۴۴۳مشاهدات

الشهيد رعد حازم يدبّ الرعب في كيان الاحتلال المربك في مواجهة العمليات الفردية

رمز الخبر: ۶۵۸۱۲
تأريخ النشر: 08 April 2022

ساعات من الذعر والرعب عاشها الكيان الصهيوني، الذي اضطرّ أنّ ينشر آلاف الجنود من الوحدات الخاصة من قوات الجيش والشرطة، في مواجهة المقاوم الفلسطيني "رعد فتحي حازم"، الذي اختار بارادته الحرّة، أنّ يُظهر الوهن الذي بلغه هذا الكيان والفشل الذي مُني به، أمام شباب عشقوا الشهادة، فبذلوا دمهم في سبيل استعادة حقوق شعبهم، ليثبتوا أنّ هذه "الدولة المصطنعة" التي قامت على اقتلاع شعب من أرضه وتهجيره، ستبقى في عيون الفلسطينيين "كياناً مؤقتاً"، مصيره الى الزوال.

كل الاجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال وأجهزة استخبارته على امتداد الحدود الفاصلة مع مناطق الداخل المحتل 1948، تحسّباً لتصاعد العمليات الفلسطينية، في شهر رمضان المبارك، لاسيما بعد عملية الشهيد ضياء حمارشة، في منطقة بني براك، في قلب عاصمة الكيان "تل أبيب"، لم تمنع بدورها، مقاوماً آخر من مخيم جنين، من اختراق حواجز قوات الاحتلال، وصولا الى عمق الكيان، حيث شارع "ديزنغوف" التجاري الأشهر في "تل أبيب"، لينفذ عملية بطولية جديدة.

وتشكل هذه العملية بالتالي، صفعة لكل التفوّق الأمني الذي طالما تغنّى بها الكيان الاسرائيلي في المنطقة، ورسالة للاهثين نحو الكيان، أنّ رياح التطبيع، لن تجرف معها إرادة صلبة، وبندقية صاحية، في وجه المؤامرات المتلاحقة للقضاء على أمل الشعب الفلسطيني، بأنّ تبقى قضيته حيّة في نفوس أبنائه وأبناء الأمّة، وأحرار العالم، لتشكّل بوصلة الصراع المتواصل مع الكيان وداعميه، حتى ازالة هذا الكيان، واستعادة هذا الشعب حقوقه كاملة على أراضي فلسطين التاريخية.

متسلحاً بهدوء المقاومين المعهود، استطاع "رعد فتحي حازم"، الوصول الى شارع "ديزنغوف"، المشاهد المصورة نشرتها شرطة الاحتلال للشهيد رعد حازم، وهو يجلس على مقعد ثم يمشي في شارع ديزنغوف، ويمر من أمام المقهى الذي أطلق فيه النار لاحقا، من دون أن تظهر عليه أي مشاهد ارتباك، أو يثير أي اشتباه حول حركته، قبل أن يقوم بتنفيذ عمليته التي أثارت الرعب في صفوف المستوطنين الصهاينة، بينما تمكّن من الانسحاب من المكان، متسبباً بارباك كبير لقوات الأمن الاسرائيلية، التي زجّت بالاف عناصرها من القوات الخاصة والشاباك، وفق ما ذكرت صحيفة معاريف، بحثا عن المسلح الذي "تسبب في حالة من الذعر والهستيريا في تل أبيب". على مدى فترات البحث التي استمرت لتسع ساعات، قبل أنّ تتمكن قوى الأمن من قتله، اثر اشتباك مسلح في مدينة يافا المحتلة.

وفي مقابل التخبّط الواضح الذي أصاب الكيان المحتل، حيث حاصرت قواته أكثر من مبنى لاعتقادها بوجود المنفّذ فيه، قبل أن تكتشف زيف معلوماتها، وأقامت عشرات الحواجز المتنقلة في جميع أنحاء مدينة تل أبيب وعلى جميع الطرق المحيطة بالمدينة بمشاركة جهاز "الشاباك" ووحدة النخبة في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، كان المقاوم الفلسطيني يشقّ طريقه بثقة تامّة نحو مدينة يافا ويؤدي صلاة الفجر الأخيرة، التي سبقت شهادته، غير آبه بكل اجراءات العدو، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار، أي امكانية لتعرّضه للقتل او الاعتقال من قبل الاحتلال، أو اقدام سلطاته على هدم منازل عائلات الاستشهاديين. ليشكّل بذلك، دافعاً للشبّان الفلسطينيين في الضقّة الغربية والقدس المحتلتين، الذين ساعوا، كما مع كل عملية بطولية، للاحتفال بعملية الشهيد "رعد حازم"، أمام منزله، حيث كان ثبات الأب مصداقا لفعل الإبن، ويقيناً بأن هذه العمليات التي تهز الكيان الغاصب، ستعود بالنصر القريب على فلسطين وشعبها المقاوم، وهو ما صرّح به أمام المهنئين بشهادة ابنه، والذين أكّدوا استعدادهم للدفاع عن منزل العائلة، بأرواحهم وأسلحتهم، لمنع قوات الاحتلال من هدم المنزل، وتحقيق اهدافها داخل المخيّم.

