
أدى زعيم حزب الرابطة الإسلامية (جناح نواز) محمد شهباز شريف، اليمين الدستورية، ليصبح رئيساً جديداً للوزراء في باكستان، بعد فوز أحزاب المعارضة في التصويت على حجب الثقة ضد حكومة حزب الإنصاف.
وأكد شريف مساء اليوم الاثنين بعد انتخابه بصفته رئيس وزراء باكستان الثالث والعشرين، عزم الحكومة المقبلة القوية على تعزيز سياستها الخارجية، وقال إننا "ندعم تعزيز العلاقات مع الدولة الشقيقة والصديقة الجمهورية الإسلامية الايرانية، خاصة في مجال التجارة"، ومشدّددًا على دعم فلسطين، قائلاً إننا سنواصل دعم حق الشعب الفلسطيني المظلوم في الحرية والاستقلال وتحرير القدس".
وقال شريف، في إشارة إلى خطاب التهديد الأمريكي ضد باكستان والجدل الدائر حول مزاعم المعارضة بالتواطؤ في مؤامرة خارجية: "حتى الأيام المقبلة، سيعقد اجتماع خاص للجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية خلف الأبواب المغلقة وستقدم ايضاحات في هذا الصدد."
وفي إشارة إلى الأوضاع في أفغانستان وعواقب تصعيد الأزمة في البلد المجاور على المنطقة والدول المجاورة الأخرى، دعا شهباز شريف إلى الاهتمام الفوري وتقديم المساعدة للشعب الأفغاني وبذل جهود للتغلب على الأزمة الإنسانية والاقتصادية في أفغانستان.
ووصف علاقات باكستان مع الصين بأنها استراتيجية وغير قابلة للانفكاك، مضيفًا أن الحكومة الباكستانية المقبلة ستتابع بشكل أسرع ممرًا اقتصاديًا مشتركًا بين باكستان والصين يسمى سيباك. وحول علاقات باكستان مع الهند، قال إن نيودلهي يجب أن تهتم برفاهية شعب شبه القارة الهندية وأن تسمح لشعب كشمير بتقرير مصيرهم بحرية.
من هو شهباز شريف ؟
ولد محمد شهباز شريف عام 1951 في لاهور في إقليم البنجاب لعائلة من الطبقة العليا المتوسطة تعمل في صناعة التعدين، وهو حاصل على بكالوريوس في الآداب من جامعة لاهور.
وشهباز، هو الأخ الأصغر لنواز شريف، رئيس وزراء الباكستان لثلاث دورات غير متتالية، وقد كان زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية الباكستانية منذ عام 2018.
انتخب شهباز عضوا في مجلس إقليم البنجاب عام 1988 وفي الجمعية الوطنية الباكستانية عام 1990. وفي عام 1997 انتخب للمرة الأولى رئيسا لحكومة البنجاب، المنطقة الأغنى والأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان. وتسلم هذا المنصب لثلاث دورات، وقد أجرى خلالها تحسينات كبيرة في البنية التحتية في الإقليم.
ويعتبر شريف من قبل كثيرين النقيض لخليفته في حكم البنجاب عثمان بوزدار، الذي يؤخذ عليه عدم تمتعه بالكفاءة المطلوبة. وبرأي العديد من المحللين، فإن رفض عمران خان استبدال بوزدار من الأسباب التي أثارت خلافات بين خان والجيش، الذي كان سابقا حليفه المقرب.
تولى شهباز زعامة حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بعد شقيقه نواز الذي أسس الحزب، وهو معروف بالكفاءة والعمل الجاد، ويعتبره بعض المحللين مديرا ناجحا أكثر منه سياسيا.
بعد انقلاب عسكري قاده برويز مشرف وأطاح بحكومة نواز شريف عام 1999، ذهب شهباز مع أسرته إلى منفى اختياري في السعودية حيث أمضى عدة سنوات قبل عودته إلى باكستان عام 2007.
وبعد فوز حزب الرابطة الإسلامية في الانتخابات عام 2008 انتخب شهباز رئيسا لوزراء البنجاب للمرة الثانية، أما المرة الثالثة فكانت عام 2013، عقب يوم من تولي شقيقه رئاسة الحكومة في باكستان للمرة الثالثة والأخيرة.
وظل شهباز رئيسا لحكومة البنجاب حتى هزيمة حزبه في الانتخابات عام 2018، والتي أوصلت عمران خان إلى السلطة. ورشح شهباز عقب تلك الانتخابات لقيادة المعارضة.
لطاما كان شهباز شريف في ظل شقيقه الأكبر، نواز شريف، الذي أقيل من رئاسة الوزراء عام 2017 ووضع في السجن عشر سنوات بتهم تتعلق بالفساد، وأفرج عنه بعدها، وهو موجود حاليا في بريطانيا.
ولكن في حين كان نواز على خلاف مع الجيش، ويعتقد، أنه على الرغم من شكوك بتورطه فعلا بالفساد، أن علاقته السيئة بالجيش لعبت دورا كبيرا بمعاقبته والحكم بعدم أهليته للمنصب.
وعلى خلاف ذلك، فضل شهباز المصالحة مع "المؤسسة" القوية، التي حكمت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة، نحو نصف تاريخها الممتد 75 عاما.
وعلى غرار أخيه، واجه شهباز أيضا اتهامات بالفساد وغسيل الأموال من قبل مكتب المحاسبة الوطني الباكستاني، وفي عام 2019، صادرت هيئة مكافحة الفساد عددا من العقارات التي تعود ملكيتها لشهباز ونجله حمزة، واتهمتهما بتبييض الأموال.
وأمضى عام 2020 فترة في السجن قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة. ولم تتم إدانة شهباز بأي من التهم التي وجهت إليه، وهو يصر على أن الاتهامات كانت ذات دوافع سياسية. ويأمل حمزة نجل شهباز شريف بأن يسير على خطى والده وأن يصبح رئيس وزراء البنجاب المقبل.
المصدر:يونيوز