۴۵۸مشاهدات

عندما يعطي الدكتاتور دروساً في الديمقراطية !

جميل ظاهري
رمز الخبر: ۷۳۶۴
تأريخ النشر: 03 April 2012
شبکة تابناک الأخبارية: كثيرة هي الاحلام النرجسية التي يعيشها الطغاة والفراعنة كل يوم وما ان يفيقوا من سباتهم حتى يروا أنهم  يتخبطون في مستنقع الوحل الذي أوجدوه هم لأنفسهم جراء القمع والظلم والاستبداد الذي انتهجوه ضد أبناء جلدتهم وبلدتهم بغية البقاء لفترة أطول في سدة الحكم التي سرقوها من الرعية عنوة وقسوة وكذبا وزورا طيلة عقود طويلة خلت.

وما أن يفيقوا من سباتهم حتى يقفوا كل الوقوف على أنهم كانوا قد أضحوا مطية الاستعمار واستغلال الآخرين ولم يبق لهم وجه يواجهون به شعوبهم ولا كلمة تؤخذ بها ولا وعد يوثق به، فتخيب ظنونهم ويذهب زبد أمانيهم مع أمواج البحر الهائج لمطالب شعوبهم الحقة في الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة التي تكتسح شاطيء أطيافهم الملونة كتسونامي جارف لا يستطيع أحد إنقاذهم منه.

ولعل للحكام الذين يفيقون بعد فترة وجيزة من سباتهم القهقرى ويندمون على أفعالهم الشنيعة ويتوبوا الى الله عزوجل توبة نصوحا ويلتمسون شعوبهم السماح والصفح ، أن يتوب عليهم أبناء جلدتهم ويبقوا في مسند السلطة لسنوات طويلة أخرى كفرصة ثمينة لجبران ما فات وتضميد جراح المظلومين
وإقامة العدل والمساواة والنظر بعين واحدة للجميع دون تمييز والأخذ بالبلاد الى ساحل البر والأمان قبل بلوغ الطوفان.

ولكن استمرار الطغاة والمستبدين بنهجهم البربري الوحشي وقمع كل مطلب مشروع لشعوبهم في النطفة الى جانب التشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان من على منابر اعلامهم المضلل والنفاقي وتوصية الآخرين الانصياع لمطالب ورغبات شعوبهم يزيد الطين بلة ويؤكد للجميع عدم نضوج عقولهم وفقدانهم للحنكة والحكمة والذاكرة مما يدلل على أنهم مصابون بداء "الزهايمر" أي فقدان الذاكرة فلا يميز الشخص المصاب أفعاله وينسى أقواله ولا بد من إدخاله المصحة العقلية كي يبقى هو وأهله وشعبه في مأمن وسلامة واستقرار وطمأنينة.

فبعد أكثر من عشر سنوات من الوعود التي قطعها طاغية البحرين المتهستر ، على نفسه أمام كبار رؤساء العشائر ورجال الدين والزعماء والقادة السياسيين لابناء البحرين الأباة بالاصلاح والمشاركة الشعبية وبعد مضي عام على بدء الثورة الشعبية العارمة التي تعم البلاد من شمالها وحتى جنوبها ومن شرفها وحتى غربها وسقوط عشرات الشهداء الابرياء اولئك الذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بتنفيذ الوعود بالحرية والديمقراطية والمساواة مضرجين بدمائهم الزكية بنيران حقد قواته البربرية ومرتزقته الوحشية وداعمه المحتل الوهابي السعودي ، يطل علينا "حمد" العبقرية "قذافي" البحرين و"صدام"ها ليعطي الآخرين دروساً لاستماع اصوات الشعب الأيذان لمطالبه المشروعة في الحرية والديمقراطية متجاهلاً أفعاله الشنيعة التي يندى لها جبين كل حر اتجاه أبناء جلدته .

فينبري شيخ الحقد والضغينة وخلال حواره مع صحيفة "دير اشبيغل" الالمانية قبل أيام ليعطي الدروس في الديمقراطية وضرورة احترام آراء الشعب ومطالبه قائلا:" أن أفضل نصيحة يمكن أن تسدى للرئيس للأسد هي أن يصغي لصوت الشعب السوري!!"، متجاهلا تجاهله سماع صوت أبناء شعبه المطالبين بالاصلاح والمساواة وهم يسقطون بالعشرات من رجال ونساء وصغار وكبار برصاص اسلحة مرتزقته الاجانب وقواته القمعية والمحتلة السعودية فضلاً عن الذين سقطوا جراء الاستخدام المفرط للغازات الاميركية – البريطانية السامة المحظورة دوليا ولم يسلم منها حتى الرضيع ذي الستة أيام.

ف"حمد"جنون العظمة يتباكى خلال حواره هذا على حرية الشعب السوري والدماء الجارية هناك بفعل العمل الارهابي الذي يدعمه هو واخوانه من حكام دول مجلس التعاون بايعاز اللوبي الصهيوني لزعزعة استقرار سوريا وارغامها الابتعاد عن محور المقاومة والتصدي والصمود اما المشروع الاميركي – الصهيوني الرامي الى اعادة خارطة المنطقة وتقسيمها الى دويلات صغيرة لن تكون السعودية زاخواتها بمنآى عن ذلك.

