين. اجاد ادوارا تاريخية و اجتماعية و كوميدية و تفوق في جميعها دون استثناء. وصل الى ذروة عطائه باداء دور شمر بن ذي الجوشن في رائعة المختار الثقفي.الدور الذي نال من خلاله استحسان النقاد و الجماهير فضلا عن سيل السباب و الشتائم و اللعن، استمر في خلقه 6 اعوام .
هو الفنان الكبير محمد فيلي الذي يقص اليوم ذكرياته عن مسلسل المختار الثقفي و كواليسه.
حدثنا عن دور شمر بن ذي الجوشن و عما حمله لك ذها الدور خلف الكواليس و خارج التصوير..
مثلت دور اقسى رجل في التاريخ و لا شك ان ذلك يؤدي الى خلق هواجس لدى المواطنين خصوصا الفئات الاكثر شعبية فهم يعتقدون انني الشمر في الحقيقة و يشيرون الي بالبنان و يوجهون لي السباب و الشتائم.
هل لديك ذكرى محددة عن ذلك؟
نعم..اتذكر بانني كنت اسير في احدى شوارع طهران و انتظر سيارة اجرة، فرأيت رجلان يستقلان دراجة نارية يقفان على بعد 10 امتار و ينظراني بشكل غريب، و عندما ركبت في سيارة الاجرة تحركا نحوي و بدءا بتوجيه الشتائم لي،فطلبت من السائق ان يوقف العجلة لكي اتمكن من الحديث مع الرجلين، و عند وقوفي صاح واحد منهما بلغة تهديد: لو نزلت من السيارة فسوف اقتلك !
فحاول السائق ان يكلمه و عندما التفت عليّ صرخ قائلا: انت الشمر؟؟ ..قلت له لا يا اخي انا لست ذلك الرجل ، و انطلقنا و انطلقت الدراجة خلفنا. و اخيرا غضب السائق و قال لي انزل قبل ان تتسبب لي بمشاكل فنزلت و حاولت مواجهة الرجلين لكنهما ذهبا فورا، اعتقد بانهما ظنا انني الشمر حقا!!
و في حالة اخرى ، اذكر انني كنت برفقة اعضاء من فريق العمل في مسلسل المختار و كنا في موقع التصوير في احدى القرى البعيدة، و كان علينا اجتياز مزرعة لسيدة عجوز، و كنت برفقة زميلي الذي يؤدي دور ابي الفضل العباس عليه السلام و كلانا بملابس الشخصيات التي نؤدي ادوارها، فعندما رأتني السيدة صاحت من هذا ؟ فأجابها احد الزملاء : هذا شمر بن ذي الجوشن! فعلى صوتها بالسب و اللعن و حاولت ضربي لو لا الزملاء الحاضرين فاسرعت من خطواتي لكي اجتازها لكنني كنت اراقب تصرفاتها فجاء دور زميلي بزي العباس بن علي (ع) لكي يعبر من هناك ، فرأته و قالت: من هذا؟؟ فأجابها الزميل بأنه ابا الفضل العباس، فجهشت بالبكاء و قالت: روحي فداك يا ابا الفضل، اسمحولي ان اتبرك به و اطلب منه الدعاء لشفاء حفيدي المريض.
ماهي اصعب الحوارات التي اديتها في المسلسل؟
في احد المشاهد ، بعد هروب الشمر خوفا من المختار و عندما يبدء بشرب اللبن بهمجية، ياتي احد مرافقيه و يسأله: لو طلب منك ان تقف بوجه الحسين مجددا هل ستفعل؟ فأجاب: نعم، لو حصل ذلك مائة مرة لفعلت.. هذه الجملة الاخيرة كانت صعبة جدا، فمجرد التفكير بها كان يثير شجوني و المي و كنت اقول لنفسي من انا لكي اقول هذه الجملة بحق الامام الحسين (ع)، بكيت كثيرا حينها و لكنني استعنت بالله و بالامام لانهاء هذا المشهد.
حدثنا عن هذه التجربة الفريدة..
بصراحة العمل مع ميرباقري بمثابة الحصول على تجارب كبيرة و حصرية. تجربتي لاداء هذا الدور كانت نقطة فارقة بحياتي المهنية و كلما رأيت الغضب و الكره في عيون الناس كنت اشعر بأن ادائي كان حقيقي و جيد. اتمنى العمل مجددا مع ميرباقري و سيحصل ذلك قريبا.
كيف تمكنت من بلوغ شخصية شمر بن ذي الجوشن؟
تحريت عن هذه الشخصية عبر الانترنت ، لكن وجدت معلومات قليلة و غير وافية، لم تكن هناك معلومات دقيقة عن شخصيته . المخرج مير باقري قربني الى شخصية الشمر بشكل كبير و تخطيت الكثير من الحواجز من خلال نظراتي و ادائي الجسدي كما ساعدني الماكياج و الملابس، فضلا عن ترخيم صوتي لكي يكون اكثر ارهابا.
معروف عن المخرج ميرباقري بأنه كثير الدقة في اختيار الادوار و الممثلين و لا تخفى عنه اي حركة ، كيف تعاملت مع كاميرة مير باقري؟
ميرباقري يتحسس على اعماله و يبذل قصارى جهده لافضل نتيجة، فهو يعشق عمله و يدقق حتى في تفاصيل الادوار الصغيرة ، لانه يحترم المشاهد، المشاهد مهم و يجب احترامه.