۲۶۷مشاهدات
ولا يخامرنا شك ان مواقف بلير هذه تلتقي مع مواقف مضيفيه السعوديين، ولذلك لا نستبعد ان يتحول "تلاقي الافكار" هذا الى "تعاون" وثيق بين الجانبين في المستقبل القريب جدا ان لم يكن قد بدأ فعلا.
رمز الخبر: ۲۷۴۳۵
تأريخ النشر: 20 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: أينما يحط توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الاسبق الرحال، نضع ايدينا على قلوبنا في هذه الصحيفة "رأي اليوم"، فهذا الرجل الذي يحمل لقب "مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط"، ليس له علاقة مطلقا بالسلام، بل بالحروب، وكيفية اشعال نارها، وصب المزيد من الزيت على لهبها.

المستر بلير وصل الاحد الى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية على رأس وفد كبير، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحث معه "مساعي اللجنة الرباعية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة".

لا نذكر ان بلير زار المملكة العربية السعودية سابقا، وهي التي اطلقت مبادرة السلام العربية، ولا نعتقد ان عملية السلام في الشرق الاوسط، وفلسطين على وجه الخصوص، تتصدر قمة اولوياته، فالرجل خبير في الحروب وليس في احلال السلام، ولم يحقق اي تقدم على صعيد مهمته هذه طوال السنوات العشر الماضية من توليها.

توني بلير ظل مشغولا طوال تلك الفترة في كيفية توسيع دائرة اعمال شركته الاستشارية،  وتوقيع عقود بعشرات الملايين من الدولارات، وكان وما زال صديقا وثيقا للديكتاتوريات العربية والاسلامية.

زيارته الحالية للسعودية تثير العديد من علامات الاستفهام حول أسبابها الحقيقية، فلا نعتقد ان الحكومة السعودية التي تخوض حربا وجودية في اليمن، وتحشد الحلفاء العرب والمسلمين لدعمها في وارد بحث القضية الفلسطينية، ومساعي اللجنة العربية غير الموجود اساسا لحلها، فالرجل الذي كان الشريك الابرز للرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن، والمحافظين الجدد في حرب العراق التي ادت الى مقتل ما يقرب من المليون انسان بسبب اكاذيبه حول اسلحة الدمار الشامل لا بد انه يبحث عن دور كمستشار في حرب "عاصفة الحزم" السعودية ضد التحالف الحوثي في اليمن.

وما يدفعنا الى ذلك ان بلير في مقابلات صحافية موثقة صرح اكثر من مرة، بما معناه، بأن ايران اخطر عشرين مرة من صدام حسين بسبب طموحاتها النووية، ولو كان في السلطة لما تردد لحظة في خوض حرب ضدها بالطريقة نفسها التي حارب فيها العراق عام 2003.

ولا يخامرنا شك ان مواقف بلير هذه تلتقي مع مواقف مضيفيه السعوديين، ولذلك لا نستبعد ان يتحول "تلاقي الافكار" هذا الى "تعاون" وثيق بين الجانبين في المستقبل القريب جدا ان لم يكن قد بدأ فعلا.

هذا الرجل أياديه ملطخة بدماء العرب والمسلمين، ويعتبر من الشخصيات المكروهة جدا في اوساط قطاع عريض من مواطنيه البريطانيين، وهناك من يطالب بمحاكمته كمجرم حرب، ونحن من بينهم، واي تعاون، او تنسيق معه، يشكل اهانة لدماء الابرياء الذين ازهق ارواحهم في الحرب العراقية، التي كانت بداية لاضعاف الامة العربية، واغراقها في حالة الانهيار والحروب الاهلية الطائفية التي تعيشها حاليا.

وجود بلير في الرياض، واستقباله على هذا المستوى من قبل العاهل السعودي قد يشكل نذير شؤم على المملكة اولا، والمنطقة العربية بأسرها، ومقدمة للمزيد من الحروب والدمار.

النهاية
رایکم