شيخ المنامة وعبقرية السطوة يذرف دموع الكذب والخداع على حرائر البحرين بالقول:"انه اعلن حالة الطوارئ لحماية النساء..وان النساء في البحرين شعرن بالذعر ومن الواجب على أي رجل محترم أن يحمي النساء، ولهذا كان لابد علي أن أحميهن!!"، ذلك في الوقت الذي ملئت معتقلاته وسجونه بالعشرات بل بالمئات من الحرائر ضغاراً وكباراً وتعرضن لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والاعتداءات الجنسية من قبل أزلامه وأعضاء عائلته ومرتزقته والزج بهنّ في زنازين مشتركة مع العاهرات المصابات بالالتهاب الكبدي الوبائي والسل الرئوي ، مما دفع برئيس المجلس العلمائي في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم يصرخ عالياً ويقول:" ان سجن الحرائر المسلمات البريئات الا من ذنب التمسك بالحق وبالعدل، وبالمطالبة بتصحيح الاوضاع والاخذ بما فيه رضا الله (عزوجل) ورسوله (ص) وصالح المؤمنين في بلد مسلم على يد حكومة تدعي الاسلام ، عار يعم كل امر وفاعل ومشجع وساكت يدخر شيئا من الانكار مما يسعه". مشدداً على ضرورة دفاع شباب البحرين عن حرمة الحرائر وانقاذهن من براثن النظام السارق للمال والعرض والكرامة والشخصية.

وفي الوقت الذي يدفع شيخ الأجرام بمال نفط بلاده وشعبه نحو تسليح الارهابيين في سوريا ولبنان والعراق وغيرها من البلاد الاسلامية لارتكاب المجازر بحق الابرياء وتحت مسميات "المعارضة" نراه وبكل وقاحة وصلافة ينكر وجود المعارضة في البحرين جملة وتفصيلاً تلك التي يتناسى انه أرسل لها قبل فترة قصيرة رسالة عبر من حضر اجتماعه مع عدد من جمعيات الموالاة ورئيسي البرلمان والشورى البحرينيين بعد بث خطابه بساعة واحدة مع جمعيات شاركت في ما اسماه ب"حوار التوافق الوطني" والذي لم يشارك فيه إلا عدد قليل من الجمعيات وهو يصرخ مخاطباً الحضور:"إن صبرنا نفد من جمعية الوفاق (احد اركان المعارضة الشعبية) ولن نصبر أكثر من ذلك". وأضاف "السيد عبدالله الغريفي والشيخ عيسى قاسم ورّطا شيعة البحرين" ثم صرخ بوجههم قائلاً: "لو نعطيهم (المعارضة) شويّة سلطة تشيلنا السعودية احنا!!!".

وتابع بالقول:"وصلوا هالكلام اليهم". كما أنه تجاهل وبصلافة لا مثيل لها بين سائر الحكام المستبدين الذين تعيش بلادهم الربيع العربي،اعتراف لجنة تقصي الحقائق المستقلة التي هو من أمر بتشكيلها وبرئاسة "شريف البسيوني" بخصوص الانتهاكات الصارخة التي تعرض لها ابناء البحرين العزل خلال قمع القوات الحكومية للاحتجاجات الشعبية المسالمة في البحرين وأن السلطات الأمنية استعملت القوة المفرطة وغير المبررة ضد المحتجين، وإن اعترافات المحتجزين انتزعت بالقوة وإن معتقلين تعرضوا للتعذيب القصري والوحشي، وأن عشرات الاشخاص سقطوا برصاص القوات الحكومية دون مبرر ، كما حثت اللجنة على إعادة النظر في أحكام أصدرتها السلطات بحق من اتهمتهم بالمسؤولية عن الاضطرابات.

وتذرع "حمد" المنامة الجاهلية والقبلية بالتدخل الايراني في شؤون بلاده "الأمر الذي دفعه الى استقدام قوات درع الجزيرة للبلاد" متجاهلاً مرة اخرى ما أقرته وأكدته "لجنة البسيوني" في تقريرها الذي قرأته بحضوره في نهاية عملها قائلة "أنه لا توجد أدلة على دور لإيران في الاحتجاجات التي تعم البحرين"،مشددة أنه"لم تكشف الأدلة المقدمة إلى اللجنة بشأن دور ايران في الأحداث الداخلية في البحرين عن علاقة بين الأحداث المعنية ودور إيران"، سعيا منه للتضليل على شعبية الاحتجاجات وذاتية انطلاقاتها بعيداً كل البعد عن أي تدخل أجنبي هدفها الوحيد المطالبة بالاصلاحات والحرية والمساواة وإلغاء التمييز الطائفي والعرقي والعيش بكرامة وسلامة.

وقد أكد الشعب البحريني الأبي وخلال نزوله الى الشوارع في الذكرى الأولى لانطلاق ثورته المباركة رغم كل الاجراءات القمعية والبربرية لقوات آل خليفة ومرتزقتها وداعمها المحتل السعودي ، انه مصر كل الاصرار على مواصلة الدرب والمسيرة حتى إسقاط النظام الخليفي الدموي وتقديم "حمد" ومن معه من أفراد عائلته ومرتزقته وحماته الى المحكمة وانزال القصاص بحقهم لما أرتكبوه من مجازر وتجاوزات واعتداءات يندى لها جبين الانسان أفعال لم يفعلها حتى المحتل الصهيوني الغادر ضد الشعب الفلسطيني.
رایکم
آخرالاخبار