۳۵۲مشاهدات
خاص وكالة انباء فارس : يبدو محمد بن نايف الذي عُين ولياً للعهد اليوم أكثر أمراء آل سعود حظاً، فهو وصل إلى ثاني أهم منصب في الدولة، رغم أن كثيرين ظنوا بعد وفاة والده الذي كان يشغل منصبي ولاية العهد ووزير الداخلية قبل ثلاثة أعوام أنه سيتم تهميشه.
رمز الخبر: ۲۸۱۶۷
تأريخ النشر: 25 May 2015
فجميع أبناء الملوك وولاة العهد خلال الثلاثين عاماً الماضية بلا استثناء تم تهميشهم بعد وفاة ابائهم وأقيلوا من مناصبهم.
لعل "الموت”  لعب دوراً كبيراً في وصول ابن نايف، فخلال أربع سنوات فقط توفي ملك ووليي عهد، كما أن المتنافسين على "الحكم” من ابناء الملك المؤسس شاخوا، وتم تجاوزهم جميعاً بعدما عين الملك الراحل عبدالله أخيه الأصغر مقرن ولياً لولي العهد في مارس من العام الماضي.
أمر مهم أغفله المراقبون قد يكون سبباً في وصول ابن نايف (54 عاماً) إلى منصب الرجل الثاني، وهو أن ليس لديه إلا ابنتان (كلاهما متزوجتان)، ويبدو أن هذا الأمر دار في خلد الحاكم الفعلي للبلاد محمد ابن الملك سلمان، قبل أن يختار تعيين ابن نايف ولياً للعهد.
فبما أن ابن سلمان الذي عين نفسه أيضاً ولياً لولي العهد يخطط للوصول إلى العرش، فإن محمد بن نايف خياراً جيداً بالنسبة إليه، فألاخير ليس لديه أولاد ذكور قد يفكر في توريثهم الحكم بعد توليه العرش.
فخلال العشرين سنة الماضية، أثبت "ابناء الملوك” في السعودية أنهم هم من يحكمون البلاد فعلياً، فعبدالعزيز ابن الملك فهد كان هو من حكم البلاد بعد إصابة والده بجلطة في 1995، وكذلك كان متعب بعد وصول والده عبدالله إلى العرش، والأمر نفسه يطبقه  محمد ابن العاهل الحالي سلمان حالياً، لكن بدرجة أكثر وضوحاً ، فهو تجرأ على فعل ما لم يفعله ابناء عمومته، إذ تدخل في اختيار  "حكام البلاد”.
لكن هناك أمر آخر لعب دوراً حاسماً أيضاً في وصول ابن نايف إلى ولاية العهد، وهو أنه "سفاح” كما وصفه سعد الحريري بحسب تسريبات ويكليكس.
ابن نايف بعد تعيينه وزيراً للداخلية في نوفمبر 2012، أطلق حملة اعتقالات غير مسبوقة في البلاد طالت الآلاف من التيارات كافة، وتجاوز كل الخطوط الحمراء بأمر رجال الأمن بضرب النساء المتظاهرات واعتقالهن أمام الملأ، في حوادث مختلفة في الرياض وبريدة خلال عامي 2013 و2014.
فيما تولت المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة الإرهاب) التي أسسها وتأتمر بأمره إلى إصدار أحكام قاسية وصلت إلى الإعدام ضد بعض معارضي النظام السلميين ومنهم الشيخ نمر النمر، فيما حُكم على أعضاء جميعة الحقوق المدنية والسياسية (حسم) بأحكام قاسية تتراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً.
ويبدو أن السعودية مقبلة مع ابن نايف ومع ابن سلمان على مستقبل أسود، فالأول الذي ظهر على السطح في 1999 بعد توليه مسؤولية الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية منعزل ويعيش حياة سرية وأمنية، وليس أوضح من ذلك أنه لم يدل طوال حياته بتصريح صحافي أويجري مقابلة.
أما الثاني الذي لم يتجاوز 28 عاماً فحتى عام مضى كان يُنظر إليه بوصفه "مراهق متهور” يستعرض جنونه في شوارع الرياض، ويهدد القضاة بالقتل أن لم يساعدوه في توثيق "سرقاته”، لكنه اليوم  بتنصيب نفسه ولياً لولي العهد فارضاً نفسه على السعوديين خمسين سنة قادمة، في بلد لا مؤسسات فيه ويعتمد "الحكم الفردي”، وتعتبر مؤسسته الدينية أن تطبيق "الدميقراطية والانتخابات” هو كفر يخرج من الإسلام.
الكاتب و المحلل السياسي ـ محمد جابر الموسوي
رایکم