۳۵مشاهدات

الشيخ قاسم للمنار: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه

أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، مساء الأحد، أنّ "المقاومة جاهزة للدفاع، وليست جاهزة لشنّ معركة"، مؤكداً: "لا يوجد لدينا قرار لشنّ معركة ولا قرار بمبادرة قتال، لكن إذا فُرضت علينا معركة، ولو لم يكن لدينا سوى خشبة، فلن نسمح للإسرائيلي أن يمرّ، سنقاتله حتى لو لم يبقَ منا رجل أو امرأة".
رمز الخبر: ۷۲۰۴۳
تأريخ النشر: 27 October 2025

الشيخ قاسم للمنار: المقاومة جاهزة للدفاع ولديها ردع يمنع تحقيق العدو لأهدافه

أشار الشيخ نعيم قاسم في حوار خاص مع قناة المنار، إلى أنّ "الإسرائيلي يتبع وتيرة الاعتداءات التي نشهدها يومياً تحت ضغط تمارسه أميركا وإسرائيل لتحقيق في السياسة ما لم يحققوه في الميدان".

وقال الشيخ: "إذا شن العدو حرباً على لبنان، فإنه لن يحقق شيئاً"، موصياً بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ومعتبراً أنّ "الجميع سيخرج رابحاً إذا طُبّق الاتفاق، أما إذا لم يُطبّق فلن يحصلوا على نتيجة، ونحن سنستمر بالاستعداد لمقاومة أي عدوان محتمل".

وأوضح أنّ لدى المقاومة "قدر من الردع قد لا يمنع اندلاع الحرب، لكنه يمنع تحقيق العدو لأهدافه"، مؤكداً أنّ "في معركة أولي البأس لم يحقق العدو أهدافه، وهذا الاتفاق أيضاً لن يحقق له ما لم ينجح في تحقيق أهدافه".

وفي ما يخصّ التحقيقات المتعلّقة بالخروقات، لفت الشيخ نعيم إلى أنّ المقاومة "مستمرّة في التحقيقات، وحين تنتهي سنعلن انتهاءها ونطلع الناس على النتائج"، مضيفاً أنّه قد وعد بذلك سابقاً، وأنّ وعده "سيُوفى إن شاء الله".

الدولة مسؤولة عن الدفاع وبسط السيادة

وحين سُئل الأمين العام لحزب الله عن سبب عدم رد الحزب على الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان، قال: "بعد الاتفاق، سلّمنا الأمانة للدولة اللبنانية، وهي المسؤولة عن الدفاع وبسط السيادة وممارسة الضغوط ومنع العدوان".

ودعا الشيخ قاسم الدولة اللبنانية إلى القيام بواجباتها، مشيراً إلى أنّه "مرّت عشرة أشهر ولا تستطيعون أن تتحركوا ولو قليلاً"، معتبراً أنّ سكوت المقاومة "قد لا يستمر طويلاً".

وأردف أنّ "ملف الأسرى اللبنانيين يقع على عاتق الحكومة وعليها أن تتابع الملف وتتصدى له أكثر وتتحرك بفاعلية أكبر".

وشدّد الشيخ نعيم قاسم، على أنّ "الدولة اللبنانية هي التي تقرر كيف تريد العمل داخلياً للتعامل مع السلاح وغير السلاح، ولا علاقة لإسرائيل بذلك".

ونفى الشيخ ما يُقال عن "رفض إيران تسليم السلاح"، مشيراً إلى أنّ "المقاومة في لبنان تتقاطع مع إيران في رفض الاحتلال والسعي لتحرير فلسطين".

وأكد أنّ قرار المقاومة هو "الدفاع والمقاومة حتى آخر نفس، وليجرب العدو أن يعمل على نزع السلاح بنفسه"، لافتاً إلى أنّه "من المفروض على الحكومة اللبنانية أن تتحرك بشكل أكثر فاعلية، لأن وجود الميكانيزم لم يفعل أي شيء سوى خدمة مصالح إسرائيل".

العلاقة مع الدولة اللبنانية

كذلك، قال الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إنّ الموقف إيجابي مع رئيس الحكومة والرغبة قائمة في التعاون وعدم الخلاف، مع الحرص على وحدة البلد.

وأوضح أنّ "لا مشكلة مع رئيس الحكومة ونحن حاضرون للتعاون، وإذا تقدم خطوة نتقدم عشر خطوات"، مضيفاً أنّ "الإيجابية موجودة لكن بعيداً عن القضايا التي تؤدي إلى خلق مشكلة في البلد، والأيام ستثبت ذلك".

وبشأن رئيس الجمهورية، أشار إلى أنّ "الرئيس جوزف عون لديه نفس إيجابي منذ البداية وقد عبّر عنه في مراحل مختلفة، وتنسيقنا معه أساسي وضروري ومستمر، والتواصل موجود بيننا".

