قال أستاذ التاريخ بجامعة ولاية كاليفورنيا،عن زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا ، إن هذه الزيارة تدل على انتصار محور المقاومة في الحرب القذرة في سوريا بدعم من الولايات المتحدة مؤكدا ان واشنطن فشلت في تحقيق اغراضه ضدسوريا.
وأضاف ديفيد يعقوبيان، في حديث خاص لمراسل ارنا اليوم السبت، ساهمت زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا في تطوير العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر كون هذه العلاقات ضرورية لكلا البلدين خاصة في الاوقات الصعبة وعندما تواجهان تهديد السيادة الوطنية.
وأوضح: الأهم أن زيارة الرئيس الإيراني كانت بهدف خلق فرص مناسبة للشركات ورجال الأعمال السوريين والإيرانيين والتقدم في مختلف المجالات الصناعية والتكنولوجية والاقتصادية رغم العقوبات.
ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاربعاء الماضی إلى مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين، کان يرافقه وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير.
وقال أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا: كانت زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا والتي توجت بتوقيع اتفاقية تعاون استراتيجي شامل مع الرئيس السوري بشار الأسد، مهمة لما أظهرته وإنجازاته، تمثل هذه الرحلة انتصار محور المقاومة في الحرب القذرة في سوريا بدعم من الولايات المتحدة.
وردا على سوال حول الرفض الامريكي لتطبيع العلاقات بين سوريا و دول أخرى وغضب الکیان الإسرائيلي من زيارة الرئيس الإيراني لسوريا اوضح: لا تؤيد أمريكا تطبيع العلاقات السورية مع الدول الأخرى لأن هذا التطبيع يظهر الهزيمة النهائية للحرب القذرة لأمريكا في سوريا،حيث تم إنفاق مليارات الدولارات لدعم الجماعات التكفيرية الإرهابية من أجل قلب النظام السوري وتقسيم البلاد.
وشدد بالقول: ان استمرار الاحتلال العسكري غير الشرعي للأراضي السورية وسرقة مواردها الطبيعية بحجة محاربة الجماعات الإرهابية، إلى جانب الإبقاء على سلسلة من العقوبات الثانوية غير القانونية هي الأداة الوحيدة التي تلجأ اليها امريكا حفاظا على مصالحها و هي لاعب مدمر في سوريا وهذه السياسات هي مثال آخر على فشل الإمبراطورية الأمريكية.
القرار الايراني وبراغماتية الرياض من العوامل الأساسية للاتفاق بين إيران والسعودية
وفي جانب اخر من الحوار تطرق أستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا الى الاتفاق بين ايران والسعودية واستئناف العلاقات بينهما و قال: يمكن تلخيص العوامل الأساسية التي أدت إلى الاتفاق بين إيران والسعودية في عزم طهران وبراغماتية الرياض و وساطة الصين لان الاخيرة تعمل على اقامة العلاقات الدولية متعددة الأقطاب و هي تتمتع بلعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية الإيجابية مع إيران والمملكة العربية السعودية وهذا ما ساهم في ان تكون بكين وسيطًا طبيعيًا.
وحول الاسباب التي دفعت السعودية إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران ودول أخرى في المنطقة، مثل سوريا بعد سبع سنوات من قطع العلاقات قال الجامعي الامريكي: انتصار محور المقاومة في سوريا وفشل السعودية وحلفائها في هزيمة أنصار الله في اليمن والتقدم متعدد الأبعاد لإيران رغم العقوبات والتراجع التدريجي للقوة الصلبة والناعمة للولايات المتحدة، شجع المملكة العربية السعودية على استئناف هذه العلاقات.
ولفت الى ان أن استعادة العلاقات الإيرانية السعودية والتحرك نحو إطار اقتصادي وأمني مستقر في الخليج الفارسي وقال ان هناك جهود لتعزيز السلام في مضيق هرمز ضمن النتائج المتمخضة عن استئناف العلاقات بين البلدين.
الصين تعمل عن تفاعل اقتصادي عالمي قائم على ضمان مصالح الجميع والولايات المتحدة مرتبطة بنهج الانقسام
وردا على اسباب اضطلاع الصين بدور الوسيط في الاتفاق بين إيران والسعودية وهل هي تسعى للعب دور مماثل في قضايا أخرى اوضح ديقيد يعقوبيان تسعى الصين إلى تعزيز التبادلات الاقتصادية العالمية والتفاعل على أساس ضمان مصالح الجميع لذلك فإن الحروب وفرض العقوبات يتعارض مع نهج الصين ومصالحها التي تهدف منطقيًا إلى تعزيز الحوار والاستقرار لدفع التبادلات الاقتصادية.
وتابع: لا تزال أمريكا متمسكة بنهج "فرق تسد" في السياسة الخارجية والتي تعود الى تبني امريكا إستراتيجية إثارة التوتر و "عدم الاستقرار الفعال".
تتحقق أهداف السياسة الخارجية للصين من خلال بناء البنية التحتية المادية والدبلوماسية لتسهيل التبادلات والتنمية إلى الحد الذي يمكن أن تلعب فيه الصين دور الوسيط مماثلًا في قضايا أخرى، يمكنها المساعدة في تعزيز التكامل الاقتصادي الأوروبي الآسيوي وتعدد الأقطاب وهو أمر جيد للدول التي تتفاعل معها دبلوماسيًا واقتصاديًا.
وسلط يعقوبيان الضوء على الإجراءات التي يجب أن تتخذها إيران للاستفادة اقتصاديًا من التطورات الهامة والإيجابية في المنطقة، إلى جانب التطورات السياسية والدبلوماسية فيها وقال: من وجهة نظر إقليمية، يمكن أن يوفر تنفيذ خطة هرمز للسلام حجر الاساس لمناقشات مكثفة وتعاون حول العديد من القضايا المشتركة والمفيدة. كما ان عضوية إيران في مجموعة البريكس مع الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتطوير البنية التحتية للنقل مثل ممر النقل بين الشمال والجنوب ستجلب فوائد اقتصادية كبيرة لإيران. في الوقت نفسه ، من المهم مواصلة عملية إنشاء آليات للتبادلات المصرفية والمالية التي تتجاوز الآليات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
تراجع حاد وسريع في النفوذ الأمريكي
وتابع قائلا ان رغم الاتفاق السعودي الايراني والتطورات الإقليمية والدولية التي تشير إلى تراجع حاد وسريع في النفوذ الأمريكي وعلى الرغم من الفشل الفاضح لسياسات امريكا و ممارسة الضغط على الاخرين و اشعال الحروب، فإن النخب السياسية الأمريكية لم يعيدوا النظر في سياساتهم.
واضاف: يمثل السلام والاستقرار والتجارة والتكامل الاقتصادي الأوروبي الآسيوي ، والعمل على وضع حد لسيطرة الدولار، تهديدات مباشرة ومتعددة الأوجه للصناعة العسكرية الأمريكية. كما ان التجارة والتكامل الاقتصادي والنقل في منطقة أوراسيا لا يحتاج إلى "حماية" في شكل قواعد عسكرية أمريكية أو "مساعدة" من بنوك واشنطن وخدماتها المالية.