أهمية العملية لا تقتصر على الرعب الذي احدثته في الكيان المحتل، وفشل الاجراءات الامنية، إنّما بيّنت بوضوح المصاعب التي تواجهها أجهزة الأمن الإسرائيلية في التعامل مع العمليات الفردية، والتي يزيد من صعوبتها أنّها لا تشبه العمليات الفردية السابقة التي كانت تقوم بها الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، لكون العمليات الأخيرة تتم بقرار فردي لمنفذيها دون إطلاع أحد، ولا سيما الابتعاد عن الإشارة أو التلميح لاعتزامهم تنفيذ عمليات، التي ميزت عمليات انتفاضة الأفراد عام 2015، وكانت مراقبتها عاملاً مساعداً للاحتلال في إحباطها.

والعامل الثاني هو أنّ العمليات الحالية تعتمد على استخدم الأسلحة النارية، والتخطيط للعمليات بشكل مسبق، بعد تأمين الحصول على السلاح، بشكل فردي، وتنفيذ هذه العمليات في قلب كيان الاحتلال، وهو ما يشكّل معضلة جديدة، لقدرة قوى الأمن الاسرائيلية، على التعامل مع هذه العمليات، وتشكّل بالتالي، فشلاً لكل المناورات والتدريبات التي أجراها الكيان الاسرائيلي خلال السنوات الماضية، في اطار حماية ما يُسمى بالجبهة الداخلية، لم تُفلح في منع الشباب الفلسطيني من اختراق اجراءات الاحتلال، والتوّغل في عمق الكيّان، الذي بات يعيش رعباً غير مسبوق، للتطور الذي بلغته العمليات الفردية الفلسطينية المتصاعدة.

توقيت العملية جاء في وقت دقيق وحسّاس جداً، فهي تأتي بعد انعقاد المؤتمر التطبيعي في النقب المحتل، والمساعي المتواصلة التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية، لاحلال "السلام" بين دول عربية والكيان الاسرائيلي، والذي تمثّل بعقد العديد من اتفاقيات التطبيع لاسيما مع الدول الخليجية، حيث جاءت هذه العملية البطولية لتشكّل ضربة قاسية لكل هذه التحركات الهادفة لضرب محور المقاومة في المنطقة وروح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، ولانهاء القضية الفلسطينية، والتي امتدت لسنوات طويلة، ولتؤكد بالمقابلة أنّ روح المقاومة لا زالت تنبض في قلوب الشباب الفلسطيني على امتداد فلسطين التاريخية.

كما أنّ هذه العملية تكتسب أهمية اضافية، كونها تتزامن مع الذكرى العشرين لملحمة جنين البطولية في الثالث من نيسان/ابريل 2002، التي قادها قائد سرايا القدس الشهيد محمود طوالبة برفقة إخوانه المقاومين من فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، بمشاركة ضباط وعناصر من الأمن الوطني بقيادة الشهيد يوسف ريحان "أبو جندل"، والحقت خسائر كبيرة بجيش الاحتلال، أعاد الى اذهان قادة الاحتلال ومستوطنيه، بالذاكرة الى نحو عشرين سنة، حين هزّ عمق الكيان سلسلة من العمليات الاستشهادية والفدائية، خاصة أنّ شارع "ديزنغوف"، اشتهر بالعملية البطولية التي نفذها الاستشهادي القسامي صالح نزال من قلقيلية وأسفرت عن مصرع 23 مستوطنا وإصابة 47 آخرين في 19 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1994.

فالشعب الفلسطيني، من خلال هذه العمليات، يثبت تمسّكه بأرضه وثوابته الوطنية، وهو ما أظهره خلال معركة سيف القدس الاخيرة، حيث أظهر الفلسطينيون بكافة فصائلهم، بمن فيهم القاطنون ضمن الأراضي المحتلة عام 1948، تلاحما كبيراً في مواجهة المحتلين، وهو ما تبرزه العمليات والمواجهات اليومية التي تشهدها مناطق الضفّة الغربية والقدس المحتلين، وصولاً الى قيام فلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948، بتنفيذ عمليات في الداخل المحتل، ما يدّل على فشل آخر، يتمثل بمحاولات طمس الهوية الفلسطينية، لدى القاطنين داخل الكيان، وتشكّل بالتالي تحدياً جديداً للأجهزة الامنية الاسرائيلية، في مواجهة تصاعد هذه الهجمات، والتي أجمعت، فصائل المقاومة على تبينيّها لخيار الشعب الفلسطيني، في استعادة كامل حقوقه التاريخية، مؤكدة استعدادها لفتح باب المواجهة مع كيان الاحتلال، في حال تجرّأ على الانتقام من الشعب الفلسطيني، بعمليات عسكرية في الضفّة الغربية أو القدس المحتلين، وفي قطاع غزّة.

بالمقابل، أظهرت هذه العمليات انقساما سياسيا - عسكريا داخل الكيان الاسرائيلي لجهة التعامل مع هذه الصعوبات الأمنية الجديدة، والتي من شأنها أن تهدّد بضعضعة الائتلاف الحاكم، لاسيما في ظّل انسداد الأفق السياسي والأمني، حيث أنّ معركة سيف القدس، لا زالت تلقي بظلالها على المستويين العسكري والسياسي، لدى قادة الكيان الاسرائيلي، والذين يتخوفون أيضاً من أن تتصاعد هذه العمليات، لاسيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُشكل أجواء الشهر الكريم، دافعاً اضافيا للشباب الفلسطيني، للقيام بعمليات بطولية، على امتداد أراضي فلسطين التاريخية، ولاسيما في داخل الكيان.

المصدر:يونيوز

رایکم