۹۰۷مشاهدات

الشيخ نمر الشيعي ضحية عمر " mbc" السني

لكن السلطة مستعدة لأن تتحمل آثار أي تحرك كبير يحدث في المناطق الشيعية لكنها غير مستعدة لتقبل أي نوع من الانقسام في الشارع السني السلفي ، وكان الشيخ النمر بخطابه الثوري من أهم عوامل توحيد السلفيين المنقسمين على أنفسهم والتي تضج الخلافات بينهم الى أبعد الحدود.
رمز الخبر: ۸۹۹۳
تأريخ النشر: 17 July 2012
شبکة تابناک الأخبارية: المطلعون على الوضع الاجتماعي في البلدان الخليجية ولاسيما السعودية والكويت يعرفون مدى الانقسام الذي أحدثه مسلسل عمر الفاروق في المجتمعات الخليجية السنية.

المصيبة أن المسلسل تبنته قناة  mbc  المملوكة من قبل آل سعود ، وبالتالي فإن توجيه أي وصف لمن يعمل على انتاج أو اخراج هذا المسلسل سيلتصق بآل سعود ، يعني أن كل المشايخ بما فيهم مفتي السعودية الذين أفتوا بحرمة مشاهدة المسلسل وجناية العاملين فيه وكفر الداعمين له والعاملين على بثه هم في الواقع يوجهون هذا التكفير من حيث يشعرون أو لايشعرون الى اسرة آل سعود المتبنية لهذا العمل.

لاشك أن اسرة mbc  السعودية التي عملت على انتاج هذا العمل هي لاتنتمي الى تيار التشدد في المملكة العربية السعودية وأرادت أن تظهر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أنه انسان كأي واحد من البشر يخطأ ويصيب وليس من المعقول اعطائه صفة الملائكة وانه لايمكن أن يرتكب خطاً كما هو حاصل الآن في الثقافة السنية حيث لايتجرء أحد أن يبرز الجانب البشري من الخليفة الثاني عمر، لانه حسب اعتقاداتهم هو فوق البشر.

هذا المسلسل شطر المجتمع السني عامة والسلفي خاصة الى نصفين منهم من يكفر هذا العمل ويكفر مشاهدته ومنهم من يعتقد بجواز نشر هذه الاعمال ومشاهدتها ، وقد وصل الحال الى أن الاب يهدد ابنه بالقتل اذا شاهد المسلسل والام تحرم على ابنها حليبها اذا شاهده.

لكن ولأجل التغطية على هذا الامر ومحاولة توحيد صفوف السلفيين قامت الحكومة السعودية باعتقال الشيخ النمر في هذه الظروف الحساسة وهي عارفة تمام المعرفة بأن الشيعة سيخرجون الى الشوارع للمطالبة بالافراج عن الشيخ النمر ،لأن صيت أهل العوامية وثوريتهم وصلت الآفاق والكل يعرف بأن اهل العوامية لن يسكتوا على الضيم.

لكن السلطة مستعدة لأن تتحمل آثار أي تحرك كبير يحدث في المناطق الشيعية لكنها غير مستعدة لتقبل أي نوع من الانقسام في الشارع السني السلفي ، وكان الشيخ النمر بخطابه الثوري من أهم عوامل توحيد السلفيين المنقسمين على أنفسهم والتي تضج الخلافات بينهم الى أبعد الحدود.

ولأجل توضيح الصورة نأتي بهذا المسلسل كمثل على مدى التشرذم بين السلفيين حيث انهم أخذ يكفر بعضهم الآخر لمجرد الاختلاف بشأن بث مسلسل تلفزيوني وهكذا هم أتباع المذهب السلفي  "يكفر أحدهم الآخر" لأتفه الاسباب ولمجرد الاختلاف بالرأي وهذا بلا شك هو من أهم عوامل عدم تمدد السلفية برغم آلاف المليارات التي تضخها لدعم مشروعها الفكري.

 وهذه الدعوة لاتقوم الا على "استراتيجية صنع العدو" فهم ولأجل توحيد أنفسهم ونبذ التكفير فيما بينهم يعمدون الى صنع عدو "وهو في العراق الشيعة" حتى وان كان العدو وهمياً لكن هذا العدو سيوحدهم ويلغي الاختلافات فيما بينهم ، ولذا تلاحظون كيف انهم يشنون حرباً اعلامية عالمية ضد الشيعة فهذه الحرب ستوحدهم وتغطي على عوراتهم الكثيرة .

فهل أصبح الشيخ نمر الشيعي فداء لتوحيد العمريين الذين يكفر أحدهم الآخر؟
رایکم