بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس جمهورية مصر العربية /السيد الدكتور محمد مرسي المحترم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
تحية طيبة وبعد
بإسم حركة أنصار ثورة 14 فبراير وشباب الثورة في البحرين وجماهير شعبنا الثورية المتواجدة في الساحات منذ أكثر من عام ونصف على تفجر ثورة 14 فبراير نهنئكم بإنتخابكم رئيسا للجمهورية العربية المصرية ، كما نهنىء الشعب المصري العظيم وجماهير ثورة 25 يناير وشبابها الثوريين الأبطال ، وسائر القوى السياسية بمختلف أطيافها بهذا الإنتصار العظيم للثورة ومسارها الصحيح ، هذه الفرحة التي إمتزجت بالإبتسامة والفرحة والإجهاش بالبكاء والدمعة والشكر لله والصلاة شكرا لله سبحانه وتعالى لإنتصار النور على الظلمة والحق على الباطل ، والخير على الشر ، ونشد على يد كل القوى الثورية التي إتحدت بأجمعها على ترشيحكم وإنتخابكم لرئاسة الجمهورية ولتحقيق أهداف الثورة.
إن إتحاد كل القوى الثورية في مصر على ترشيحكم رئيسا لمصر أفشل مخططات أمريكا والمال السياسي السعودي والقطري الذي كان يراهن على مرشح الفلول والمجلس العسكري ، وببركات الوحدة إنتصرت إرادة الشعب المصري بكل أطيافه السياسية وأفشل الشعب المصري العظيم مؤامرات الأعداء الذين كانوا يهدفون لإرجاع القوى المضادة للثورة للحكم وإرجاع قانون الطوارىء والقبضة الأمنية والبوليسية لحكم الرئيس المخلوع مبارك من جديد.
إننا على ثقة تامة بأنكم سوف تكونوا رئيسا لكل المصريين وسوف تكونوا رئيسا يجسد تطلعات كل جماهير المصر الثورية وتطلعات كل القوى السياسية التي شاركت في الثورة والتي إتحدت فيما بينها لتقطع الطريق على الثورة المضادة من فلول مبارك وبقايا النظام البائد.
إن الثورات العربية في تونس واليمن والبحرين تتطلع إلى نجاح وإنتصار الثورة المصرية وقيام المؤسسات الدستورية المبنية على دستور شامل يضع لمساته فقهاء القانون المصريين ويصوت عليه عامة الشعب المصري ،وإن صلاح مصر يعني صلاح الأمة العربية ، وإن فساد مصر يعني فساد الأمة العربية.
لقد خرجت مصر من دائرة النفوذ الأمريكي الصهيوني الماسوني إلى دائرة الإسلام والأمة العربية والإسلامية ، وإن مصر هي حاضرة العالم الإسلامي ومصدر إشعاعه وتنويره ، وإن الثورات العربية في العالم العربي تستلهم العزيمة والثبات والصمود من ثورة 25 يناير المجيدة ، ولذلك فإننا نطلع إلى أن تبدأوا بعد مراسم التحليف وأداء اليمني الدستوري أمام البرلمان المنتخب وليس أمام حكم العسكر والمشير الطنطاوي ، إلى بناء المؤسسات الدستورية ودولة القانون وأن تستفيدوا من الطاقات الشابة والنخب والكفاءات العلمية والأكادمية والثورية في بناء مصر من جديد.
لقد إنتابت الفرحة شعبنا في البحرين بفوزكم لمنصب رئيس الجمهورية ، ونتمنى أن تعملوا على تحقيق أهداف الثورة وتطلعات الجماهير التي لا زالت محتشدة في ميدان التحرير وسائر الميادين في المدن والمحافظات المصرية ، وأن تصروا على مواقفكم لإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وقرار حل مجلس الشعب ، وأن تؤكدوا بالتضامن مع مطالب الشعب وتطلعاته بالإستمرار في الإعتصام حتى يتم تلبية مطالب الشعب المصري بعودة الشرعية ، وإلغاء دور المؤسسة العسكرية وتدخلها في الشئون السياسية ، وأن تقفوا إلى جانب الشعب وتواصلوا الإعتصامات والمظاهرات السلمية حتى يتخلى العسكر عن الحكم ويسلمه إلى السلطات المدنية ، ويذهبوا إلى ثكناتهم العسكرية ويتولوا حراسة الحدود وأمن البلاد ويحافظوا على مكتسبات الثورة وأهدافها وأن يكونوا شوكة في عين الأعداء والصهاينة.
