۸۹مشاهدات
مقابلة "تابناك" الحصرية مع السفير الباكستاني في إيران:

زيارة الرئيس الإيراني إلى باكستان "مهمة للغاية" في هذا الوقت/نخطط لزيادة التجارة مع إيران إلى 10 مليارات دولار

يعتقد السفير الباكستاني لدى إيران أننا نمر بتغيرات كبيرة جداً، لذا فإن التفاعلات بين إيران وباكستان وتعميقها في هذا الوقت مهمة جداً.
رمز الخبر: ۷۱۷۰۵
تأريخ النشر: 29 July 2025

القسم الدولي لموقع "تابناك": في تطورٍ هام، أعربت باكستان عن تضامنها مع إيران عبر قنواتٍ متعددة، عقب تصاعد الحرب الإسرائيلية الأمريكية على إيران. ففي 23 يونيو/حزيران 2025، أدانت إسلام آباد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف ثلاثة مفاعلات نووية، وذلك بعد يومٍ واحدٍ من ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لدوره في حل النزاع الأخير بين إسلام آباد والهند بشأن كشمير.

وفي اتصالٍ هاتفيٍّ بين رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أدان شريف الهجمات الإسرائيلية على إيران. كما أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف دعم بلاده الكامل لإيران، مشيرًا إلى أن باكستان ستحمي المصالح الإيرانية من العدوان الإسرائيلي. كما دعا إلى عقد اجتماعٍ طارئٍ لمنظمة التعاون الإسلامي لصياغة استراتيجيةٍ مشتركةٍ للرد على العدوان الإسرائيلي.

أقرّ مجلس الشيوخ الباكستاني لاحقًا مشروع قرار يدعم إيران في مواجهة الهجمات الإسرائيلية. كما وقّع وزير الخارجية الباكستاني بيانًا مشتركًا لوزراء خارجية 20 دولة، منها مصر وتركيا والأردن ومجلس التعاون والعراق ودول أفريقية. أدان البيان الهجمات الإسرائيلية، وشدد على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، ومبادئ حسن الجوار، وحل النزاعات بالطرق السلمية.

وفي هذا الصدد أجرى مراسل "تابناك" مقابلة خاصة مع "محمد مدثر تيبو"، السفير الباكستاني لدى إيران، وفيما يلي نصها:

خلال الحرب والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، دعمت باكستان، حكومةً وشعبًا وبرلمانًا، إيران بقوة. حظيت إيران بدعم العديد من الدول، لكن دعم باكستان، حكومةً وشعبًا، كان قويًا ومتميزًا. ما أسباب ذلك؟

تربطنا علاقات راسخة في التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة. إن رؤية باكستان حكومةً وشعباً وفهمها لقضايا العدالة والأخلاق والقانون الدولي دفعها إلى دعم حق إيران في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. تعكس هذه القضية الرؤية والإيمان العميقين لباكستان وقيادتها بشأن ماهية النظام السياسي. في رأيهم، ينبغي أن يقوم النظام السياسي على الاعتبارات الأخلاقية واحترام القوانين الدولية. لقد قدمنا دعمنا الدبلوماسي الكامل لإيران في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المحافل. أعتقد أن التواصل والتعاون بين قادة إيران وباكستان خلال العامين الماضيين كانا قويين ومثاليين للغاية.

كما أن علاقاتنا التاريخية وعلاقات الجوار كانت جميعها أسبابًا وعوامل أخرى لدعم باكستان القوي وموقفها. يسعدني جدًا أن الرئيس بزشكيان والبرلمان الإيراني والعديد من وسائل الإعلام الإيرانية عبّروا عن امتنانه وسعادتهم بدعم باكستان. كسفير، لا بد لي من القول إن هذا كان شرفًا عظيمًا لي. ويسعدني أننا عملنا وفقًا للمبادئ وتمكّنا من التقريب بين الشعبين والبلدين.

