۱۱۶۲مشاهدات
رمز الخبر: ۲۹۶۰۸
تأريخ النشر: 30 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: لو كان يعلم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي بأن الرد على تصريحاته من قبل المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي يكون بهذه الشدة لإتخذ الصمت دون أي تصريح يعتم مصيره السياسي أكثر. فعندما قال نتنياهو "إن الإتفاق النووي المبرم مع طهران سيجعلنا آمنين لـ 25 عاما قادما وفيما بعد سنفكر حول إيران"، لم يدرك مدى خطورة كلامه.

فهنا جاء الرد الناري على لسان المرشد الأعلى الإيراني خامنئي حيث قال "إن الصهاينة لم ترى الـ 25 عاما القادمة حتى تشعر بالأمان وبفضل الله وعونه الى ذلك الحين لم يبقى كيان بإسم الإحتلال في المنطقة. كما أن الروح الجهادية والمناضلة والملحمية لدى الحركات الإسلامية لم تجعل الصهاينة أن تنعم بالراحة حتى ولو لحظة وعلى الصهاينة فهم ذلك."

هذه الرؤية الإيرانية التي كانت وما زالت من بداية الثورة الإسلامية الإيرانية ترافق جميع المسؤولين الإيرانيين تجددت بعد الإتفاق النووي والذي ظن الغرب أنها إبتعدت طهران عنها لظروفها الخاصة ولكن خاب ظنهم بعد تصريحات خامنئي مما جعل نتانياهو يتسارع بالرد عاجلا ليقول "إن إيران أثبتت للجميع بأن تريد مسح إسرائيل من خارطة العالم والقائد الإيراني قضى على أي حوار أو إتفاق وهو في المهد فلم يعد هناك أمرا للتفاوض معها". وكأن إيران كانت سابقا تسير على نهج سياسات تل أبيب والآن خرجت طهران عن طورها، ألا يعلم نتنياهو أن إيران لم ترضخ لأي تهديد؟!

الكل يعرف بأن إيران قامت ثورتها على أسس معروفة منها نصرة المظلومين في العالم وبالأخص القضية الفلسطينية الأولى بين المسلمين والتي تعتبرها طهران رمزا للمقاومة الإسلامية ضد الهيمنة العالمية وأصلا إستراتيجيا ومنهجيا في سياستها الخارجية حيث لا تتخلى عنها مهما حدث.

ومن جهة أخرى تسعى الولايات المتحدة بشتى الطرق أن تقمع الحركات المقاومة في فلسطين وتحرق ورقة إيران حول المقاومة الفلسطينية وتعزلها عن محور المقاومة وتجعل إيران في المنطقة والعالم الإسلامي منبوذة وتقلل من نفوذها كداعم رئيسي لفلسطين لتتمكن واشنطن أن تبسط مظلتها الأمنية فوق الكيان الإسرائيلي.

فأن الرؤية الإيرانية حول التيارين السياسيين القائمين في فلسطين مختلفة عن غيرها فتعتبر الأول يريد تحقيق السلام عبر المفاوضات والحوار مع الكيان الغاصب وهو الخيار المرجح لدى أغلب الدول العربية والخليجية التي تدعم حركة فتح في هذا المجال مما سبب الكثير من تطاول الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وارتكب جرائم بشعة بحقه وهذا ما لا تطيقه طهران اصلا.  

اما التيار الثاني أي محور المقاومة المتمثل بالحركات الجهادية الفلسطينية التي تعتبر النضال هو السبيل الوحيد نحو الإستقلال والتخلص من الإحتلال الغاصب وهذا ما تراه إيران عين الصواب في القضية الفلسطينية لأنها تعلم جيدا أن الكيان الإسرائيلي مبني على باطل ويجب زواله في يوم من الأيام فمن هذا المنطلق السيد الخامنئي يعرف تماما ما ينطق به فهو يعلم أن الشعب الفلسطيني سينتفض ضد الإحتلال سواء بدعم بلاده أو دونه ، وعند ما المرشد حدد الـ 25 عاما المقبلة  فهو ليس مجرد ردا على تحديد فترة زمنية من قبل الغرب للملف النووي بل يقصد الجيل الواعد الفلسطيني الذي لا يزال طفلا يرى الحقيقة عما خلّفه سلفه له، فهذا التهديد ليس إنطلق بقوة الصواريخ الإيرانية والمقاومة التي تدك إسرائيل دكا إذا شائت بل المرشد الأعلى يعني بكلامه نمو الجيل القادم والواعد الذي سيمحو الكيان الإسرائيلي من خارطة العالم. وبالتالي أن إيران تعتمد سياسات الردع وليس الهجوم لأنها مبنية على شرعية وتخطط الواقع وليس ما تتخيله الولايات المتحدة او ربيباتها إسرائيل أو الدول الخليجية.

الكاتب والمحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي
رایکم