۷۱۶مشاهدات
رمز الخبر: ۷۹۷۲
تأريخ النشر: 14 May 2012
شبکة تابناک الأخبارية: انفجارات وقتل وتدمير وارهاب وترهيب واغتيال وحصار وحظر اقتصادي وطبي والتهديد بهجمات عسكرية واغلاق سفارات وقطع العلاقات الدبلوماسية ، ادوات بلطجية تستخدمها القوى التسلطية لارغام الشعوب والدول المستقلة للركون والخضوع الى ارادتها والعودة الى حاضنتها في العمالة والانصياع والهرولة من وراء المشاريع الاستسلامية والتساومية التي لا حاصل منها سوى تأمين مصالح قوى الشر ضد ابناء الخير والحق والحقيقة.

شعارات رنانة وملونة مزيفة تحملها رغبة الاستعمار الجديد تحت يافطة "حرية الرأي" و"الديمقراطية" و"العولمة" يراد من ورائها نهب ثروات الشعوب الحرة والأبية والحؤول دون تطورها علمياً وتقنياً واقتصادياً وعسكرياً كي تبقى سوق خصبة للمنتوجات المستهلكة للدول الصناعية الكبرى تبتاع كل ما يبقى مخزونا في مستودعات راعي البقر الأميركي ومن يدور في رحاه.

تصعيد الارهاب الدموي ضد الابرياء العزل واراقة دمائهم وتحويل جثث المدنيين من صغار وكبار نساء ورجال الى اشلاء ممزقة وتدمير البنى التحتية والمرافق العامة لتلك البلدان لايمكن تفسيره على انه صراع داخلي بين حكومة ومعارضة، بل هي حرب ضروس وشرسة ضد شعب مسالم واعزل بكل ما للكلمة من معنى.

فالشعب السوري وقيادته يخوضان اليوم هذه الحرب غير المتكافئة والظالمة في سبيل الحفاظ على قرارهم المستقل وصيانة مصالحهم السياسية وخياراتهم الستراتيجية ولن يثني ارادتهم في الوقوف على قدميه في الاستقلال والديمقراطية والحرية وتقرير المصير وعدم الركون والرضوخ للأملاءات الخارجية وهذا ما يربك مخططات القوى السلطوية ويغيض الأنظمة العميلة والرجعية والموروثية التي تدور في رحاها على حد سواء.

وقد عكست المشاركة الشعبية والسياسية الواسعة عند صناديق الاقتراع في أول انتخابات تشريعية نزيهة وحرة حالة الحراك السياسي الواسع في المجتمع السوري، كما انها تعكس إرادته بانجاز إصلاحاته السياسية في ظل دستوره الجديد الذي أقر التعددية السياسية وجعل الانتخابات حرة ديمقراطية مباشرة وباشراف إعلامي تام.

شعب سوريا الواعي والمقاوم اراد عبر مشاركته الواسعة هذه أن يستثمر وبكل طاقاته خاصة الشبابية منها استحقاقه الانتخابي في العيش بحرية ورفعة رأس واستقلالية وان يقدم نموذجاً ديمقراطياً غنياً وعصرياً للشعوب العربية الاخرى التي لا تزال ترزح تحت بساطيل الاحتلال والاستعمار والأنظمة الموروثية والعميلة بفقر وتمييز طائفي وعرقي بعيداً حتى عن أبسط حقوق المواطنة.

كما ان الشعب السوري أراد وعبر مشاركته الواسعة في عملية الاقتراع لاختيار ممثليه في البرلمان القادم ايصال رسالة الى الخارج بانه مهما حاول الاعداء تخويفه وايذائه فانه ماض في المشروع الاصلاحي الذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد بكل قوانينه العصرية والحضارية كقانون الانتخاب وقانون الاعلام.

ولكن كلما أرادت سوريا المضي قدماً في مسيرتها الاصلاحية والعودة الى الاستقرار تفتح قوى الشر والخبث والخيانة والجناية نيران أسلحتها لتربك الشارع وتخوفه وترهبه عبر الانجازات الدموية التي تقوم بها المجموعات التكفيرية ومجلس اسطنبول الخياني بأموال قطرية وسعودية واسلحة اميركية –
صهيونية – غربية عبر سفن واراضي لبنانية وتركية ، ساعية بذلك الانقلاب على الشارع السوري الذي اختار نهجه ومضى الى صناديق الاقتراع متجاهلاً دعوات المقاطعة، ومتحدياً الرهانات البائسة على إمكانية تطويعه.

الجرائم الارهابية التي تشهدها المدن السورية يومياً تعبّر عن إفلاس المجرمين ويأسهم من ضرب إرادة السوريين الصامدين وثنيهم عن الوقوف سداً منيعاً في وجه المؤامرة الكبرى التي تستهدف وجودهم ودولتهم ومواقفهم المشرّفة في مواجهة قوى الاستكبار العالمية والاقليمية وإبعادهم عن محور المقاومة تحت يافطة ما يسمى ب"الربيع العربي" ، ذلك الربيع المزيف الذي يريده اللوبي الصهيوني وحلفائه العرب خاصة قطر والسعودية وأخواتهما، ذلك الربيع الذي صبغه الارهاب الوهابي والسلفي التكفيري بلون الدم وأزهق ولا يزال يزهق أرواح عشرات الألوف من الشعب العراقي والمصري والليبي واليمني.

الشعب السوري اليوم يخوض حربه الوطنية مؤكداً أنه لن يتراجع ولن يتردد في دفع فاتورة تصنيفه "عدوّ الامبراطورية" الأميركية ، ويتصدى بكل ما أوتي من قوة للارهاب المنظم الذي يُمارس ليس ببعيد عن المؤامرات الصهيونية وخدمة مشروعها في إضعاف موقع سوريا المقاوم ودورها الريادي في الدفاع عن المقاومة واحتضان قوى الممانعة في الأمة.

العمليات الارهابية الانتحارية التي شهدتها سوريا خلال الاسابيع الماضية والتي ستشهدها في الايام القادمة هى الوسيلة التحريضية لعملاء المخابرات المركزية الأميركية ال"سى أى إيه" والصهيونية "الموساد" وقد نفذوها من قبل فى العديد من الدول الاقليمية الاخرى ومنها باكستان وليبيا وخاصة العراق وبشكل مكثف من قبل ويطبقونها الآن فى سوريا سعياً منهم الى عرقنة سوريا بعد أن فشلوا في اشعال فتيل الحرب الأهلية والطائفية والعرقية في بلاد الرافدين.

وتؤكد تقارير الاستخبارات الغربية أن رجال "الموساد" الصهيوني والمخابرات المركزية الأميركية التي كانت تقف من وراء عمليات التفجير الارهابي للمساجد والجوامع والاماكن المقدسة والشعبية أثناء فترة احتلال العراق لهدف تحريض الشيعة على السنة وبالعكس وأعلن عن كافتها بأنها هجمات انتحارية أو قنابل بشرية ،تستخدمان اليوم الاسلوب ذاته فى سوريا لمحاولة إفشال وعرقلة خطة المبعوث الأممى الى سوريا "كوفى عنان" وعرقلة عملية وقف إطلاق النار وإبقاء الشارع السوري ممزقاً ومستباح الدم والثروة للتظليل على فشل مخططاتهم في بناء الشرق الأوسط الكبير "اسرائيل من النيل الى الفرات" في ظل دويلات عربية متناثرة ومبعثرة صغيرة وانتقاماً من فشلهم أمام المقاومة اللبنانية الباسلة والفلسطينية الشجاعة .
رایکم