من المقرر أن يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، باكستان قريبًا. ما هو الموعد المحدد لهذه الزيارة، وما هي القضايا المدرجة على جدول الأعمال التي سيتم مناقشتها خلال هذه الزيارة؟

برأيي، نمر بمرحلة تاريخية وجيوسياسية بالغة الأهمية في المنطقة. نمر بتغيرات كبيرة، ولذلك تُعد التفاعلات بين البلدين في الوقت الحالي وتعميقها أمرًا بالغ الأهمية. يؤكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، ورئيس ووزير خارجية إيران، على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وتنشيطها. نعتزم زيادة حجم تبادلاتنا التجارية إلى 10 مليارات دولار، وتعزيز علاقاتنا السياسية، وتعزيز المرافق الحدودية بين البلدين. تُعد زيارة السيد بشكيان في هذه المرحلة الحرجة بالغة الأهمية لتعزيز العلاقات بين البلدين.

في خضم العدوان الإسرائيلي على إيران، أشار وزير الدفاع الباكستاني، السيد آصف، إلى هجمات إسرائيل على اليمن ولبنان وسوريا، ودعا إلى وحدة الدول الإسلامية في مواجهة الكيان الصهيوني. وصرح بأنه إذا لم تتحد الدول الإسلامية الآن، فسيكون مصيرها واحدًا. ما هي الخطوات التي تنوي باكستان اتخاذها لتحقيق هذا الهدف؟

لنلقِ نظرة على قوة باكستان: 240 مليون نسمة، وموقعها الجغرافي، وبنيتها التحتية التقنية القوية وقدراتها العسكرية، وحجم اقتصادها، ودورها في المؤسسات الدولية، وعلاقاتها مع دول الخليج الفارسي والشرق الأوسط وإيران وآسيا الوسطى، كلها عوامل تجعلها لاعباً محورياً في رسم مستقبل المنطقة بأسرها.

إن قدرات باكستان عالية جداً، والسؤال هو كيف يمكننا التعاون وبناء الثقة مع الدول الإقليمية والإسلامية؟ وفي هذا الصدد، تُعدّ إيران أيضاً دولة مجاورة مهمة للغاية تتمتع بموقع جغرافي ممتاز وقدرات عالية. أعتقد أن باكستان قادرة على لعب دور مهم في المنطقة، وإنجازاتنا الدبلوماسية جلية.

في الوقت الذي تسعى فيه باكستان إلى بناء عالم إسلامي، تسعى أيضًا إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة. هل تعتقد أن هذا سيؤثر سلبًا على جهود باكستان لتوحيد العالم الإسلامي؟

هذا يُظهر مدى قدرات باكستان. تتمتع باكستان أيضًا بعلاقات جيدة جدًا مع الولايات المتحدة في المجالين العسكري والتجاري، ونتفاوض مع الولايات المتحدة لتحسين علاقاتنا التجارية، كونها أكبر اقتصاد في العالم.

في الوقت نفسه، لدينا علاقاتنا الخاصة مع إيران، ونخطط لزيادة حجم تجارتنا إلى 10 مليارات دولار. أعتقد أننا نستخدم قدراتنا لتعزيز السلام في المنطقة، وينبغي للمجتمع الدولي الترحيب بذلك وتقديره.

صرح وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، مؤخرًا لقناة العربية أن باكستان تسعى إلى جمع الولايات المتحدة وإيران على طاولة المفاوضات. هل يعني هذا أن إسلام آباد تنوي التوسط بين طهران وواشنطن؟

كما ذكرتُ، إذا نظرنا إلى العلاقات الإيرانية الباكستانية خلال العامين الماضيين، فسنرى أنها قد تعمقت وتحسنت. نريد السلام والتنمية في المنطقة. لذلك، أي شيء يُضعف السلام والتنمية في المنطقة، ستتبعه باكستان.

رایکم
آخرالاخبار