
وفي حوار خاص، حول مختلف جوانب ردّ حركة حماس على الاقتراح المقدّم من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الحرب والمجازر والإبادة الجماعية في قطاع غزة، قال ممثل حركة حماس في إيران،خالد القدومي: "من المعروف أن حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أعلنت موافقتها المشروطة على هذا الاقتراح بهدف وقف الحرب والجرائم المستمرة ضد شعبنا في غزة، ولإجلاء قوات الاحتلال وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين".
وأوضح القدومي أن مسؤولية تنفيذ هذا التفاهم ومنع المزيد من الجرائم تقع على عاتق أمريكا والكيان الإسرائيلي، وقال: "بعبارة أخرى، لقد قبلنا اقتراح ترامب وأعلنا ذلك بعقلٍ ومنطقٍ وسعة صدر. وسنشارك في المفاوضات لبحث تفاصيل هذا الاقتراح، وهي تفاصيل يجب أن تنفَّذ بما يخدم مصلحة شعبنا ويساهم في وقف إراقة الدماء والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني".
ورأى ممثل حركة حماس في ايران، ان هذا الإجراء يُعد حقا نقطة تاريخية، خاصة لأولئك الذين كانوا حتى الآن يختلقون الذرائع، لا سيما أولئك المجرمين والمتشددين الموجودين على رأس الكيان الصهيوني. فقد أعلنت حركة حماس موقفها في بيان رسمي، بعد تنسيق وتشاور كامل مع الاخوان في فصائل المقاومة بغزة، وانطلاقا من شعورها بالمسؤولية الوطنية.
وأشار القدومي الى أن الوضع الحالي لا يزال مقلقا للغاية، وقال: "حتى هذه اللحظة، ازداد عدد الشهداء منذ الصباح، وما زال الكيان الصهيوني يواصل غاراته الجوية والعمليات العسكرية. منذ اليوم الأول، أعلنّا استعدادنا الكامل لتبادل الأسرى ووقف الحرب.
وتابع :الآن نحن حقا أمام لحظة تاريخية، نتوقع فيها أن يوظّف الرئيس الأمريكي هذا الإنجاز السياسي، ويحترم الموقف الموحّد لفصائل المقاومة في غزة وفلسطين، ليتخذ خطوات فعلية لوقف الحرب وإنهاء هذه الجرائم. إن مرتكبي هذه الجرائم يجب أن يتوقّفوا ويُحاسبوا لمنع وقوع مزيد من الضحايا.
وبخصوص الاقتراح المصري، المدعوم تماما من الدول العربية، لإدارة قطاع غزة بعد وقف الحرب،اكد قدومي: إننا نرحب بتشكيل لجنة وطنية فلسطينية من التكنوقراط تتولى مسؤولية إدارة الأوضاع الطارئة، وتوزيع المساعدات الإنسانية، وإعداد الظروف لإجراء انتخابات.
واستطرد موضحا :لقد شددنا على أن هذه اللجنة ليست سياسية، ولا يشترط أن يكون لحماس عضوية مباشرة فيها؛ هدفنا هو أن تتم عملية إعادة الإعمار، وتوفير الغذاء، وتقديم المساعدات للشعب بسرعة وفعالية بعد انتهاء الحرب. وقد تم توضيح تشكيل اللجنة الوطنية الفلسطينية في بيان حماس، بدعم من الدول العربية والإسلامية، وقد وافقنا على هذا الاقتراح منذ البداية.
وتابع ممثل حماس في إيران: "نحن نمتلك الإرادة والمسؤولية الوطنية الكاملة لوقف الحرب وإنقاذ شعبنا. هدفنا هو تحسين الوضع الراهن، وإنهاء إبادة العدو، وتوفير بيئة آمنة وخالية من التوتر للمواطنين. ولن نتردد في دعم أي خطوة من شأنها تقليل عدد الضحايا".
وفي سياق حديثه، أشار القدومي إلى سؤال جوهري، قائلا: "لماذا، في الوقت الذي كان فيه الاقتراح الأمريكي قيد الدراسة في الدوحة، كانت ردّة فعل العدو هي شنّ هجمات وحشية ومجرمة ضد قادتنا؟ هذا السؤال لا ينبغي طرحه على حماس وحدها، بل يجب طرحه أيضا على البيت الأبيض وعلى أولئك المسؤولين عن هذه التصرفات. هل هناك حقا إرادة حقيقية لتحقيق هذا الحل وضمان مصالح الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة؟".
وخلُص ممثل حركة حماس في ايران في نهاية حديثه الى القول: "مواقفنا وطلباتنا الأساسية واضحة: وقف الحرب، وانسحاب كامل قوات الاحتلال الصهيوني، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار، ثم تبادل الأسرى ومتابعة الحلول السياسية التي تؤدي إلى انتخابات. هذا هو الطرح الشامل، لكن نجاحه مشروط بالإرادة والعزم الدوليين والدعم الجاد من الوسطاء. فقط في وجود هذه الإرادة يمكننا أن نأمل في تحقيق هذا التفاهم وإنهاء الأزمة".