۴۰۵۹مشاهدات
رمز الخبر: ۱۷۵۷۱
تأريخ النشر: 12 January 2014
شبكة تابناك الاخبارية: "سامي بيت نجانة" عضو مكتب سياسي لتيار الثالث لأجل سوريا يتحدث عن الأوضاع الراهنة في سوريا في حوار خاص لـ"شفقنا":

1- اشرح لنا في البداية عن التيار الثالث لأجل سوريا وعن تاريخ تأسيسه وأعضاءه.

نحن في التيار الثالث لأجل سوريا نعتبر أنفسنا تياراً معارضاً للنظام القائم، ونحن مع التغيير الجذري والشامل والسلمي والآمن للنظام ومع تداول السلطة، ننبذ العنف بكل أشكاله وعن أية جهة صدر، رفضنا تسليح الحراك الشعبي ورفضنا الطائفية، ونحن مع حصرية السلاح بيد الجيش السوري لأن انفراط عقد مؤسسة الجيش قد يؤدي إلى زوال سورية، كما نرفض أي تدخل خارجي بالشأن السوري وأخطره التدخل العسكري تحت أي شعار أو مسمى. ونحن ضد العقوبات الاقتصادية على سورية.

غايتنا إقامة دولة الحق والقانون والمؤسسات على أساس حقوق الإنسان والمواطنة وسيادة القانون، وضمان الحريات الفردية كافة وأهمها حرية الاعتقاد والرأي والتعبير والانتقاد وحرية الإعلام، وذلك وفق عقد اجتماعي يقوم على قواعد المواطنة، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والتوزيع العادل للثروة، وفصل السلطات، والتعددية السياسية، وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع بشكل شفاف...

مع تفاقم الأزمة وتحولها إلى أزمة وطنية شاملةقد تزيل سورية عن الخارطة الجيوسياسية (وقد نبهنا كثيراً لذلك منذ بداية الأحداث) سعينا لتشكيل كتلة ضغط على طرفي الصراع، شعاراتها الأساسية: لا للاستبداد، نعم لتداول السلطة، لا للعنف عن أي جهة صدر ولا للتدخل الخارجي، ولا للتسلح، ولا للاعتماد على الحل الأمني فقط، ونعم للحوار الوطني الشامل الغير مشروط، انتقدنا سوء إدارة النظام للأزمة في بداياتها.

قمنا بعشرات اللقاءات مع كل أطياف المعارضة، وأسسنا ائتلاف قوى التغيير السلمي، وزرنا عدة دول مؤثرة، طرحنا خارطة طريق لحل الأزمة السورية، كما التقينا اللجنة الوزارية المختصة في حل الأزمة، والأخضر الابراهيمي ونشاطات أخرى كثيرة ...

2- هل هنالك اختلاف فكريأ واختلاف في الرؤية أو طبيعة العمل بينكم كمعارضة الداخل ومعارضة الخارج؟

نحن نختلف مع بعض المعارضات الخارجية و الداخلية وخاصة ائتلاف الدوحة في الفكر والرؤية وطرق العمل، تلك المعارضات أطلقت شعار إسقاط النظام بأي طريقة حتى لو كلف الأمر تدمير الدولة ومؤسساتها وخاصة مؤسسة الجيش (رغم معرفتها بابتلاع النظام لهذه المؤسسات وأن إسقاطه يعني إسقاطها) ولم تعترف بأن له موالون، ادعت تلك المعارضات بأنها تمثل الشعب السوري بالكامل فكانت وجهاً آخر للنظام، دعت للتسليح وتغاضت عن استخدام المجموعات المسلحة المدنيين كدروع بشرية، تمولت من دول تعادي سوريا، ولم تستنكر الأعمال الإرهابية والتكفيريين، رفضت الحوار مع النظام لاعتقادها أن سقوطه قريب وأن الحوار سيكون طوق نجاة  له، ومازالت تعتبر أن ما يحصل في سوريا أنه ثورة ... بينما كنا ضد كل ما ذكر.

من جهة أخرى المعارضة الداخلية مشتتة ومثقفوا المعارضة خذلوا الشعب السوري فلم يوجهوا الحراك السوري في بداياته ولم ينتقدوا انزلاقاته.

