
استقبل سماحة قائد الثورة الإسلامية، آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (مد ظله العالي)، نواب مجلس الشورى الاسلامي في حسينية الأمام الخميني (رض).
واستهل سماحته اللقاء بتقديم التباريك والتهاني بعيد الغدير الاغر الذي يعد حقا عيد عظيم للعالم الإسلامي، مشيرا الى انه ينبغي الانتباه الى مفاهيم واسعة في حادثة الغدير تُسهم في معرفة الإسلام، لانها حادثة لا تتضمن فقط تعيين أمير المؤمنين الامام علي(ع) خليفة بعد النبي (ص) على المسلمين، بل هناك مفاهيم أخرى مهمة في صميمها".
كما أشار سماحته الى مكانة مجلس الشورى الاسلامي وقال: " "إلى جانب الوزن القانوني والمعيار الموجود في جميع المجالس الذي يجعلها على مستوى عالٍ، لدينا معيار آخر، وهو الوزن الحقيقي؛ وهو موجود في بعضها، وغير موجود في بعض الأخرى".
وتابع: "إذا نظرنا إلى الأمر من هذا المنظور، ستتضح لنا مكانة مجلس الشورى الإسلامي في الجمهورية الإسلامية. ما أود قوله: "بصفتكم مجلس الشورى الإسلامي في البلاد، فإن مكانتكم وقدركم في هذا العالم الذي نشهده لا مثيل لهما. أنتم مجلس الشورى الإسلامي".
ولفت إلى أنه ينبغي على البرلماني أن يعتبر نفسه مسؤولاً أمام الله والقانون. وهذا الامر يقتضي ان لا تدخّل مصالحها الشخصية في اتخاذ القرارات والتصويت، مؤكدا: "ينبغي أن يكون مجلس الشورى الإسلامي رمزاً للإرادة والتصميم الوطنيين".
وأردف قائلا: "إن من أمثلة تعاون البرلمان مع الحكومة، تقليل عدد استجواب المسؤولين الحكوميين المستدعين إلى البرلمان، وتقليل عدد الأسئلة الموجهة إليهم وفي هذه الحالات، يجب الالتزام بالحد الأدنى".
واعتبر أن الوضع القانوني للسلطات التشريعية في العالم متشابه وينبع من المكانة العظيمة للقانون،مضيفا ان القانون هو شرط أساسي للحياة الاجتماعية الإنسانية، ومن الناحية العقلانية فإن القوانين التي يتم سنها بحكمة جماعية ومن قبل الممثلين المنتخبين للشعب، تتمتع بقدر أعظم من الصلاحية والقيمة.
واضاف سماحته انه وانطلاقا من هذا المعيار الأساسي فإن مكانة مجلس الشورى الإسلامي والممثلين المنتخبين للشعب الإيراني لا مثيل لها بين مجالس العالم، ولهذا السبب أطلق الإمام الخميني (رض) على المجلس اسم جوهر فضائل الشعب.
وفي إشارة إلى الممارسات والاتجاهات السياسية المختلفة في مختلف فترات البرلمان، قال قائد الثورة الاسلامية انه ومع ذلك فإن المكانة البارزة والمتميزة لمجلس الشورى الإسلامي الايراني تختلف عن جميع البرلمانات الأخرى في العالم، واحترامها واجب عالمي.
ومضى سماحته يقول انه في ضوء الطبيعة النبيلة والطاهرة لمجلس الشورى الإسلامي الايراني فإن كل فكر وعمل وجهد وتشريع فيه هو عبادة،مؤكدا على ضرورة الحفاظ على هذه الطبيعة النبيلة وإدارتها من خلال الالتزام بالمتطلبات والممنوعات، موضحا ان مسؤولية هذا الأمر المهم للغاية تقع على عاتق أعضاء مجلس الشورى الاسلامي.
كما اعتبر قائد الثورة الاسلامية ،التنسيق والاجتماعات المشتركة لرؤساء السلطات أساسا مناسبا لحل قضايا البلاد،مؤكدا على أهمية متابعة مسألة تعديل القوانين، ونصح النواب بالمشاركة الفاعلة في جلسات الندوة العامة واللجان البرلمانية بالتحضير والدراسة، اوصاهم أيضا بالتعاون مع الحكومة.
هذا وأكد سماحته على حق البرلمان في استجواب واستدعاء الوزراء أو التحقيق مع الأجهزة الحكومية في القضايا بناء على تقارير رسمية وموثوقة، مضيفا انه في الإجراءات الرقابية يجب الاقتصار فقط على الأمور الأساسية والضرورية.
ورأى قائد الثورة الاسلامية أن الرد الموحد والقوي والحاسم على التصريحات غير الحكيمة أو الاتهامية ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية هي من واجبات النواب.