بسم الله الرحمن الرحيم
{لَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ * وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْأَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ}
الحمد لله رب المستضعفين وناصرهم وداحر الكافرين ومبيدهم، ثم الصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وآله الطبين الطاهرين انضم إلى قافلة شهداء الكرامة ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك لعام 1433هـ الشاب البطل حسين يوسف القلاف عن عمر (18 عاماً)، ليصل عدد الشهداء من بدء الحراك المطلبي السلمي بالمنطقة إثنا عشر شهيداً، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين ومئات المعتقلين.
وإننا بهذه المناسبة ندعو جماهير شعبنا لوضع النقاط على الحروف معنا في مثل هذه الحوادث، التي أصبحت تحصل بشكل يومي، نعرضها في نقاط:
أولاً: بدأت فبركات وزارة الداخلية الأعلامية للحراك السلمي بالمنطقة من بداية انطلاقته، ولم يكن آخرها ما أرادت أن تحبكه الداخلية عند استهدافها لسماحة آية المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر(حفظه الله) بالرصاص الحي وأصابته ثم اعتقالها يوم الأحد الموافق لـ (8 يوليو 2012م)، والتي ألصقت به تهمة استهداف رجال سلب الأمن بالسلاح عند إرادة اعتقاله، ولن يكون آخرها –أيضاً- ما صرحت به وزراة الداخلية بشأن البطل المعتقل السيد محد كاظم الشاخوري بعدها، وما صرح به المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي بشأن شهيدنا البطل حسين القلاف أيضاً، الذي اتهم مع ثلاثة –لا يعلم من هم- باستهداف رجال سلب الأمن وهم في كامل الجهوزية، حيث كانوا يستقلون المدرعات المصفحة والسيارات المحمية (ضد الرصاص).
إلا أن محاولات شعبنا – بامكانياتها وقدراتها المتوضعة- كشف تلك التلاعبات والفبركات، وإنه هذا ليدل على تقدم نسبة الوعي والقراءة المتانية (للصورة والحدث والتصريح) عند أبناء شعبنا، الأمر الذي فوت ويفوت على الداخلية كذبها ودجلها.
فمن الأنسب عدم الاستعجال في التصديق أو التكذيب لأي حدث يحصل أو خبر يُنشر أو صورة تُرسل، فالتأني في القراءة والتأمل والتحليل والبحث عن الحقيقة هو الذي يحصصننا ضد المكائد والأكاذيب، ويجعل من حراك المنطقة أكثر وعياً ورشداً.
ثانياً: لقد عودتنا السلطة في كل حادثة جديدة تحصل في المنطقة وتكون الداخلية طرفاً فيها على تجييش الإعلام عبر وكالة الأنباء السعودية والصحف الرسمية (علماً بأنها كلها رسمية) والمحطات الفضائية التابعة لها رسمياً أو المدعومة (وغير المصرح به كونها مدعومة) والإذاعات من خلال الأخبار والتقارير والمقالات والكاركتيرات لتشويه صورة المنطقة بشكل عام والحراك المطلبي بشكل خاص أمام الرأيين المحلي والعالمي، من أجل محو الصورة النمطية الحقيقة عن المنطقة وأبنائها الأخيار، وبالتالي سهولة استهدافها وضربها دون أن يكون هناك حتى مجرد شجب أو استنكار داخلي أو خارجي، لأنها حينئذ ستكون بمأمن ومنأ عن أي مُسائلة أو ملاحقة قانونية أو حقوقية أو ما أشبه؛ إن لم تصل إلى مرحلة الدعم والمساندة، كونها تحمي البلد من أيدي العابثين والمفاسدين.
وهذا مما يدعو العقلاء من حراكيي الشعب وشخصياته الفاعلة والمؤثرة وأبنائه الخلص للتفطن لهكذا مؤمرات، لتفوية الفرص على السلطة، من خلال العمل على توثيق كل الانتهاكات والمحاولات الرامية لتشويه المنطقة والحراك، ومخاطبة اللجان الحقوقية والقانونية والدوائر الرسمية في بعض دول العالم، لعرض قضية الشعب بشكله الواقعي الحاصل.
ثالثاً: إن السلطة تحاول من جهة أخرى - منعاً لأي امتدادات وتأثيرات تصل إلى أخوتنا السنة- العمل باتجاه التجيشش الطائفي، وقد أضحى هذا العنوان من العناوين البارزة في سياسة السلطة الطائفية، والذي تعمل على انجاحه بشتى الطرق، من خلال جيش من المرتزقة الكتاب والاعلاميين و(الانترنتيين)، والذي عملت على النفخ فيه في البحرين الجريح، ولم تنجح، وباء مساعها فيه بالخسران والإخفاق، وهي تحاول أن تزرعه في المنطقة في عدة دول، منها سوريا وقبلها كانت لبنان والعراق ومصر وغيرها من الدول الإسلامية، إلا أنها في كل مرة تفشل فشلا ذريعاً، وهي الآن تحاول أن تزرعها في منطقتنا وبين مكونات الشعب المختلف المذاهب والاتجاهات، إلا أنها بإذن الله ستبوأ بالفشل من خلال وعي أبناء هذا الشعب، الذي ذاق مرارة الظلم بجميع مكوناته، فلم يسلم من استبدادها واستئثارها وعنجهيتها أحد.
وإننا من هذا البيان ندعو جميع الشعب بجميع مكوناته وأعرافه واتجاهاته للتيقض والحذر من منزلق الطائفية البغيض، حتى نفوت على السلطة الطائفية مساعها الخبيث، لأن في النزاع بين مكونات البلد الواحد فساد كبير، يصل مداه للكل، ولن يستثني أحداً، حتى السلطة نفسها.
رابعاً: لن ترعوي السلطة الظالمة عن استخدام أي وسيلة للقضاء على المعارضين لها، لأنها قد تركت لغير رجعة لغة الحوار والمنطق والعقل (إن عندها سابقاً)، واستبدلته بلغة السلاح والإرهاب والأعتقال القتل، فهي الأداة واللغة الوحيدة المستخدمة الآن، وليس آخره ما قامت به مجموعة من رجالات سلب الأمن ليل البارحة من قتلهم الشاب حسين القلاف، وجرحهم لآخرين، في الوقت الذي تحتفل فيها المنطقة – وكعادتها في كل عام- بمناسبة دينية واجتماعية، وهي ليلة ما تسمى في عرف منطقة الخليج بـ(الناصفة - القرقيعان)، الموافق لميلاد كريم أهل البيت سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، الأمر الذي حول مناسبة الفرح إلى مناسب حزن وحداد.
فعلى شعبنا أن يعي المرحلة التي تمر بها المنطقة ومتطلباتها، وأن يكون في موقع الصمود والصبر، ويتحلى بأقصى مراحل الضبط والاتزان، وأن لا يتنازل عن حقوقه ومسؤولياته،حتى نفوت على السلطة أهدافها الخبيثة، وبالتالي نصل إلى أهدافنا بأذن الله وإرادته.
الرحمة والمغفرة على أرواح شهدائنا الأخيار والفرج القريب لرمز الأحرار والمجاهدين آية الله المجاهد الشيخ نمر باقر آل نمر والعلامة المجاهد الشيخ توفيق العامر والمعتقلين الأبطال {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
شباب 8 يوليو
القطيف – المنطقة الشرقية
16 شهر رمضان1433هـ (5/8/2012م)