وشدّد الشيخ قاسم على أنّ "الجيش محل إجماع اللبنانيين، ويتعامل بطريقة موزونة في موضوع السلاح، وأدعو إلى أن لا يكون هناك أي تفكير في التصادم مع بيئة المقاومة".

العلاقة مع الرئيس بري ممتازة

كما وصف الشيخ نعيم قاسم لـ"المنار"، العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالـ"ممتازة جداً"، مشيراً إلى أنّها "كانت طوال فترة العدوان قائمة على تنسيق دائم، حيث كنا نطلعه على الأجواء وما لدينا في الموضوع المقاوم، وهو يتابع ما لديه".

وأضاف أنّ "أبلغ وأهم محطة في معركة 'أولي البأس' كانت حين أُبرم الاتفاق"، موضحاً: "كنا في كل المحطات مع الرئيس بري على رأي واحد، وعلى قواعد واحدة، وعلى فهم واحد، وهذا سهّل عملية الاتفاق بالصيغة التي ظهرت بها".

ولفت إلى أنّه "بعد الاتفاق، كان التنسيق بيننا على أعلى المستويات، بل إنه محل حسد من الآخرين".

وفي الحديث عن الحرب الإسرائيلية على لبنان في العام 2024، أشار الشيخ نعيم قاسم لـ"المنار" إلى أنه تولى مباشرةً مسؤولياته بعد استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، لافتاً إلى أنه تحدث مع الشهيد السيد هاشم صفي الدين كي ينسّق في الأمور العسكرية، وتولى هو الشؤون السياسية.

وأضاف الشيخ قاسم أنه لم يكن يتوقع فقدان الأمين العام الثاني للحزب بهذه السرعة وبهذه الطريقة، مشيراً إلى أن الحدث شكّل منعطفاً في حياته الشخصية ومسار متابعته للمسؤوليات.

وأوضح أنه لم يشعر يوماً بالوحدة في إدارة شؤون الحزب، قائلاً: "كنا نتشاور مع الإخوان ومع أعضاء مجلس الشورى، ونتخذ القرارات بناءً على رأي جماعي، كما كنا نتشاور مع القيادات العسكرية، نعطي الأوامر ونستمع إلى الاقتراحات".

وشدّد الأمين العام على أن "حزب الله لم يكن يوماً قائماً على شخص واحد، بل على جماعة متكاملة من المجاهدين والكوادر الذين يتقاسمون المسؤوليات والأدوار".

حزب الله بعد الشهيدين السيّدين

وبشأن معركة "أولي البأس"، قال الشيخ إن إنجازاتها "هي إنجازات الحزب والمقاومة جمعاء، وليست إنجازات فرد واحد، فكل هؤلاء الأفراد يؤدّون مهامهم بتكامل ومسؤولية".

ونفى الشيخ قاسم صحة ما يُشاع حول إدارة إيران للمعركة، مؤكداً أن "حزب الله أدار المعركة بقيادته وقياداته والشورى، وبمتابعة مباشرة من المجاهدين والمجاهدات".

ولفت إلى أن الحزب استعاد عافيته سريعاً بعد الاستشهاد، قائلاً: "ملأنا المراكز المختلفة وكانت الإدارة فعّالة من كل الإخوان، رغم أننا مررنا بعشرة أيام صعبة من 27 أيلول/سبتمبر إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر، قبل أن تنتظم الأمور وتستقر القيادة".

وأكّد الشيخ نعيم قاسم أنّ "عملية التواصل والإدارة والقرار بين الأمين العام والقيادة العسكرية كانت قائمة في قيادة معركة أولي البأس"، مضيفاً: "خلال الحرب كانت هناك منظومة قيادة سيطرة سياسية وعسكرية في آنٍ معاً".

ضربة منزل نتنياهو كانت موفّقة

أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ استهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان مقصوداً، وموجَّهاً للمنزل ولغرفة النوم تحديداً، مؤكداً أن الضربة تحققت في المكان المستهدف.

وأشار الشيخ قاسم إلى تفاصيل العملية، قائلاً: "هناك أخ كان معه الخارطة ويعرف التوزيعات، أخبر مسؤوله وأكّد جهوزيته لإعداد إحداثية دقيقة للمنزل". مضيفاً أن الأخّ أخذ الإذن ونفّذ الضربة "وكان موفقاً".

وأكد أن أموراً من هذا النوع ليست معزولة، لافتاً إلى أن "المدرّبين من الإخوة يملكون خبرات عالية، ودليل ذلك أن كل الأماكن التي استهدفوها وأرادوا إصابتها أصابوها".

