۱۲۰مشاهدات
في رسالته لحجاج بيت الله الحرام؛

قائد الثورة: العالم الإسلامي بحاجة إلى تطبيق دروس الحج لوقف مآسي غزة

دعا قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي في رسالته لحجاج بيت الله الحرام، العالم الإسلامي إلى تطبيق دروس الحج لوقف مآسي غزة.
رمز الخبر: ۷۱۴۷۶
تأريخ النشر: 05 June 2025

فيما يلي، نص رسالة قائد الثورة الإسلامية التي قرأها صباح اليوم (الخميس) حجة الإسلام والمسلمين نواب (ممثل الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة ورئيس الحجاج الإيرانيين) في صعيد العرفات:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد المصطفى، وعلى آله وصحبه المنتجبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الحج هو أمل المؤمنين، وعيد الراغبين، وقوت المحظوظين. وإذا اقترن بمعرفة خباياها الغامضة فهو الشفاء من أعظم آلام الأمة الإسلامية، بل وآلام البشرية جمعاء.

إن رحلة الحج ليست كغيرها من الرحلات التي تكون للتجارة أو السياحة أو غيرها من الأغراض المتنوعة، وربما تتم فيها عبادة أو عمل صالح؛ إن رحلة الحج هي ممارسة الهجرة من الحياة العادية إلى الحياة المرغوبة. الحياة المرغوبة هي حياة توحيدية يكون فيها الطواف الدائم حول محور الحق، والسعي الدائم وسط القمم الصعبة، والرمي الدائم على الشيطان الرجيم، والقيام بصلاة ممزوجة بالذكر والدعاء، وإطعام الفقراء العالقين والعابرين، والمساواة بين جميع الناس باى لون وعرق ولغة وجغرافية، والاستعداد للخدمة واللجوء إلى الله، ورفع راية الدفاع عن الحق في كل وقت، هي المكونات الأساسية الدائمة. وتجمع مناسك الحج نماذج رمزية من هذه الحياة، وتعرف الحاج بها وتدعوه إليها.

يجب سماع هذه الدعوة؛ ينبغي أن ينفتح القلب والعينان الخارجي والداخلي؛ يجب عليك أن تتعلم وتصمم على تطبيق هذه الدروس. كل شخص، في حدود قدرته، يستطيع أن يخطو خطوة على هذا الطريق. والعلماء والمثقفين وأصحاب المناصب السياسية والمكانة الاجتماعية أكثر من غيرهم.

إن العالم الإسلامي يحتاج إلى تطبيق هذه الدروس الآن أكثر من أي وقت مضى. وهذا هو موسم الحج الثاني، الذي يتزامن مع المآسي التي تشهدها غزة وغرب آسيا. لقد أوصلت العصابة الصهيونية الإجرامية التي تحكم فلسطين الكارثة في غزة إلى حد لا يصدق من القسوة والوحشية والشر الذي لا مثيل له. والآن يُقتل الأطفال الفلسطينيون عطشاً وجوعاً، بفعل القنابل والرصاص والصواريخ. يتزايد عدد العائلات الحزينة من أحباء وشباب وآباء وأمهات يوما بعد يوم. من الذي يجب أن يقف في وجه هذه الكارثة الإنسانية؟

ولا شك أن الحكومات الإسلامية هي المخاطب الأول بهذا الواجب، والشعوب هي التي تطالب الحكومات بالعمل به. قد تكون للحكومات الإسلامية اختلافات سياسية في الرأي حول قضايا مختلفة، ولكن هذا لا ينبغي أن يمنعها من التوصل إلى اتفاق والتعاون بشأن قضية غزة الرهيبة والدفاع عن أكثر مجموعة من الناس مظلومين في العالم اليوم. يجب على الحكومات الإسلامية أن تقطع كل سبل المساعدة عن الكيان الصهيوني وتمنع المجرم من مواصلة سلوكه الوحشي في غزة. أمريكا شريكة مؤكدة في جرائم الكيان الصهيوني؛ ويجب على الذين علاقات لهم مع الأميركيين في هذه المنطقة والمناطق الإسلامية الأخرى أن يستمعوا إلى نداء القرآن الكريم للدفاع عن المظلومين وإجبار الحكومة الأميركية المتغطرسة على وقف هذا السلوك الظالم. وتعتبر طقوس البرائة في الحج خطوة في هذا الاتجاه

إن المقاومة المذهلة لشعب غزة وضعت القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات العالم الإسلامي وكل أحرار العالم. ويجب اغتنام هذه الفرصة والإسراع في مساعدة هذه الأمة المضطهدة. ورغم مساعي المتغطرسين وأنصار الكيان الصهيوني لنسيان اسم وذكرى القضية الفلسطينية، إلا أن الطبيعة الشريرة لقادة هذا الكيان وسياساتهم الغبية خلقت وضعاً أصبح فيه اسم فلسطين اليوم أكثر إشراقاً من أي وقت مضى، وأصبحت الكراهية العامة للصهاينة وأنصارهم أعظم من أي وقت مضى. وهذه فرصة مهمة للعالم الإسلامي.

يجب على المتحدثين وأصحاب السلطة الاجتماعية أن يعملوا على توعية الشعوب وحساسيتها وتوسيع المطالب المتعلقة بفلسطين. ولا ينبغي لكم أيها الحجاج المباركون أن تفوتوا فرصة الدعاء والاستعانة بالله تعالى خلال مناسك الحج، وطلب النصر من الله تعالى على الظالمين الصهاينة وأعوانهم.

وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين، والسلام على سيدنا صاحب العصر والزمان(عجل الله في فرجه الشريف).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السيد علي خامنئي

رایکم