3- ما هو وجه الاختلاف بينكم وبين الحركات المسلحة التكفيرية؟

فيما يتعلق بالحركات المسلحة التكفيرية فنحن ضدها بالمطلق ومع القضاء عليها بالقوة، فمشروعها لا يمت لما نطمح له بصلة، هي قوى تكفيرية مشروعها إقامة خلافة اسلامية في سوريا وترفض كل مختلف معها في الرأي، في البداية فرحت أطراف النزاع العنيف بوجود هذه الحركات المرتبطة بالقاعدة فهي بديل غير مرغوب فيه عن النظام السوري (لدرجة أن جهات معارضة اتهمت النظام وحلفائه بصنعها) وقتاله المسلحين أراح النظام هذا من جهة، بينما سعى الطرف الآخر (أي المعارضة) للتحالف حتى مع الشيطان لإسقاط النظام السوري وتدمير الدولة، اليوم انتهى الدور المطلوب من هذه الحركات في سورية وتنبه الغرب الى ضرورة كبح جماحها لخطورتها التي ستمتد إلى الغرب نفسه وقد تمتد الفوضى إلى إسرائيل (وقد تغاضى الغرب في البدايات عن وجودها وتم إرسالها لسوريا ليقضي عليها وعلى الجيش السوري) هذا من جهة ومن جهة أخرى يحاول الغرب قبل جنيف2 تبييض صفحة القوى المسلحة الأخرى أو ما يدعى بالجيش الحر وبالتالي تبييض صفحة داعميه السياسيين والدوليين وإظهارهم بمظهر جيد وقوي. ما يدعى بالجيش الحر لم يملك عقيدة ولا قيادة واحدة ولا كيان واضح وتم استبداله بالجبهة الإسلامية حالياً.

إن التركيز على القوى العنيفة ومن يمثلها أو يدعي تمثيلها وتجاهلا لقوى السلمية الاجتماعية والسياسية لنيؤدي إلا إلى فشل مؤتمر جنيف وإعادة إنتاج الأزمة.

4- ما هو رأيكم بمؤتمر جنيف 2؟

نحن مع كل الحلول السياسية التي تساعد على حل الأزمة وعلى رأسها الحوار (أو التفاوض) مع النظام بوجود راعي وضامن نزيه له والذي يجب أن يشارك فيه النظام وأكبر طيف من الشعب السوري ومن المعارضة بما فيها جزء من المسلحين الذين يقبلون به كحل للأزمة، وينتج عنه حكومة وحدة وطنية تعيد دراسة الدستور و القوانين وإعادة انتخابات مجلس الشعب وفق قانون جديد لانتخابات تشريعية وعلى أن تشرف على الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة جهة محايدة..

من هذا المنطلق نحن نرى أن مؤتمر جنيف 2 هو المخرج السياسي الوحيد للأزمة، للأسف الأزمة السورية تدولت وصار مؤتمر جنيف (الذي سيكون تتويجاً للحراك السياسي الدولي الحاصل الآن) هو بداية اتفاقات دولية لإنهاء الصراع الدولي في سوريا، فالهدف الأول من المؤتمر هو ايقاف العنف والتدمير الذي نرى أهم مقوماته هو تمويل وتسليح الدول الخارجية للصراع وتسهيل الدول الإقليمية لدخول المسلحين التكفيريين، هذا الأمر يعني ضرورة مشاركة كل الدول المؤثرة في الصراع ومنها ايران والسعودية وتركيا وباقي الدول المجاورة بالإضافة للدول العظمى والمؤثرة، إن عدم حضور أو دعوة أي من هذه الدول يعني عدم التزامها بأي اتفاق يحصل وهذا يعني استمرار في الأزمة.

للأسف نحن نرى أن مؤتمر جنيف قد يكون اقتساماً للسلطة بين قوى سورية تمثل كل منها ارادات دولية وأجندات غير سورية (وخاصة ان اقتصر تمثيل المعارضة على ائتلاف الدوحة أو كيان شبيه له)،أي استنساخ لقوى 8 و 14 آذار اللبنانية وبالتالي شلل سياسي وتعطيل دائم، لذلك تعمل قوى متعددة على عدم مشاركة قوى وطنية مثل ائتلافنا (ائتلاف قوى التغيير السلمي) في المؤتمر، لكننا رغم ذلك نقبل بأقل الشرين فإما أن يستمر تدمير سورية أو ندخل في حل سياسي كما ذكرت.

