شبکة تابناک الأخبارية: بعد رحيل ولي العهد السعودي الأمير "نايف بن عبدالعزيز" تكون السعودية أمام تحد حقيقي فيما يتعلق بتصعيد جيل الصف الثاني من الامراء. إذ إن رحيل ثاني ولي عهد في ظرف تسعة أشهر يجعل العائلة الملكية مطالبة بالانتقال الى الجيل الثاني من الأمراء لشغل المناصب الرفيعة التي ستشغر بعد أن يتولى الأمير "سلمان بن عبدالعزيز" منصب ولاية العهد كما تشير أغلب التوقعات.
ويرى المراقبون أن هناك أسماء مرشحة لمنصبي وزير الدفاع ووزير الداخلية وهي المناصب الأقرب لولاية العهد، أبرزها الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية، والأمير متعب بن عبدالعزيز والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة، ولكن الأبرز من بين تلك الترشيحات تصب في صالح الأمير أحمد المعروف بحزمه وصرامته في وزارة الداخلية التي تولى المنصب فيها منتصف سبعينيات القرن الماضي، مع بداية حكم الملك خالد، ولكن يؤخذ عليه خطأ سماحه لأسامة بن لادن بالخروج من المملكة مطلع التسعينيات.
ويشير المراقبون إلى أنه في الجانب الآخر ستكون هناك فرصة لظهور الجيل الثاني من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز، وهم الأحفاد، حيث يتصدر عدد منهم مشهد الخلافة في السعودية، ولكل منهم رصيده الخاص سواء على صعيد الوضع داخل العائلة أو لما يمتلكه من مؤيدين مؤثرين في قطاعات مؤثرة في حياة المجتمع.
و يأتي في مقدمة الأحفاد الأقوياء الأمير محمد بن نايف، الذي يشغل حاليا موقع مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية، ففضلا عن دوره المؤثر في مواجهة الجماعات المتطرفة، التي حاولت اغتياله أكثر من مرة، يعرف عن الرجل علاقاته المتينة مع كبرى القبائل، و نفوذه الواسع في مناطق الدولة الأربع.
ويأتي بعده الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة، الذي يحظى بدعم طرفين مهمين في داخل الإوساط السعودية، هما جماعة المثقفين وذلك لرعايته ودعمه للأنشطة الثقافية في المملكة، فضلا عن صحيفة "الوطن" التي تصنف كمعبرّ عن التيار العلماني داخل المملكة، وتوليه إمارة مكة المكرمة، التي يعتبرها الكثيرون تزكية مستقبلية له من الملك، باعتبار أن رعاية المناطق المقدسة هي المصدر المعنوي لشرعية نظام الحكم السعودي.
وبحسب هذا الطرح، ستتضاءل فرص الظهور بعد "خالد" في المستقبل عند الأمير "بندر بن سلطان" سفير الرياض السابق بواشنطن، الذي يستمد قوته من دوره المؤثر في السياسة الخارجية السعودية، لكنه بلا شعبية حقيقية داخل الشارع السعودي، كما أنه استبعد مؤخرا لأسباب مجهولة عبر استدعائه من سفارة واشنطن وتعيينه أمينا عاما لمجلس الأمن الوطني السعودي، وهي هيئة استشارية تقوم بإعداد الدراسات الإستراتيجية للشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية.
ويأتي بعده الأمير "خالد بن سلطان"، الذي يملك سجلا عسكريا حافلا، أهله لشغل منصب مساعد وزير الدفاع، ومن ثم قيادة عمليات صد ما سمي الهجوم الحوثي على الأراضي السعودية في عام 2009 ، كما يتداول اسم الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني ليكون له مستقبل في الخلافة السعودية.
ويعول السعوديون كثيرا على عدم حدوث أي فراغ في الحكم، في ظل نظام "هيئة البيعة"، الذي أنشأه الملك عبد الله، قبل خمس سنوات، من أبناء وأحفاد مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود، منوط بهم اختيار ملك البلاد وولي العهد عبر اقتراع سري في حال وقوع أي طارئ.