
وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكسان إلى يريفان ظهر يوم الاثنين 18 أغسطس/آب، في اليوم الأول من زيارته الرسمية لأرمينيا. وتكتسب هذه الزيارة، التي جاءت بدعوة من السلطات الأرمينية، أهمية خاصة في إطار تطوير العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون الإقليمي.
يعتقد الخبراء أن تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول الجوار، وخاصة في جنوب القوقاز، يُمكن أن يلعب دورًا فعالًا في تعزيز مكانة إيران في التطورات الإقليمية وخلق فرص جديدة للتعاون في مجالات التجارة والطاقة والنقل. تُعدّ زيارة بزشكيان إلى يريفان فرصةً لبحث سبل تعميق العلاقات بين طهران ويريفان، والتأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن المستدامين في المنطقة.
قبيل مغادرته إلى أرمينيا وبيلاروسيا، صرّح الرئيس الايراني، موضحًا أهداف زيارته إلى هذين البلدين، وقال: "تأتي هذه الزيارة في إطار جهودنا المتواصلة لتعزيز وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة، والتي لطالما كانت من أولويات السياسات الكلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تحظى باهتمام قائد الثورة الاسلامية".
لدى جيراننا الأعزاء، وخاصةً دولة أرمينيا الصديقة والجارة، تاريخٌ طويلٌ واستراتيجيٌ في التفاعلات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية معنا. وقد سعينا دائمًا للحفاظ على هذه العلاقات وتوسيعها على أعلى مستوى من التعاون والتفاهم، ولحسن الحظ، بذل الجانب الأرميني جهودًا حثيثة لتعزيز هذه الروابط. وفي هذا الصدد، تم توقيع العديد من الاتفاقيات والموافقة على العديد من التسهيلات بشأن التعاون بين البلدين.
المحادثات الإيرانية الأرمينية تتناول تحديات تواجد الشركات الأمريكية في المنطقة
وأكد الرئيس الايراني أن تركيزنا خلال هذه الزيارة سينصب على مواصلة وتعميق الاتفاقيات القائمة، لا سيما في المجالات التي يمكن أن تلعب دورًا محوريًا اقتصاديًا وثقافيًا، وتساهم في تسريع عملية التعاون؛ وقال: "من أهم محاور المحادثات الممر الشمالي الجنوبي، الذي يمكن أن يوفر فرصًا جديدة لتطوير التعاون بين البلدين. كما سيتم مناقشة مسار الشرق والغرب كمنصة مناسبة لتطوير وتسهيل تدفقات التجارة الإقليمية".
وأوضح بزشكيان أن أحد أهم مخاوفنا في هذا الصدد هو تواجد الشركات الأمريكية في المنطقة، الأمر الذي يثير القلق؛ وقال: "أظهرت التجارب السابقة أن بعض هذه الشركات اتخذت إجراءات غير متوقعة وغير مرغوب فيها تحت ستار الأنشطة التجارية. لذلك، سنجري مناقشات جادة بشأن المخاوف والتحديات المتعلقة بهذه القضية".
كما أشار الرئيس إلى الوثائق والاتفاقيات التي ستُوقّع خلال هذه الزيارة في مجالات أخرى، بما في ذلك القضايا التقنية والهندسية والبناء والتعدين والفنية والاجتماعية، وأضاف: "لا شك أن هذه الوثائق والاتفاقيات القيّمة سترفع مستوى التعاون. كما أن عضويتنا في الاتحاد الأوراسي، الذي يلعب دورًا هامًا في تحسين وإصلاح التوجهات الاقتصادية للبلاد، ستتيح فرصًا جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية".
السفر إلى بيلاروسيا وتطوير التعاون الإقليمي
بعد الاجتماع مع السلطات الأرمينية ستكون زيارة رسمية إلى بيلاروسيا على جدول الأعمال. في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعلمية، ومن المؤمل أن تتسارع هذه العملية أيضًا في مجالات مثل نقل التكنولوجيا والزراعة والصناعة والقضايا الاجتماعية.
يُذكر أن بيلاروسيا دأبت على اتخاذ مواقف مبدئية وحازمة في المحافل الدولية دعمًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما في ذلك إدانة الهجمات الإسرائيلية على بلدنا والاعتداءات على غزة.
