۹۵۳مشاهدات

كلمة الفصل لطهران

جميل ظاهري
رمز الخبر: ۷۵۱۲
تأريخ النشر: 14 April 2012
شبکة تابناک الأخبارية: الموقف الايراني الداعم وبكل اشكاله لسوريا حكومة وشعبا لم يبق خافيا على احد خاصة بعد تأكيد قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي بكل وضوح انه "سيعبئ كل الجهود لدعم الحكومة السورية".

فسوريا تمثل لايران البلد الشقيق والمتحالف الستراتيجي ومحور المقاومة بوجه المخططات العدائية الاميركية – الصهيونية – الرجعية الدولية منها والاقليمية.

كما انه وبتعاون طهران ودمشق وحزب الله تم افشال المخطط الاميركي "مشروع الشرق الاوسط الكبير" ووجه صفعة موجعة ومؤلمة له وافشل نواياه المبطنة في نهب ثروات المنطقة واشعال نار الفتنة الطائفية بين شعوب المنطقة.

وقد نجحت ايران في كسب دعم العراق ايضا كدولة عربية محورية الى جانب كل من روسيا والصين ودول اميركا اللاتينية في جبهة الداعمين لسوريا والتصدي لتدويل القضية السورية وعدم السماح لقوى الخبث والشيطنة والمكر والخداع الغربية منها والعربية في زعزعة استقرارها وتجزئتها عبر دعمهم الوقح والعلني للمعارضة المسلحة رغم تصعيد الاخيرة لعملياتها الارهابية ضد المواطنين الابرياء والعزل والحاق الاضرار بالبنى التحتية لسوريا.

وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي خلال مؤتمره الصحفي مع المبعوث الاممي لسوريا "كوفي عنان" في ختام مباحثاتهما ، والتي اكد فيها بان "الاصلاحات والتغيير في سوريا يجب ان يكون داخل سوريا وتحت قيادة الرئيس بشار الاسد" وان "أي تغيير يحدث في سوريا يجب أن يكون عبر الحكومة السورية وليس غيرها"،جاءت كصفعة موجعة اخرى بوجه كل ما يتردد عربياً واقليمياً ودولياً حول القضية السورية والتي يسعى فيها الحاقدون والناقمون على المقاومة وشعبها الانتقام منها عبر اسقاط الحكومة السورية والاتيان بشرذمة اعلنت استسلامها الكامل الى رغبة الكيان الصهيوني اللقيط رغم انها لا تزال ترضع من ثدي الارتزاق السعودي – القطري – التركي ولم يعترف بها دوليا ولاداخلياً.

كلمة طهران الفصل هذه اعطت مفعولها فوراً عبر دعوة "عنان" الدول الداعمة للارهاب في سوريا الى وقف الدعم وافساح المجال للخطى الدولية بالنجاح حيث قال:" بالنسبة الى الضمانات الخطية (التي اشترطتها دمشق من المعارضة لوقف اطلاق النار) لقد اعطت دمشق توضيحات حول مطالبها من المعارضة لوقف المعارك".

واضاف "لقد حصلنا على ردود ايجابية من جانبها. ونقوم باتصالات مع الحكومات التي تتمتع بنفوذ من اجل ضمان التزام جميع الاطراف بوقف اطلاق النار"..و"احترام المبادرات السياسية ومطالب الشعب في سوريا الداعمة للاصلاح الحكومي" ، مضيفاً : انه "مازالت فرصة وقف العنف في سوريا في متناول اليد، وان الوقت مازال مبكرا كي نتحدث عن فشل الخطة"..و"ان اي تقييم خاطئ بشان سوريا سيجلب تداعيات غير قابلة للتعويض للمنطقة".

الجمهورية الاسلامية تعتقد بان الشعب السوري له الحق في التمتع بكافة الحقوق كسائر الشعوب . وان طهران اعلنت مراراً رفضها القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وان اي تغيير في هذا البلد يجب ان يتم من قبل الحكومة السورية خاصة وان الرئيس الاسد هو من نادى بضرورة اجراء الاصلاحات في سوريا ووعد بتطبيقها وتلبية مطالب الشعب والمشاركة الكبيرة التي تجاوزت ال70% من الشعب السوري في عملية الاقتراع على الدستور السوري الجديد لخير مؤشر على دعم الشعب السوري لمشروع الاصلاحات التي بدأتها قيادته الصادقة.

طهران ترى ضرورة اعطاء الفرصة اللازمة للحكومة السورية لكي يتم تطبيق التعديلات والاصلاحات التي اطلقتها بشكل طبيعي برعاية الحكومة والقيادة السورية ، وعلى الدول الاخرى التي تتمشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان السماح لخطة السلام ذات المواد الستة التي طرحها "عنان" لحل الازمة في سوريا، والتي قوبلت بموافقة الحكومة السورية، حتى يتم تطبيقها على ارض الواقع وانجاحها بشكل شامل وتام بدلاً من عرقلتها أو وضع الموانع امامها.

فمنطقة الشرق الاوسط وباعتراف المبعوث الأممي قد شهدت ازمات وحالات عنف كثيرة ولا تتحمل ازمة اخرى. كما ان على الذين لا يزالون يعيشون أوهام وأحلام مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الاميركي – الصهيوني أن يفيقوا من سباتهم ويعوا الحقائق على الأرض من أن ذلك المشروع قد انتهى خلال حرب ال33 يوماً وبسواعد أبطال المقاومة رغم قلة عددهم وكثرة اعدائهم والحجم الكبير للسلاح الفتاك الذي كان يملكه ، كتأكيد آخر على قوة ورادعية محور المقاومة الذي تشكله طهران – دمشق – حزب الله ، فكيف وبغداد تلتحق اليوم بركب المقاومة ؟!

ولا يخفى على الذين يتابعون تطورات الاحداث في سوريا من ان زج "كوفي عنان" بالقضية السورية يدل على ان محاولات واشنطن وتل ابيب والرجعية في قطر والرياض لاضعاف خط المقاومة قد فشلت لان حضور "عنان" يعني فشل الحل العسكري في سوريا. كما ان قبول دمشق بمهمة "عنان" جاءت بتوصية من موسكو وطهران , وان المبعوث الدولي يدرك  جيداً دور ايران المؤثر في سوريا والمنطقة ولهذا فكان لابد من تبادل الآراء معها والوقوف على كلمتها لانها كلمة الفصل في مشاريع المنطقة واحداث حرب تموز وغزة وخروج الاحتلال من العراق والوضع في افغانستان والربيع العربي وانتهاءً بالقضية السورية دلائل واضحة لذلك.
رایکم