
شبکة تابناک الأخبارية: في وقت تواصل فيه سورية خطواتها الواثقة في سبيل تهيئة كل الظروف التي توفر لها الخروج من الأزمة عبر تشكيل حكومة جديدة بمشاركة أطراف المعارضة الداخلية
حاولت حكومة رجب طيب أردوغان في أنقرة الاستعانة بالحلف الأطلسي لإخراجها من المأزق الذي أدخلت نفسها فيه نتيجة تدخلها الفظ في الشأن الداخلي السوري والذي كان آخره خرق الطائرة الحربية التركية للمجال الجوي السوري ما دفع الدفاعات الجوية السورية إلى إسقاطها.
لكن رغم الدعوة التركية للحلف الأطلسي للاجتماع يوم غد فإن مواقف القيادات التركية بدت متناقضة ومربكة في كيفية التعاطي مع إسقاط الطائرة التركية، وإن كانت المعطيات تشير إلى أن اجتماع «الناتو» غداً لن يذهب نحو اللجوء إلى أي قرارات عدوانية ضد سورية بل قد تقتصر قراراته على «نوع من التحذير»!
تركيا تهرب إلى الأمام!
أما التطور الآخر، فكان اعتراف تركيا أن قيام الدفاعات الجوية السورية بإسقاط الطائرة الحربية التركية حصل بعد دخول الطائرة لمجالها الإقليمي، لكن ذلك لم يحل من دون لجوء حكومة طيب أردوغان إلى دعوة الحلف الأطلسي للاجتماع يوم غد للبحث في موضوع إسقاط الطائرة، في تعبير يؤكد عن نوايا خبيثة لدى حكومة أردوغان على الرغم من أن المراقبين يستبعدون قيام تركيا وحلفائها في الأطلسي بأي عدوان على سورية رداً على إسقاط الطائرة.
في هذا السياق، قالت صحيفة البعث السورية إن أبرز رسالة يبعث بها الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة هي أن السوريين قادرون على متابعة الحوار السياسي للوصول به إلى نتائج عملية ومؤسساتية، وأنهم جديرون باجتراح التسويات الداخلية بأنفسهم بعيداً من إملاءات الخارج بما يغلق الباب أمام المراهنين على تفرقة وتقسيم الشعب الواحد وفي وجه المتربصين بوحدة المجتمع والدولة.
تحرّك تركي يطرح علامات استفهام!
وفي موقف مستغرب يطرح الكثير من التساؤلات عن نوايا حكومة رجب طيب أردوغان العدوانية تجاه سورية، أعلنت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي «الناتو» أن مبعوثين من دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي سيجتمعون يوم غد الثلاثاء بعد أن طلبت تركيا التشاور عقب إسقاط سورية لإحدى طائراتها العسكرية.
وكانت تركيا طلبت عقد اجتماع لحلف الأطلسي وحذرت «سورية من تحدي الجيش التركي».
وفي الوقت الذي أوضح فيه مستشار الرئيس التركي إرشاد هورموزلو «أن تركيا لن تنجر إلى المتاهات وردود الفعل غير المدروسة» لكنه رأى أنه «لا يمكن التغاضي عما حصل».
وقالت مصادر تركية إن أنقرة تدرس خطواتها للرد على إسقاط الطائرة بحذر لأنها لا تريد لفت أنظار العالم لما يحدث داخل سورية، كما أنها لا تريد أن تقع في فخ استفزاز قبل اجتماع جنيف نهاية الشهر الجاري.
اتصالات تركية مع روسيا وإيران
وفي هذا السياق، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع أوغلو في اتصال هاتفي بمبادرة من الجانب التركي حادثة إسقاط الطائرة، وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه تم الحديث حول الوضع في سورية وضمنه حادثة إسقاط الطائرة.
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي كلاً من تركيا وسورية إلى ضبط النفس، وقال صالحي في اتصال هاتفي مع أوغلو «إن طهران تدعو الجانبين إلى ضبط النفس والهدوء ونأمل أن تسوى المسألة بالحوار حرصاً على الاستقرار والسلام في المنطقة».
... بان كي مون
وبدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال اتصال مع أوغلو عما وصفه قلقه العميق بعد إسقاط الطائرة التركية وخصوصاً المضاعفات المحتملة للحادثة في المنطقة وهنأ بان كي مون تركيا على ضبط النفس الذي أبدته في رد الفعل الأول، داعياً الجانبين التركي والسوري لمعاجة الوضع بطريقة دبلوماسية.