الأرمن شريجة محبوبة في المجتمع الإيراني
مساء الاثنين، 18 أغسطس/آب، وفي أول برنامجٍ له من رحلته إلى أرمينيا، أعرب مسعود بزشكيان، في لقاءٍ مع باحثين أرمن في الشؤون الإيرانية، بعد استماعه إلى كلمات عددٍ منهم حول التقارب الثقافي والقواسم المشتركة الحضارية بين البلدين، عن سعادته بالتواجد في هذا التجمع، وأشار إلى قصيدة سعدي الشهيرة التي تم نشيده في هذا التجمع، وقال: "إذا جعلنا قصيدة "بني آدم أعضاى يكديكرند كه در آفرينش زيك جوهرند(ابناء آدم هم أعضاء بعضهم البعض وجوهرهم واحد)..." أساسًا لتفكيرنا وأفعالنا، لحُلّت مشاكلٌ كثيرة".
وفي إشارةٍ إلى شعبية الأرمن في المجتمع الإيراني، قال بزشكيان: "لطالما ذُكرت صحةُ نفس الأرمن وصدقُهم في أشعار الشعراء الفرس العظماء، ولا يزال الأرمن اليوم عزيزًا على قلوب الإيرانيين. فالشعبان الإيراني والأرمني جاران منذ آلاف السنين. قد ينسى المرء الكثير ممن التقى بهم في الماضي البعيد، لكنه لا ينسى أبدًا من نال منه الخير والمودة. لم يرَ الشعبان الإيراني والأرمني سوى الخير واللطف والمودة والصداقة بينهما".
وفي إشارة إلى شعبية المواطنين الأرمن والأرمن عمومًا في المجتمع الإيراني، قال: لطالما ذُكرت صحة روح المواطنين الأرمن وصدقهم في أشعار الشعراء الفرس العظماء، ولا يزال الأرمن اليوم عزيزًا على قلوب المجتمع الإيراني.
قال الرئيس: "بإمكان الشعبين الإيراني والأرمني تطوير وتنويع علاقاتهما وتعاونهما في ظل الصداقة والقواسم الثقافية والتاريخية والحضارية المشتركة. لقد جئنا إلى هنا لتعميق وتعزيز التفاعلات بين البلدين، وقد سررنا وسعدنا للغاية بتعبيركم عن حبكم لإيران بلهجتكم العذبة وباللغة الفارسية. وأنا على ثقة بأن هذه النظرة الجميلة والودية ستسهم في توسيع نطاق العلاقات، لنعمل معًا على تحقيق المزيد من السلام والهدوء والاستقرار والصداقة والتقدم للشعبين".
بزشكيان يزور المسجد الأزرق في يريفان ويصلي مع المصلين
خلال زيارته لأرمينيا، زار المسجد الأزرق في يريفان، وجال في أرجائه المختلفة، وأدى صلاتي المغرب والعشاء مع المصلين. يعود تاريخ المسجد الأزرق في يريفان (مسجد مدرسة حسين علي خان) إلى القرن الثامن عشر، الموافق للقرن الثاني عشر، وقد بُني بالقرب من الساحة (سوق يريفان التاريخي)؛ وهو مكان يُستخدم الآن كمبنى كبير مغطى يُسمى السوق القديم.
يُعرف المسجد الأزرق أيضًا باسم حسين علي خان، مؤسسه. بُني هذا المسجد، الذي كان المسجد الرئيسي للمدينة، عام 1179 هـ بتكلفة تزيد عن 6000 تومان، دفعها حسين علي خان (قاجار) بيغلار بيغي، حاكم يريفان، ويقع الآن في مركز المدينة.
هدف زيادة حجم التبادل التجاري بين إيران وأرمينيا بمقدار 3 مليارات دولار
أعلن السيد محمد أتابك، وزير الصناعة والمناجم والتجارة، خلال زيارة الرئيس بزشكيان إلى أرمينيا، في اجتماع مع وزير الاقتصاد الأرميني، أن حجم التبادل التجاري بين طهران ويريفان سيصل إلى 3 مليارات دولار.
وكان تشكيل فريق عمل مشترك بحضور نواب من الجانبين لتسريع التفاهمات وتسهيل المعاملات لتحقيق 3 مليارات دولار في مجال الصناعة والتجارة أحد المقترحات المشتركة التي طرحها أتابك وجورج بابويان خلال هذا الاجتماع.