شبکة تابناک الأخبارية: اجرت قناة "روسيا اليوم" مقابلة مع ليونيد شيرشنيوف رئيس مؤسسة الامن القومي والدولي. وقد جاء في المقابلة ما يلي:
- ما مدى اهمية الازمة الايرانية اليوم من المنظور الجيوسياسي؟
- اعتقد ان القضية الايرانية تشكل اليوم مسألة مهمة جدا بالمقارنة مع الأزمات الدولية الاخرى، لانها في الواقع مرتبطة بمخاطر وتهديدات نشوب حرب نووية من الممكن ان تكون الاولى منذ قصف هيروشيما وناغازاكي، ولذلك فان مسؤولية المجتمع الدولي اليوم تكمن في منع تأزم الاوضاع حول ايران وتهدئتها بأي ثمن وعبر الجهود المشتركة.
- ألا تعتقدون ان التهديدات الاسرائيلية بتوجيه ضربة الى ايران هي محاولة من قبل اسرائيل لدفع المجتمع الدولي، وتحديدا الغرب، لتشديد العقوبات على طهران؟
- ما يجري هو لعبة كبيرة، ولكن لكل لعبة قوانينها التي يتمكن احد الاطراف من تحقيق اهدافه تدريجيا، بغض النظر عن ان هذه القوانين قد تخرج عن نطاق رغبات هذا الطرف او ذاك، أي ان الاحداث تأخذ مجراها بشكل لا يستطيع السياسيون تنحيتها عنه او تغييرها، وتصبح هذه الاحداث هي من تتحكم بالسياسيين.
واذا ما تم تصعيد الاوضاع حول ايران عبر التهديدات والحرب الاعلامية فان اندلاع الحرب سيكون امرا واقعا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حتى لو لم يرغب الطرفان في نشوبها.
- في حال وقوع حرب بين ايران واسرائيل، برأيكم ما هي الدول او المناطق التي ستشملها هذه الحرب، والى اي مدى ستطرق ابواب روسيا ومصالحها؟
اعتقد ان اطراف هذه الحرب حددت بشكل واضح منذ زمن، فاسرائيل المعنية الاولى في الحرب على ايران، وكذلك الولايات المتحدة اضافة الى اوروبا وتحديدا بريطانيا توحدها المصالح الجيواستراتيجية والنفط، فايران تسيطر على النفط في تلك المنطقة، وعلى ما يبدو فهذه المنطقة على مدى عدة عقود لن تستطيع الاستغناء عن النفط الايراني. والشيء الثاني هو ان الحديث اليوم يدور عن احلال نظام عالمي جديد والسيادة على العالم التي تسعى الى تحقيقها الولايات المتحدة والناتو. ومن اجل ذلك يعملون على اضعاف القوى التي تقف في طريقهم مثل الصين والهند والعالم الاسلامي وروسيا التي سيطالها نصيب من هذه الحرب فيما لو وقعت، لان روسيا من غير الممكن ان تقف جانبا في كل الاحوال سواء وقعت الحرب ام تأزمت الاوضاع الاقتصادية في ايران، وانا قلت ان تصاعد الازمة سيطال روسيا، لان ايران تقع على الحدود الروسية وهي ايضا دولة صديقة لنا، وحتى انني أؤيد ان تعتبر ايران دولة حليفة لنا في ظل النظام العالمي الجديد، وثالثا فان تأزم الاوضاع سيطال ايضا المصالح الاقتصادية لروسيا لان لنا علاقات وثيقة في المجال الاقتصادي ايضا. زد على ذلك امكانية انتقال المواجهات العسكرية الى الاراضي الروسية انطلاقا من اسس ردة الفعل المتسلسلة التي تبدأ في مكان معين ومن ثم تنتقل لتطال دولا وشعوبا مجاورة.