إن أنصار ثورة 14 فبراير إذ يهنئونكم بهذا النجاح الباهر الذي دق إسفين في نعش نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فإننا نتمنى منكم وبالتعاون مع ملايين الشعب المصري وثواره وقواه السياسية بأن تعملوا على التالي:
أولا: صياغة دستور جديد للبلاد بإرادة شعبية وفقهاء للقانون والدستور وتكون فيه المؤسسة العسكرية تابعة للمؤسسة المدنية وخاضعة لها ، وأن يختص دورها في حفظ وصيانة أمن البلاد وإستقراره وأمن الوطن وشعب مصر وأن لا تتدخل في الشئون السياسية ، وأن لا تكون المؤسسة العسكرية أداة طيعة بيد مجموعة من العسكر تفكر بين الفينة والأخرى في إنقلابات عسكرية.
ثانيا: نتمنى أن تأخذوا الدروس من التجربة التركية ودور العسكر في تركية ، حيث أن المؤسسة العسكرية في تركية كان لها دور ضمن الدستور بأنها تتدخل في بعض الأوقات وتقوم بإنقلابات عسكرية على الحكومة المدنية المنتخبة وتتدخل في شئونها السياسية وكانت قيمة على السلطة السياسية والتشريعية والقضائية
لذلك فإننا نطالب اللجنة الدستورية بأن تضع حدا لدور المؤسسة العسكرية في ظل الثورة المصرية الجديدة ، وإن جماهير الثورة لن تسمح لأن تكون الإدارة المدنية أداة طيعة بيد الجيش والعسكر بعد اليوم.
ثالثا: نتمنى من فخامة رئيس الجمهورية المصرية بأن يتخذ قرارات ثورية مستندة إلى جماهير الشعب المعتصمة في ميدان التحرير وسائر الميادين بأن يطالب المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري بتسليم السلطة للسلطة المدنية وأن تكون صلاحيات رئيس الجمهورية صلاحيات كاملة ضمن الدستور ، وتجنيب البلاد أزمة سياسية وأمنية ، وأن لا يسمح للمجلس العسكري بأن يستمر في دوره التشريعي والتنفيذي والقضائي ، وأن يؤدي اليمين الدستوري كرئيس للجمهورية أمام البرلمان الذي قد تم إنتخابه من الشعب المصري وأن يرفض كل الأوامر التي جاءت من المجلس العسكري بحل البرلمان وتمرير الإعلان الدستوري المكمل والمكبل لصلاحيات رئيس الجمهورية.
إننا نتطلع من سيادتكم وصيانة لثورة مصر الكبرى بأن تفشلوا مؤامرة حكم المجلس العسكري الذين يريدون أن يجعلوا من أنفسهم قيمين على الشعب والعملية السياسية ، وأن تفشلوا مؤامرتهم والفيتو الذي يريدون تمريره على الدستور وأن يكون لهم دور في مستقبل الحياة السياسية القادمة.
كما ونتطلع منكم بأن تفعلوا دورالقضاء المستقل وأن تقوم عوائل الشهداء والضحايا الذين سقطوا على يد حكومة العصابة واللصوص التسعة عشر والتي يقودهم فرعون مصر الجديد المشير الطنطاوي بإقامة دعاوى على هذه العصابة العميلة لأمريكا وإسرائيل لكي يحاكموا في محاكم جنائية عادلة جراء ما إرتكبوه من جرائم حرب ومجازر إبادة ضد شباب ثورة 25 يناير في ميدان التحرير ومحمد محمود والمجازر التي إرتكبوها أمام مجلس الوزراء ضد أبناء الشعب المصري وكذلك محاكمتهم على ما إرتكبوه من مجازر في سائر المحافظات والمدن المصرية.
رابعا : نتمنى على رئيس الجمهورية الجديد في مصر بأن يحتوي كل جماهير مصر المليونية وشبابها الثوري خصوصا شباب ثورة 25 يناير ويقنن طاقاتها ضمن مؤسسات دستورية في البلاد ، وأن يستفيد من كل طاقاتها وإمكانياتها وأن يعطيها دورها الحقيقي ويعيد تأهيلها وأن يعطيها مكانتها ويحترم ويقدر جهودها وجهادها ونضالها الثوري لكي تشارك بصورة حقيقية في بناء اللبنات الدستورية للمؤسسات التي يجب أن تقام للدفاع عن مكتسبات الثورة وأهدافها وصيانتها من الإنحراف والحفاظ على الثورة من المصادرة والإنقلابات العسكرية المحتملة.
