۲۶۰۷مشاهدات
رمز الخبر: ۳۶۰۴۵
تأريخ النشر: 27 August 2017
شبکة تابناک الاخبارية نقلا عن شفقنا : لا يحب بعضهم، ان يطلق على السياسي المنتمي الى المكون السني، صفة السني، لكنهم يطلقون وبإصرار، على السياسي المنتمي الى المكون الشيعي؛ صفة الشيعي..وتلك مفارقة تستدعي التأمل!

إن إنتماء المرء الديني أو العقيدي أو المذهبي، شيء لا بد منه، وتوصيف الأشياء بمسمياتها، لا سيما للأفراد والشخصيات العامة، أمر لا مناص منه، ولكنها اللعبة الطائفية، حين تدلف برأسها الى الأحداث والتقاويم، فتتصرف على هواها!

منذ أن شرعنا بما أصطلح عليه بالعملية السياسية، ذهب كثير من الساسة المنتمين الى المكون السني؛ بإتجاه التأزيم؛ وسلكوا في هذا السبيل مختلف المسالك، متعللين بمختلف الأسباب، متوسلين كل الوسائل المتاحة تحت أيديهم!

لنكن موضوعيين، ونتحرى الإشارات الإيجابية في تعاملاتهم، التي لا نتلمس منها إلا النزر اليسير، إذ أن معظم تلك التعاملات تتصف بالتأزيم، فقد تحول معظم الساسة المنتمين الى المذهب السني، الى أشخاص مأزومين.

الحقيقة أن صفات التأزيم؛ ليست قد أكتُسبت حديثا لديهم، فهم إعتادوا على هذا النمط من العلاقات، مع المكونات الأخرى، نظرا لطول بقائهم على سدة السلطة، وهو بقاء أمتد لقرون طويلة، وتحول هذا الإمتداد لديهم الى حق مكتسب، ورسخ في تفكيرهم، أنه واحد ثابت من ثوابت طائفتهم..ومن هنا نشأ التفكير الطائفي، الذي أنتج أشخاصا مأزومين متعالين على طول الخط!

التأزيم خصوصا بعيد التغيير؛ حيث أطيح بصولجان السلطة، من أيدي من نعنيهم، يتمثل بأن هؤلاء الساسة، يرون أنهم وحدهم فقط، من يمتلكون الحقيقة ومفاتيحها، وأن غيرهم متطفل على العمل السياسي والحكم، ولذلك أتخذوا منذ 2003 مواقف سلبية، تجاه غيرهم وتجاه العملية السياسية.

تبدى ذلك؛ تارة عبر التهديد بالإنسحاب، من العملية السياسية برمتها, وأخرى بالتشكيك بالشركاء السياسيين، أو بالتخوين وإتهامات العمالة لإيران ولأمريكا سوية، مع أنهما عدوين لدودين، لا يمكن أن يجتمعان على سطح واحد، ولا يمكن تصور حصول ذلك في أي وقت قادم، إلا فقط عبر القنوات التي تضمن فيها إيران أنها لاتُغلب قط، مع العرض بأن هؤلاء الساسة عملاء علنيين لأمريكا وبطانتها العربية!

بعض وسائل التأزيم، تتمثل بتسمية الأمور بأسماء لا تنطبق عليها, من قبيل تسمية الحشد الشعبي بالمليشيات الطائفية، مع أن الحشد الشعبي؛ هو القوة التي وقفت بوجه الإرهاب الداعشي بصلابة، وأعادت الأمل للعراقيين، وحفظت كرامتهم، فيما لا نسمع من المأزومين، أي توصيف ممثال لجيوش الغدر والخيانة، ولكلاب الإغتيالات من قتلة الشعب العراقي، تلك الجيوش التي خرجت من تحت عباءة المكون السني، ولم تأت العراق من المريخ مثلا!

إن قائمة طويلة، تضم جيش النقشبندية، وجيش الراشدين، وفيلق عمر، وكتائب ثورة العشرين، وجيوش العشائر، وآخرها داعش بكل إجرامها وإرهابها، كلها خرجت من هناك وليس من مكان آخر؛ ومعنى هذا أن هؤلاء الساسة المأزومين، يرون في داعش وما قبلها وما سيأتي بعدها، عناصر قوتهم التي يستندون اليها، بل هي مليشياتهم الرسمية!

كلام قبل السلام: وبعد كل تصريح مأزوم تحدث تفجيرات هنا في بغداد، تبدو نسخة معدة سلفا، عن ذلك التصريح..!

سلام ..

رایکم