۵۳۴مشاهدات
ويأتي هذا التعميم بعد أن امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع عن مئات عمليات الذبح التي نفذها عناصر التنظيم خلال الفترة السابقة، تحت شعار «نصرنا بالرعب».
رمز الخبر: ۲۱۰۱۵
تأريخ النشر: 30 August 2014
شبکة تابناک الاخباریة: عمد تنظيم «داعش» إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات بحق بعض قادته و«أمرائه» الشرعيين والأمنيين، تراوحت بين التنبيه والاعتقال، فيما وصلت إلى القتل بحسب إحدى الروايات المتداولة.

وأصدر التنظيم المتشدد أيضاً تعميماً يتضمّن توجيهات بخصوص نشر صور الذبح وقطع الرؤوس، فيما برز خلاف في صفوف كبار منظري التنظيم المتشدّد حول مسألة التكفير .

وكان «داعش» اعتقل، منذ حوالي أسبوعين، عدداً من قياداته، عرف منهم: أبو جعفر الحطاب («أمير شرعي»)، وأبو مصعب التونسي («أمير» سابق في دير الزور)، وأبو أسيد المغربي وأبو الحوراء الجزائري وأبو خالد الشرقي وأبو عبدالله المغربي («أمير الأمنيين» في حلب)، وكانت التهمة الموجهة إليهم هي الغلو في التكفير!

والجدير بالذكر أن أبي مصعب التونسي سُرِّب له مقطع صوتي يكفِّر فيه زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. أما أبو جعفر الحطاب فكان أحد أعضاء «اللجنة الشرعية» التي صاغت التقرير المطول الذي قضى بتكفير جميع قادة «الجبهة الإسلامية» و«الجيش السوري الحر». وتشير المعلومات إلى أن الحطاب هو العقل المدبر لهذا التقرير، إلا أن اعتقاله لا يعني تراجع «داعش» عن حكمه بردة أولئك القادة، إنما هو إشعار بنهاية دوره في هذه المرحلة.

أما أبو عبد الله المغربي، فقد أشيع مؤخراً أنه تمت تصفيته من قبل «داعش»، بعد اكتشاف علاقاته مع الاستخبارات البريطانية، من دون أن يصدر أي بيان رسمي بهذا الخصوص.

كذلك صدر قرار عن «ولاية حلب» يقضي بوضع أبي عمر الكويتي في الحبس الانفرادي، لتجاهله تعليمات القيادة بعدم التعبير عن آرائه على مواقع التواصل الاجتماعي. والكويتي هو مؤسس كتيبة «جند الخلافة» التي تحولت إلى «جماعة المسلمين» قبل أن يبايع «داعش» في وقت سابق، علماً بأنه كان يرى أن «الخلافة» محصورة بداعمه المقيم في بريطانيا أبو محمد الرفاعي. ولم تتضح حتى الآن ملابسات مبايعته وماذا عن خليفته السابق.

وبدأ الخلاف مع الكويتي عندما أصبح يتحدث علناً بتكفير الظواهري، بذريعة أن الأخير لا يفتي بتكفير الشيعة، ويعاملهم بمبدأ «العذر بالجهل»، أما الكويتي فيرى أنه لا عذر بالجهل في الشرك بالله (الشرك الأكبر)، وأكثر من ذلك يقضي بكفر من يعذر الجاهل ومن هنا نشأت مسألة «تكفير العاذر بالجهل»، التي كان أحد أشد المنظرين لها هو الشيخ الخليجي أحمد الحازمي، والتي أحدثت بلبلة في صفوف «داعش» خلال الفترة الأخيرة، واستدعت اتخاذ الإجراءات المنوّه عنها.

وينبغي التنويه إلى أن الكويتي، ومنذ دخوله الأراضي السورية قبل حوالي عامين - وهو معروف بنزعته التكفيرية- قد تحالف في وقت من الأوقات مع «كتيبة أبو البنات»، التي قادها الداغستاني المتطرف الملقب بأبي البنات قبل حل الكتيبة واعتقال مؤسسها في تركيا، حيث يخضع لمحاكمة منذ أشهر طويلة. وكان للكويتي دور بارز في أحداث دانا بريف إدلب العام الماضي، والتي أدت إلى اشتباكات واسعة بين «داعش» وبين كتائب من «الجيش الحر».

ومؤخراً صدر عن اللجنة العامة في «الدولة الإسلامية» تعميم حمل الرقم 7، ويقضي «بمنع تصوير ونشر مشاهد الذبح التي يقوم بها جنود الدولة الإسلامية أثناء الغزوات أو خارجها». وجاء في هذا التعميم أن «نشر مثل هذه المشاهد يحتاج إلى إذن خاص من اللجنة، وأنه ستتم محاسبة أي مخالف».

ويأتي هذا التعميم بعد أن امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع عن مئات عمليات الذبح التي نفذها عناصر التنظيم خلال الفترة السابقة، تحت شعار «نصرنا بالرعب».

وقد يكون من شأن هذا التعميم إلقاء المزيد من الشكوك على الصور التي وزعت أمس الأول باسم «داعش» لعملية نحر جندي لبناني، لاسيما أن الصفحات الرسمية للتنظيم لم تتبنّ هذه العملية حتى الآن.

وبينما يرى البعض أن هذه الأمور تدلّ على وجود مراجعات ضمن قيادات «داعش» تهدف إلى الحد من ظاهرة التكفير والغلو في العنف، لاسيما بعدما بدأت آثارها تصيب التنظيم نفسه، يرى البعض الآخر عدم وجود أي مراجعات حقيقية، وأن الأمر يتعلق باعتقاد قادة التنظيم أن المرحلة الحالية تستدعي التخفيف من العنف ومحاولة كسب ود الحاضنة الشعبية، لا سيما أن الأيام المقبلة ستكون عصيبة لجهة إمكانية شن أميركا غارات، وبالتالي فإنّ مصلحة التنظيم تقتضي تحييد الشارع، كي لا يتعاون مع التحالف الجديد الذي يجري إنشاؤه بهدف محاربة التنظيم في كل من العراق وسوريا.

وقد يكون مما له دلالته أن يقوم عشرات من قادة أهم فصيل منافس لـ «داعش» في العراق، هو «أنصار الإسلام»، بمبايعته والانضمام إليه. ومن غير المستبعد أن تكون الإجراءات الأخيرة التي اتخذها التنظيم المتشدّد لتحسين صورته، بالإضافة إلى استدعائه أحد كبار «أمرائه الشرعيين» الشيخ البحريني تركي البنعلي من سوريا إلى العراق لمناقشة «الشرعيين» في فصائل أخرى، قد تركت تأثيرها المباشر على قرار قيادات «أنصار الإسلام» بتقديم البيعة، بعد أن كان الطرفان يتحاربان ويُصفيان قادة بعضهما البعض منذ سنوات.

يشار إلى أنه صدر بالأمس بيان عن حوالي 50 قيادياً في «أنصار الإسلام» في العراق، أحدهم عضو «مجلس شورى» فيه، يعلنون من خلاله حل هذا التنظيم بشكل نهائي، ومبايعة زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي «خليفةً» عليهم والانضمام إلى صفوف جنوده.

ورغم رفض قسم من «انصار الإسلام» لهذا البيان، إلا أنه يعتبر صفعة قوية لـ«جبهة النصرة»، ومن ورائها تنظيم «القاعدة»، لأن الأشهر الماضية شهدت محاولات مكثفة من قبلهما لاستقطاب «أنصار الإسلام»، وتشكيل نواة لمحاربة «داعش» في العراق.

النهایة
رایکم