خامسا : نتمنى من رئيس الجمهورية المنتخب والمحبوب والذي يمثل الثورة بأن يسارع في إيجاد المؤسسات التي تعني بأسر الشهداء وعوائلهم وأبنائهم بإصدار قانون لإنشاء مؤسسة للشهداء والمعلولين والمعاقين والمتضررين ، ويأتي هذا القرار مباشرة من رئيس الجمهورية ليصادق عليه البرلمان ولكي تكون هذه المؤسسة قائمة لكي تسهر على راحة عوائل الشهداء والمعاقين والمتضريين ، فإن الثورة هي ثورتهم وهم الذين قدموا الشهداء والضحايا من أجل حرية مصر وسعادة شعبها وتحرره من براثن الإرهاب والديكتاتورية.
سادسا : إنشاء مؤسسة للإهتمام بالسجناء السياسيين وسجناء الرأي وإعادة تأهليهم وتعويضهم تعويضا حسنا لأنهم حرموا من حقهم في بناء كيانهم ومستقبلهم ، وإن على الثورة أن تقوم بواجبها تجاههم وأن تسن قوانين لكي يعملوا في المؤسسات ويأهلوا خدمة لهم ولعوائلهم التي تضررت من قمع وإرهاب فرعون مصر حسني مبارك.
سابعا : نتمنى من فخامة رئيس مصر العربية الجديد بأن يستفيد من تجارب الثورات وخصوصا تجربة الثورة الإسلامية في إيران والتجربة الفريدة والرائدة للإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) حينما قام بتأسيس المؤسسات الهامة للحفاظ على الثورة من مؤامرات الأعداء وخصوصا ما قام به من تأسيس :
1 – مؤسسة جهاد البناء
2- مؤسسة المستضعفين
3- مؤسسة جيش وتعبئة المستضعفين التي شملت في بداية الثورة أكثر من عشرين مليون من أبناء الشعب المتدربين على السلاح من أجل الحفاظ على الثورة ومكتسباتها.
4 – تأسيس حرس للثورة الإسلامية ، كان دوره الحفاظ على الثورة من مؤامرات الأعداء في الداخل والأعداء من الخارج ، وكان لهذه المؤسسة العسكرية الدور في حماية وصيانة الثورة أمام مختلف الإنقلابات العسكرية وأمام الحرب المفروضة التي فرضتها أمريكا والدول الغربية على الجمهورية الإسلامية في إيران وقام بتنفيذها صدام المقبور.
إننا نتمنى أن يكون للثورة قوة عسكرية ثورية ضاربة تخرج من رحم الثورة وشبابها للدفاع عن الثورة أمام الثورة المضادة من فلول النظام البائد وأزلامه ، وهذا مهم جدا نتمنى أن يلحظ داخل الدستور الجديد لجمهورية مصر العربية.
5 – تأسيس لجنة الإمام الخميني الخيرية والتي كان لها دور ولا زال لحماية الفقراء والأسر المحرومة والتكفل بهم وبالأيتام والفقراء وغيرهم ونتمنى أن تأخذوا هذه التجربة الفريدة من نوعها لحماية شعب مصر والعوائل الفقيرة والمستضعفة التي إستضعها نظام مبارك وأزلامه لأكثر من ثلاثين عاما.
6 – تأسيس مجلس قيادة للثورة من القيادات السياسية المحنكة من مختلف القوى السياسية لمساعدتكم لإدارة البلاد ولرفدكم بالخطط الإستراتيجية والإرشادات من أجل بناء وإزدهار مصر ودفع عجلة الثورة إلى الأمام.
7 – تطهير المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية من فلول النظام السابق والمجيء بالكفاءات العسكرية والأمنية والقضائية والمهنية والوطنية والشريفة .. وإن مصر تمتلك كفاءات عسكرية وأمنية وسياسية وقضائية وعلمية وإقتصادية وثقافية وإعلامية كفوءة لابد وأن تأخذ دورها الحقيقي لبناء مصر وعظمتها ومستقبلها السياسي والإقتصادي والأمني والعسكري كقوة سياسية عظمى في الشرق الأوسط بعد سنين عجاف من التبعية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول الرجعية في المنطقة.
وأخيرا فإننا نتمنى من سيادتكم مواقف مساندة للثورات العربية والصحوة الإسلامية التي شهدتها البحرين واليمن، وإننا على ثقة بأنكم ستتخذون مواقف إسلامية وثورية ووطنية تجاه القضية الفلسطينية وإتفاقية كامب ديفيد وأن تقفوا إلى جانب المقاومة الإسلامية وحزب الله الذي يقاوم العدو والكيان الصهيوني الغاصب للأراضي اللبنانية والغاصب لـ فلسلطين المحتلة، ولتكن يا سيادة وفخامة الرئيس على ثقة تامة بأن كل جماهير الأمة الإسلامية والعربية والثوار والقوى السياسية ستكون إلى جانبكم وستؤيدكم في مواقفكم الوطنية تجاه القضية الفلسطينية وشعبنا المظلوم في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة.