المقاومة تأثرت بالضربات

وفي معرض ردّه على سؤال عن أنّ الصواريخ من حيث الكمّ والنوع لم تكن بحسب توقّعات الناس، لفت الأمين العام إلى أنّ الضربة التي جرت في 23 أيلول/سبتمبر 2024، كانت "ضربة مؤثرة جداً". وأضاف أن مجمل العمليات آنذاك بلغ 1.600 غارة، وارتقى خلالها 550 شهيداً، مضيفاً أنّ استهداف القيادات لعب دوراً في تقليل قدرته وإنقاص جهوزيته.

وأضاف: "عندما بدأنا بمتابعة المعركة كنا نعمل بقدرة أقلّ من القدرة الأولى، وكنا نعتمد على معطيات نرتّب من خلالها الأثر والنتائج".

التكتيك تغيّر

لفت الشيخ نعيم قاسم، إلى أنّ المرحلة ما بين عامي 2006 و2023، قامت معادلة الردع خلالها في مواجهة الاحتلال على إبراز فائض القوة، وهي مقاربة "خدمت المقاومة وأدّت غايتها في حينها".

وأضاف الشيخ قاسم: "إذا جاء أحدٌ يقول: لماذا فعلتم ذلك؟ فالسؤال ليس: هل فعلناه أم لم نفعله؟ بل: هل أدّى غايته وفائدته أم لا؟".

وأشار إلى أنّ المقاومة اليوم تعتمد تكتيكاً مختلفاً يقوم على العمل من دون استعراض للقوة، قائلاً: "الآن أصبح لدينا تكتيك مختلف وعرض مختلف، على العكس، نحن لا نُظهر فائض قوة، ولا نمتلك فائض قوة. نحن نعمل بطريقة عادية، ولدينا ما يكفينا من القوة، فلماذا نُظهر أكثر مما نملك؟".

قرار خوض حرب الإسناد لغزة كان في مكانه الصحيح

أكد الأمين العام لحزب الله أنّ قرار خوض حرب الإسناد دعماً لغزة كان قراراً مدروساً وصحيحاً في توقيته ومضمونه.

وأوضح الشيخ قاسم أنّ المقاومة اتخذت القرار لأنّه "لا يُعقل أن يكون العدو على حدودنا يشنّ حرب إبادة على المقاومة في غزة، ليتفرغ بعدها لبقية المنطقة"، مذكراً بما أعلنه نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" والذي "يؤكد هذا التوجّه العدواني".

وأضاف أنّ المشاركة في معركة الإسناد كانت منسجمة مع قناعات المقاومة ومبادئها، قائلاً: "من الناحية السياسية، والأدبية، والأخلاقية، ومن منطلق إيماننا وقناعتنا"، مشيراً إلى أنّه "لو تكرّر الأمر، لكررناها على الأساس نفسه والمبدأ ذاته".

وفي هذا السياق، رأى الأمين العام أنّ الربط بين استشهاد السيد نصر الله ومعركة إسناد غزة هو "نوع من التوجّه السياسي الهادف إلى تشويه صورة المشاركة في عملية الإسناد"، مشدداً على أنّ ما جرى "كان في محلّه"، وأنّ السيد "نال ما تمنى من أسمى المراتب، وهي مرتبة الشهادة".

وأضاف الشيخ قاسم أنّ سيّد شهداء الأمة أثبت أنّه ترك وراءه حزباً وأمّة قادرتين على حمل التعاليم التي رسّخها في حياته بقوّةٍ عظيمة، معتبراً ذلك "إنجازاً استثنائياً"، ولافتاً إلى أنّ "جميع الأعداء كانوا يراهنون على أن ما جرى مع حزب الله يمكن أن يُبيده".

قوة الرضوان باقية كما المقاومة باقية ومستمرة

أكد الشيخ نعيم قاسم، أنّ قوة الرضوان والتي تشكل جزءاً أساسياً من قوة المقاومة، "أُصيبت بما أُصيبت به المقاومة عموماً، ففيها خسائر وتضحيات كما هو الحال في باقي القوى والإمكانات والبيئة الحاضنة".

وأوضح الشيخ قاسم أنّ "قوة الرضوان تألّمت وخسرت وقدّمت التضحيات، لكنها باقية ومستمرة كما المقاومة باقية ومستمرة اليوم"، لافتاً إلى أنّ المقاومة "أُصيبت بأضرار كثيرة وقدّمت خسائر وتضحيات كبيرة لم يُكشف عن جميعها".

وأضاف الأمين العام أنّ هذه التضحيات "أكدت أننا ما زلنا نقف بثبات على أقدامنا، وأن جوهر القوة ليس في السلاح فقط، بل في الإيمان والإرادة، وهذان الإيمان والإرادة ما زالا حاضرين بقوة".

واعتبر أنّ "التعافي الحقيقي ظهر في جمهور المقاومة الذي احتشد في التشييع المليوني، وفي التجمع الكبير للكشاف "الذي يصنع المستقبل".

رایکم