مع كل ذلك نتمنى أن يكون جنيف بداية لإطلاق عجلة حوار سوري سوري ينعقد في سوريا.

5- هل سينجح مؤتمر جنيف 2 بدون حضور بعض الأحزاب المعارضة الذي أعلنوا عدم حضورهم؟

الأحزاب المعارضة كائتلاف الدوحة هي أدوات لا أكثر صنعتها أميركا والغرب بتمويل سعودي قطري ودعم تركي، وقرار حضورها المؤتمر أو عدمه ليس في يدها بل في يد صانعيها وممويلها، وإن عارض الائتلاف أو غالبيته حضور المؤتمر فسيحلم نقب لأميركا وسيتم تشكيل كيان آخر مشابه له يقوم بالمهمة الموكلة له. ومن الغريب أن أميركا التي تدعي الديمقراطية تريد أن يكون الائتلاف هو الممثل الوحيد للمعارضة السورية!

6- برأيكم هل سينجح مؤتمر جنيف2 بدون حضور ايران والسعودية بما أن هذين البلدين طرفان أساسيان في الملف السوري؟

التسوية الدولية التي تحصل الآن هي تسوية شاملة في المنطقة، كان من أبرز نقاطها الاتفاق النووي الايراني والسلاح الكيميائي السوري، لذلك فأنا أعتقد أن عدم وضع ايران على قائمة المدعوين لا يعدو عن كونه ضغط سياسي أميركي آخر، ايران دولة اقليمية هامة ومؤثرة وحضورها ضروري، من جهة أخرى فالدور السعودي التخريبي الخطير في تمويل وتسليح الجماعات المسلحة والمتطرفة - بسبب حقدها الطائفي - بحاجة إلى أن يتوقف، وأنا لست مع نظرية أن خلافاً سعودياً أميركياً قد حصل بل أن أميركا قد تركت ذلك الدور التخريبي للسعودية وتستطيع ايقافه بأي لحظة، مع العلم أن أميركا هي من نقلت الملف السوري من الأيدي القطرية إلى السعودية بتوسيعها للإئتلافوتنصيب الجربا رئيساً له...

السعودية تستمر في دعم المسلحين في سوريا لاستمرار الضغط على القيادة السورية وعلى ايران كي لا تتركها تربح في المنطقة مهما كانت التكاليف وهذا ينعكس دموياً في سوريا لكن تبدلاً دولياً يحصل فإيران دولة قوية لها وزنها وأميركا تتقرب منها وعلى السعودية فهم ذلك.

7- برأيك إلي متي سيستمر الوضع السوري كما هو الان؟

للأسف الأزمة السورية مستمرة ونتمنى أن تنتهي بأسرع وقت ممكن، الوضع الأمني سيكون أصعب التحديات، سوريا كانت دولة ذات سيادة وغير مديونة، اليوم تدمر قسم هائل من البنية التحتية والصناعات الكبيرة والمتوسطة والمنتجات الزراعية، تشرد بشر كثيرون وفقدوا أعمالهم وبيوتهم، تدمرت المشافي والمدارس وفقدنا كفاءات عدة، والشرخ الاجتماعي والعنف الطائفي امتد وكبر، عدد كبير من المعتقلين والمخطوفين والمفقودين، بسبب التدخل الخارجي والعقوبات على سوريا وطبعاً بسبب اعتماد الحل العسكري فقط بين أطراف الصراع. المستفيد الوحيد هم أعداء سوريا والخاسر الأكبر هو الشعب السوري.

كل هذا والمجتمع الدولي يتفرج، قد نرى جنيف 3 و 4 لكننا سنستمر في العمل على ايجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية.
المنطقة بالكامل ترسم من جديد، مشروع صهيوني لاستنزاف الجميع في سوريا ونقلال إرهاب للدول العربية وتقسيمها، صراعات مصالح سياسية واقتصادية وحرب اقليمية، تفاهما تكبيرة دولية واتفاق حول محاربة الإرهاب كأولوية قادمة، لذلك نحن ندعو أصدقاء الشعب السوري الحقيقيين مثل ايران وروسيا ودول البريكس للاستمرار بالضغط لإنجاح مؤتمر جنيف بكافة الطرق لأن تأخير الحل سيزيد نزيف الدم السوري.

النهاية

رایکم