كما أن شعبنا في البحرين يتطلع إليكم وإلى مواقفكم الثورية والوطنية المشرفة من ثورته التي تفجرت من أجل إقامة العدل والقسط ومن أجل الحرية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وتداول السلطة ، والقضاء على نهب الثروات وإحتكار السلطة الذي لا زالت تقوم به سلطة آل خليفة الديكتاتورية.
يا فخامة الرئيس .. إن شعبنا في البحرين سنة وشيعة يعيشون في ظل نظام قبلي ديكتاتوري ملكي شمولي إستبدادي لأكثر من قرنين ونصف من الزمن وإن سلطة آل خليفة نهبت ولا تزال تنهب ثرواته وخيراته وتحكم البلاد بالحديد والنار ، وكانت حكومة آل خليفة وإلى ما قبل شهور حليفة لمبارك وقد أيدت ظلمه وبطشه ضد شعبنا الشقيق في مصر.
إن سلطة آل خليفة ومن أجل هروبها من مواجهة الأزمة إدعت بأن ثورة شعب البحرين ثورة طائفية مذهبية ، بينما إتضح للعالم بأن آل خليفة يكذبون على العالم وعلى الأمة العربية والإسلامية ، وإنهم ينفذون أجندات أمريكية صهيونية ماسونية بإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية من أجل السيطرة والحكم وإبقاء المستعمر الأمريكي والبريطاني في بلادنا وإبقاء قواعدهم العسكرية وتسلطهم على رقابنا ، وإن آل خليفة قد إفتضح أمرهم وأصبح القاصي والداني حتى حلفائهم الأمريكان وبريطانيا والغرب يعرفونهم حق المعرفة بأنهم ليسوا بدعاة إصلاح سياسي شامل وإنما مجرد كذابين ولصوص وقراصنة يريدون الإستمرار في السلطة والحكم وهيمنة قبليتهم وحكمهم على بلادنا دون القيام بأي إصلاحات سياسية جذرية وشاملة تذكر.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون بأن ثورة 25 يناير هي ثورة إشعاع فكري وثقافي وحضاري وثوري للأمة العربية والإسلامية ، وإن شعب مصر ثار لكي لا يكون عبدا لآل سعود وآل ثاني في قطر وسائر الحكومات المتحالفة مع الغرب ، وإن شعب مصر وثواره يأملون منكم أن تتخذوا مواقف وطنية وثورية وترفعون رأسه عاليا أمام العالم وعند الأمة العربية والإسلامية وأن يبقى الإنسان المصري مرفوعا للرأس وليس منكسا للرأس وعبدا لأموال آل سعود وغيرهم ، فالشعب المصري وكفاءاته ورجاله هم صناع الحضارة والتاريخ والمدنية ، وهم مصدر إشعاع حضاري ، وإن الأزهر الشريف وعلمائه الثوريين هم قادة الأمة ولابد أن ترجع إلى مصر عزتها وكرامتها وموقعها التاريخي والحضاري ، وهذا لا يأتي إلا بجهودكم وعملكم وجهادكم ونضالكم المستمر وتمسككم بخيارات الثورة وأهدافها والدفاع عن أهداف الثورة وحمايتكم لشبابها الثوري الذين بذلوا مهجهم وأرواحهم ودمائهم من أجل شموخ مصر وعزتها وإعتلائها ..
