۵۳۵مشاهدات
قال الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق المعركة مع الإرهاب في الحقيقة هي ليست معركة قُطْرية يقدر ما هي معركة دولية لأن من خلق الإرهاب هو كَمَن طبخ السم وبدأ يتجرّعه..
رمز الخبر: ۳۰۰۵۰
تأريخ النشر: 23 November 2015
شبكة تابناك الإخبارية : تابع معتوق في حوار خاص لوكالة فارس الإيرانية للأنباء ...أن تصريح وزير الخارجية الليبي أولا لم يأتِ من فراغ وثانيا لم يكن التصريح الأول وكثير من المسؤولين الليبيين الذين أعلنوا أن هناك عدد كبير من الإرهابيين عادوا من سوريا والعراق منهم العرب وغير العرب كالشيشان وجنسيات أخرى وهناك الكثير من الشواهد التي تشير إلى أن هناك ناقلات بحرية تنقلهم من موانئ تركية إلى موانئ ليبية خاصة في المنطقة الوسطى مثل ميناء مصراته وسرت والتي أصبحت اليوم داعشية بالكامل فهي كما الرقة السورية لكن في شمال أفريقيا.

وأضاف الأمين العام معتوق أنه من المبكر خوض حرب في ليبيا لمكافحة الإرهاب ما لم تنتهي الأزمة السورية ويتم فيها القضاء على الإرهاب وتنتعش الحياة السياسية فيها من جديد وحسب اعتقادي أن المجتمع الدولي لن يفتح جبهة جديدة مع داعش في ليبيا وخاصة أن التوسع الداعشي فيها أصبح كبيرا جدا وكثير من المدن الليبية سواء في الشرق الليبي أو في الوسط أو في الغرب أصبح بأيَدي داعش وكما هو معلوم أن مساحة ليبيا شاسعة جدا وتعيش حالة فوضى أمنية وانهيار في الدولة ولا حكومة مركزية تستطيع أن تواجه ولا قوّات للجيش تقاوم ولا أمن موجود.

وأردف فالمسألة في ليبيا مختلفة جدا عن سوريا وهذا الملف حتى لدى الغرب هو ملف مؤجل من حيث المبدأ والدول الغربية تحاول الآن من خلال المبعوث الأممي الألماني الجديد "كوبلر" الذي يواصل مساعي سلفه الإسباني ولكن في الحقيقة ليس هناك مؤشرات بأنه يمكن أن يكون هناك استقرار أو أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية مثلما الآن يُشاع تكون قادرة أولا على التعامل مع المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب داخل ليبيا وتكون أيضا أمام استحقاقات ضمن اتجاه مقاومة الإرهاب.

ورأى الأمين العام معتوق أن بعد الذي جرى في باريس مؤخرا ذلك يعني أن الغرب بدأ يتحسس على رأسه وأن الإرهاب وصل إلى تحت قدميه وهذا ما حدث بعد تفجيرات باريس التي كانت فظيعة بالنسبة للمجتمعات الغربية ولكن بالمقابل الأوروبيين كانوا قد شكّلوا قوة من فترة وجيزة على شكل قوة مسلحة تجوب البحر الأبيض المتوسط في شمال ليبيا لمواجهة المهاجرين الغير شرعيين من وسط وشمال أفريقيا للغرب ولكن هذه القوة قادرة على أن تقاوم في هذا الجانب وخاصة بعد التشديد من قبل وزراء الداخلية والخارجية الأوروبيين على إجراءات دخول الأجانب إلى أوروبا حتى فيما يتعلق في الشروط التي فرضوها للحصول على "فيزا شينغل"وهناك احتياطات أخذوها ولكن كل هذا لا يعني أنه يصب في اتجاه مكافحة الإرهاب في ليبيا .

وأكمل أن الإرهاب في ليبيا بدأ والعالم وأمريكا والمجتمع الدولي والأمم المتحدة كلهم يعرفون بأن ليبيا أصبحت بؤرة كبيرة جدا للإرهاب في شمال أفريقيا وإذا كانت هناك نوايا جادّة بالفعل لدى الغرب في مكافحة الإرهاب كان من المفروض أن تكون بدأت منذ وقت طويل وليس الآن ,فهم في تقديري الآن غير مستعجلين في مكافحته في ليبيا طالما أن البؤرة الأكبر في سوريا وبالتحالف الروسي والإيراني مع بقية الأطراف مستمرين في مكافحته وهذا ما فرض على الغرب حقيقةً تغيير في الاستراتيجية والسياسات المتبعة في مكافحة الإرهاب.

و عن عدم دخول الجيوش العربية في تحالف معني بمحاربة داعش قال معتوق : أنه يجب أن لا نجهد أنفسنا كثيرا لأن الجيوش العربية أثبتت أنها أداة فاعلة في حماية الأوطان ونحن كنا نعتقد أنها كانت تعد نفسها من أجل تحرير فلسطين في وقت من الأوقات ولكن وجدناه اليوم يحل محل القوى الأمنية التي كان ينبغي أن تتولى هي مسؤولية حفظ الأمن داخل كل قطر .

ووضح معتوق أن لا يجب أن نغفل دور الجيش السوري الذي يخوض معركة منذ ما يقارب الخمس سنوات لم يخضها جيش آخر في التاريخ بمثل هذه الشراسة والقوة ضد جماعات إرهابية آتية من مختلف أصقاع الأرض لتدمير سوريا , أما الجيش العراقي كان قد فُكِّكَ بقرار أمريكي واضح منذ الغزو الأمريكي للعراق وسقوط بغداد , وأما الجيش الجزائري كانت له تجربة مماثلة في التسعينات اسمها "العشرية السوداء" التي بدأت فيها الجزائر حقيقة بمكافحة الإرهاب المماثل لما يجري في سوريا اليوم وخاضت حربا شرسة من خلال الجيش الجزائري الذي استطاع أن يعيد الأمن والاستقرار إلى الجزائر.

وأضاف أن الجيش المصري أيضا يكافح بكل جهده في قتل الجماعات الإرهابية سواء في سيناء أو في مناطق أخرى يمكن أن يخرج منها , والمعركة مع الإرهاب في الحقيقة هي ليست موضع دول محلية بقدر ما هي معركة دولية لأن من خلق الإرهاب هو كَمَن طبخ السم وبدأ يتجرّعه.
رایکم