۱۴۵۱مشاهدات
رمز الخبر: ۲۹۳۰۰
تأريخ النشر: 01 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نيوز: استوقفني طلب القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس محمود الزهار خلال مداخلة له مع الجزيرة مباشر الأربعاء 12 أغسطس 2015، أنه يطالب ايران بأن تقبل زيارات حركة حماس إليها بعد أن ساوى بين علاقة حركته مع كل من طهران والرياض وبارك زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للرياض، مشيراً الى انها جيدة مع كلا الطرفين وأن الحركة ليست طرفا في أي صراع ، ولكنها تحتاج الى الدعم فقط !!

سؤال بحجم الحقيقة يا محمود الزهار.. كيف يمكن تجاهل ما قامت به حركت حماس طيلة السنوات الأخيرة منذ اعلانها الوقوف الى جانب ما أسمته بـ«الثورة السورية» على شاكلة تسمية محور الشر العربي - الصهيوني السعودية وأخواتها وأمريكا وحلفائها ضد محور المقاومة، ورفع رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل علم معارضة أنقرة والدوحة والرياض وعمان في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقامته الحركة بمناسبة الذكرى الـ 25 لانطلاقها في غزة (8 ديسمبر2012) وقال «حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم بالتالي لا تؤيد سياسة أي دولة أو أي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه فنحن مع الشعوب»؟!

رئيس السلطة الفلسطينية قرأ وبكل ذكاء رسالة طهران لحماس بأنه لا عودة إلا عبر بوابة دمشق التي إحتضنتها ودعمتها وسلحتها ودربتها ومولتها بكل ما أوتيت من قوة لمقارعة العدو الصهيوني وتحرير فلسطين فإذا بالحركة تصر على الإرتماء في احضان من باع فلسطين وقضيتها وشعبها وترابه على طبق من ذهب للوبي الصهيوني العالمي ومنذ عقود طويلة حيث لا يزال التاريخ يوثق رسالة الملك عبد العزيز للمندوب البريطاني "إنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن السعود بن عبد الرحمن أقر وأعترف ألف مرة للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها حتى تصيح الساعة".

محمود عباس سارع لملء الفراغ وإعادة تطبيع علاقاتها مع دمشق بعد قطيعة 32 عاما، عبر رسالة نقلها السفير الفلسطيني محمود الخالدي لنائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمغتربين في 5 حزيران 2014 متضمنة وقوف الشعب والقيادة الفلسطينية ضد أي تدخل خارجي في سوريا، ثم وفي تاريخ 25 يونيو 2014 اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية "ان اعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد هو "بدء العد العكسي" لخروج سوريا من ازمتها "بمواجهة الارهاب" المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات"، متمنياً "لسوريا كل التقدم والاستقرار ولسيادة الرئيس بشار الأسد النجاح والتوفيق".

وما كان من عباس إلا أن يعلن الضربة القاضية لحركة حماس بنيته زيارة العاصمة الايرانية طهران في أقرب فرصة ، مشدداً أنه لم يتم الاتفاق مع الجانب الايراني على موعد رسمي لهذه الزيارة بعد وذلك أمام مجموعة من الصحافيين البولنديين المشاركين في المؤتمر العاشر للإعلام البولندي بالأراضي المقدسة (يوم الأحد 23 أغسطس 2015)، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله قائلاً: إن "ايران دولة جارة وشقيقة، علاقتنا معها كانت غير جيدة، ولكن لدينا سفارة في طهران، وبالتالي هم معترفون بنا".

حماس شعرت بالقلق الكبير ربما من طيّ صفحتها من قبل محور المقاومة بعد أن نقلت تجارب حرب الأنفاق والأسلحة التي قدمها حزب الله لها، للمجموعات الإرهابية المسلحة لسفك دماء السوريين والعبث بأمن واستقرار قلب محمور الصمود والتصدي، وإن من أرتموا في أحضانهم لن يعيروا لزيارة مشعل ولقائه الملك سلمان أدنى أهمية وعلى لسان وزير الخارجية عادل الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري (23 تموز 2015) بأنه "لم تتم أي زيارة سياسية من حماس للسعودية بل إنها كانت دينية لأداء فريضة العمرة!!".

مصادر غربية كشفت أن محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي طلب من خالد مشعل المشاركة بـ 700 مقاتل في الحرب على اليمن التي يتصدرها، وفتح باب الحوار والاتفاق على هدنة دائمة مع العدو الصهيوني المحتل - حسبما نشرته صحيفة "توكينغ بوينتس ميمو" (ي. بيه. إم) الأمريكية، في تقرير بعنوان "القصة الحقيقية لتقارير تتحدث عن اتفاق بين إسرائيل وحماس" بقلم الكاتب "ماثيو دوس" رئيس مؤسسة "الشرق الأوسط للسلام"، ضمنه تقرير المراسل الأمني الإسرائيلي "آموس هاريل" الذي كشف خلاله النقاب عن أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، مارس دور همزة الوصل بين الطرفين في هذه المحادثات.

*باحث ومحلل سياسي لبناني
رایکم