إن ثوار ثورة 25 يناير هم قدوة الثوار في العالم العربي والإسلامي وإنهم يطمحون لمصر بعيدة عن اليهمنة الغربية والأمريكية والصهيونية والماسونية وهيمنة المال السياسي العربي للسعودية وقطر وسائر الدول الخليجية ، وقد جاءت ثورتهم لتقضي على جذور الهيمنة الأمريكية والإستكبار العالمي وإسرائيل والصهيونية العالمية والماسونية الدولية.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإيجاد شرق أوسط جديد مبني على سياسة الفوضى الخلاقة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية ، وكان هذا العام 2012م هو عام إثارة الفتن الطائفية بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين وقد حققت أمريكا مآربها بالتعاون مع بعض الدول العربية الرجعية خصوصا السعودية وقطر والإمارات الذين لعبوا دورا كبيرا في تنفيذ المخططات الأمريكية والصهيونية لإثارة الفتن المذهبية والطائفية ولكن يقضة الشعوب وحذرها من الإنجرار وراء هذا الفخ وهذه المؤامرات ، قد أفشل مخططاتهم الجهنمية من أن يجروا شعوب الأمة الإسلامية لأتون حروب طائفية ومذهبية ، ولذلك فإن دور مصر التاريخي بعد فوزكم لابد وأن يكون بالعمل على وحدة الشعوب وإتحادها وتوحدها على الأهداف الإستراتيجية من أجل أن تكون الأمة الإسلامية والعربية أمة شامخة في مواجهة مؤامرات الأعداء وفي مقدمتهم أمريكا ، ولابد من إفشال مؤامرة الفوضى الخلاقة التي تريد منها أمريكا لإستعمار البلدان العربية والإسلامية من جديد والإستحواذ على ثرواتها النفطية وتحكيم قواعدها العسكرية في بلداننا الإسلامية.
فخامة رئيس جمهورية مصر العربية ..
إن إعلان فوزكم برئاسة الجمهورية بالأمس وفرحة الشعب المصري بملايينه في ميدان التحرير وسائر الميادين في المحافظات المصرية عزز من ثقة جماهيرنا الثورية وشبابنا الثوري وشباب إئتلاف ثورة 14 فبراير والقوى السياسية الثورية بالثقة بالنفس والأمل بالله سبحانه وتعالى بالنصر على فرعون البحرين وطاغوت العصر الدموي الأموي الخليفي ، وإن شعبنا قد شارك الشعب المصري الفرحة ولملم جراحاته وها هو يستعد للعودة إلى ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) من جديد لكي يصنع الملاحم والمعجزات ولكي يكسر القيود ويزيل الأسوار الحديدية التي وضعها مرتزقة الطاغية حمد حول الميدان ولكي يرجعوا مرة أخرى لميدان الشهادة من أجل إطلاق صرخاتهم الثورية من أجل حق تقرير المصير وإنتخاب نوع الحكم السياسي ، كما إنتخب الشعب المصري نوع نظامه وأطلق صرخاته من حناجره بأن الشعب يريد إسقاط النظام .. وإرحل إرحل .. ويسقط يسقط حكم العسكر .. وشعبنا اليوم لا زال يهتف يسقط يسقط حمد .. والشعب يريد إسقاط النظام .. وإرحل إرحل .. وعلى آل خليفة أن يرحلوا .. وإنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة.
إن شعبنا بعد ثورة 14 فبراير بات يرفض أي نوع من أنواع المصالحة السياسية مع آل خليفة .. فكما رفض شعب مصر المصالحة مع مبارك وفلوله وأزلامه وبقايا حكمه مطالبا بمحاكمتهم .. فإن شعبنا اليوم يرفض المصالحة السياسية والإملاءات الأمريكية البريطانية السعودية للإصلاحات الشكلية ويطالب بإصلاحات سياسية شاملة لكي يكون الشعب هو مصدر السلطات جميعا وليتحرر من القيود والإرهاب والحكم البوليسي والقمعي والديكتاتوري لآل خليفة وإلى الأبد.
وأخيرا فإننا كلنا ثقة بقيادكم ودوركم التاريخي في إدارة مصر إلى بر الأمان والحفاظ على الثورة وصيانة مكتسباتها وتحقيق أهدافها وتطلعاتها وعدم مهادنة فلول النظام السابق وعدم مهادنة حكم العسكر والقبول ببقائهم وهيمنتهم على القرار السياسي ، وعدم قبولكم بهيمنة أمريكا على القرار السياسي في مصر ،وإن إتكاءكم على الله سبحانه وتعالى وعلى ملايين الشعب المصري الحاضرة في الساحات سوف يوفقكم لأداء رسالتكم التاريخية لبناء مصر حرة بمؤسسات دستورية وأن تكون مصر محطة ومنطلقا لدعم الثورات والحركات التحررية في العالم العربي للإنتصار على هيمنة الإمبريالية الأمريكية والإستكبار العالمي وأن تكون داعمة لتيار الممانعة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني.
وفقكم الله لخدمة شعب مصر العظيم الذي إنتخبكم رئيسا له .. وسدد خطاكم وأيدكم بنصره .. وأيد مسيرتكم الثورية وجعلكم خادما لشعب مصر العظيم ووفقكم لخدمة الإسلام المحمدي الأصيل ورفع رآية الإسلام خفاقة على ربوع مصر الكنانة إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
25 يونية 2012م