
صرّح وزير الخارجية الإيراني، سيد عباس عراقجي، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي: "أُعرب عن امتناني للمحادثات الجيدة التي جرت بيني وبين وزير الخارجية المصري، وقد قدّم معالي الوزير شرحًا مُفصّلًا حول محادثاتنا. كما أشكر الرئيس المصري على لقائي اليوم، وهذه هي المرة الرابعة التي ألتقي فيها بالرئيس المصري خلال العام الماضي".
وأشار عراقجي الى اللقاءات التي جرت حتى الآن بين الرئيس المصري والرئيس الايراني، وتابع: "لم تُعقد مثل هذه اللقاءات في المنطقة خلال زيارات الرؤساء، وهذه اللقاءات تُبرهن على أهمية العلاقات بين البلدين".
وأشار إلى لقاءاته الثنائية مع نظيره المصري، قائلاً: "إن اللقاءات الثنائية التي عُقدت بيني وبين وزير الخارجية المصري تُجسّد إرادة البلدين الراسخة لتطوير العلاقات والتشاور والتعاون السياسي".
وأكد وزير خارجية بلادنا أن التعاون السياسي والاقتصادي بين إيران ومصر مستمر في جميع المجالات، لما لهذين البلدين العظيمين في المنطقة من تاريخ وحضارة عريقة، ولذلك تلعب إيران ومصر دورًا هامًا في المنطقة.
وأشار عراقجي إلى أن إيران ومصر تلعبان دورًا هامًا في تحقيق السلام والأمن الإقليميين، وكذلك في تحقيق التنمية والتقدم في المنطقة، ولا شك أن لدى البلدين إرادة مشتركة في هذا الصدد.
وأضاف: "في اللقاء الثنائي الذي عقدناه اليوم، أعربنا عن عزمنا على تطوير العلاقات بين البلدين. كما ناقشنا إزالة التحديات. أود أن أقول إنه لا توجد عقبات أمام تطوير العلاقات بين البلدين، وسيتم إزالة بعض العقبات قريبًا. قد يحدث هذا في الأسابيع القليلة المقبلة".
كما صرح وزير الخارجية قائلاً: "إن الطريق لتطوير العلاقات بين إيران ومصر مفتوح أكثر من أي وقت مضى. اتفقنا على مواصلة المحادثات والمشاورات السياسية بين البلدين بشكل مستمر. واتفقنا على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. كما اتفقنا على تعزيز التبادل السياحي بين إيران ومصر وزيادة حجم السياحة الثنائية".
وشكر عراقجي مصر وقطر على جهودهما لوقف إطلاق النار في غزة، وتابع: "ندعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وندعم أي وقف لإطلاق النار يؤيده أهالي غزة. نأمل أن يتم تثبيت وقف إطلاق نار فوري ودائم، وأن يتم تبادل الأسرى، وأن يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة".
وفيما يتعلق بالمفاوضات التفصيلية التي جرت مع وزير الخارجية المصري حول محور اليمن والبحر الأحمر، صرّح عراقجي قائلاً: "بالطبع أن حركة أنصار الله في اليمن، مثل حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وجماعات المقاومة الأخرى، جماعة مستقلة تتخذ القرارات..نحن ندعم جهودها المشروعة في المنطقة، لكن هذا لا يعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأمرهم أو تمنعهم، فلديهم مبادئ وأهداف يسعون لتحقيقها".
وأوضح وزير خارجية بلادنا قائلاً: "إن الشعب اليمني يريد دعم الشعب الفلسطيني وشعب غزة، وقد أعلن اليمنيون بوضوح أنه في حال وقف إطلاق النار، سيوقفون عملياتهم في البحر الأحمر، وستكون عملياتهم فقط ضد السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني".
واستكمل عراقجي حديثه مؤكداً دعمنا للسلام والهدوء في المنطقة، قائلاً: "نأمل أن تُحل القضايا الإقليمية والدولية عبر الحوار والتفاوض، ونحن نعمل على هذا الأمر ومستعدون للتعاون في هذا الصدد".
تناول وزير الخارجية الإيراني جزءًا من تصريحاته مع نظيره المصري بشأن المحادثات الإيرانية الأمريكية، وأضاف: "شرحتُ بالتفصيل المحادثات الإيرانية الأمريكية بشأن الطاقة النووية لأشقائنا المصريين، وخاصةً رئيس هذا البلد. لدى الجمهورية الإسلامية الايرانية برنامج نووي سلمي، ولدينا ثقة تامة في الطابع السلمي لبرنامجنا النووي، ونحن مستعدون لنقل هذه الثقة إلى أي طرف أو جماعة".
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، أكد وزير الخارجية الإيراني: "ليس لدينا ما نخفيه في برنامجنا النووي. برنامجنا النووي سلمي، ومسألة التخصيب تجري سلميًا. هذا إنجاز علمي عظيم حققناه بفضل علمائنا، ودفعت الأمة الإيرانية ثمنًا باهظًا لتحقيقه. كما ضحى علماؤنا بدماء أبنائهم في سبيل التقدم النووي لبلادنا، ولدينا شهداء نوويون في هذا المجال. وهذا مصدر فخر علمي للإيرانيين".
اعتبر عراقجي استخدام الطاقة النووية السلمية حقًا أصيلًا للشعب الإيراني، وقال: "بناءً على القواعد الدولية ومعاهدة حظر الانتشار النووي، نعارض ونرفض الأسلحة النووية، وفي الوقت نفسه، لن نتنازل أبدًا عن حقوقنا الطبيعية في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. لذلك، لا يمكننا إيقاف أي أنشطة سلمية لإيران، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، الذي لا يمكن التنازل عنه".
وفيما يتعلق ببناء الثقة من جانب إيران بشأن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، قال: "نحن مستعدون لاتخاذ بعض الإجراءات لنثبت للجميع أن أنشطتنا النووية سلمية، كما فعلنا سابقًا وتوصلنا إلى اتفاق عام ٢٠١٥، والتزمت الجمهورية الإسلامية التزامًا كاملًا بهذا الاتفاق، بينما انسحب منه آخرون".
وتابع وزير الخارجية: "في الوقت الحالي، إذا كان هدف المفاوضات هو بناء الثقة بأن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، فأعتقد أننا قادرون على التوصل إلى اتفاق. أما إذا كانت الأهداف غير مقبولة وغير واقعية، وإذا كان الهدف هو حرمان إيران من الأنشطة السلمية، فلن يكون هناك اتفاق بالتأكيد. لن نغادر طاولة المفاوضات أبدًا لإثبات شرعيتنا والطبيعة السلمية للبرنامج النووي لبلادنا، ولن نفعل ذلك في المستقبل".