۳۸۸مشاهدات
رمز الخبر: ۶۴۸۰۹
تأريخ النشر: 24 March 2022

سيف العقوبات المسلط على روسيا، يبدو انّه يتقدّم على كل الحلول الدبلوماسية، التي لا تزال تنحو منحاً خجولاً، رغم البيانات المؤدية للتهدئة التي تصدر عن بعض الدول، ولكنها سرعان ما تتبخّر عبر الاجراءات التصعيدية التي تتخذ ضدّ موسكو والمرفقة بالدعم العسكري الذي تقدّمه هذه الدول لاوكرانيا، والذي حذرت موسكو كثيرا من تداعياته على أمن المنطقة والدول الغربية.

مسار المفاوضات الروسية الاوكرانية، حضرت خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس فلاديمير الروسي فلاديمير بوتين مع بوتين المستشار الالماني اولاف شولتس، وتناول الوضع على الاراضي الاوكرانية. ولكنّ مفاعيل الاتصال، سرعان ما تبخرت، حيث أعقبه اعلان وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك عن إن المزيد من صواريخ "ستريلا" في طريقها إلى أوكرانيا بعد تأخيرات في عمليات التسليم.

وفي كلمة لها أمام البرلمان الألماني، كشفت بيربوك أنّ بلادها تعدّ من أكبر مورّدي الأسلحة الى اوكرانيا في مواجهة العملية العسكرية الروسية. وأضافت أنّ " وهذا لا يجعلنا فخورين، ولكن هذا ما يتعيّن علينا فعله لمساعدة أوكرانيا". بدورها ذكرت وزارة الدفاع السويدية، أنذ بلادها ستزوّد أوكرانيا، بخمسة آلاف صاروخ مضاد للدبابات.

المستشار الألماني أولاف شولتس، كان قد استبق الاتصال بدوره، بالتأكيد على " أنّ كييف يمكن أن تعتمد على مساعدة ألمانيا". ولكنّه رفض بالمقابل، الدعوات إلى مقاطعة إمدادات الطاقة الروسية في أعقاب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وفي كلمة له أمام مجلس النواب الألماني في برلين، اعتبر شولتس أنّ العقوبات التي فرضت بالفعل على روسيا تضر حقاً بإقتصادها وأنّ الأمر سيصبح أكثر دراماتيكية بمرور الأيام. وأشار المستشار الألماني، إلى أنه "تم تصميم العقوبات بحيث تكون محتملة بالنسبة لمن يفرضونها، بما في ذلك على الأمد الطويل، هذا هو السبب في أن موقف ألمانيا بشأن هذه المسألة لم يتغير".

وفيما أكّد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع أردوغان في العاصمة التركية أنقرة، دعمه لجهود تركيا في الوساطة بين أوكرانيا وروسيا بصفتها من الدول القليلة التي تملك اتصالات مستمرة مع البلدين. كانت بولندا، تتخذ خطوة غير مسبوقة، حيث أعلنت السلطات البولندية، طرد 45 دبلوماسيا روسيا من بلادها، باعتبارهم شخصيات غير مرغوب فيها وطالبتهم بمغادرة أراضيها.

وصرح السفير الروسي لدى وارسو، سيرغي أندرييف، أن الخارجية البولندية سلمته مذكرة تنص على ترحيل هؤلاء الدبلوماسيين بدعوى ممارستهم أنشطة تجسسية، موضحا أنه يتعين على هؤلاء مغادرة البلاد خلال فترات مختلفة أقصاها خمسة أيام. وأشار السفير الروسي إلى أن هذه القائمة لا تضم اسمه، مؤكدا أن العلاقات بين الدولتين لا تزال مستمرة شكليا. ووصف أندرييف الإجراء البولندي بأنه "لا أساس له"، مؤكدا أن روسيا سترد على قرار وارسو هذا، وذلك بطرد دبلوماسيين بولنديين من أراضيها، وفقا لمبدأ "التعامل بالمثل"، محذراً من أنذ عملية طرد الدبلوماسيين الروس، سيؤدي لإنهاء العلاقات الدبلوماسية بين موسكو ووارسو.

وفي مؤشر على تصاعد لغة التهديد، استبق الامين العام لحلف شمال الأطلسي / الناتو ينس ستولتنبرغ " القمة الاستثنائية للناتو التي ستُعقد الخميس في بروكسل، بالقول " إنّه من المنتظر أن يتفق قادة دول الحلف على تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا في ظل العمليات العسكرية الروسية"، ولفت ستولتنبرغ الى أنّ مزيدا من القرارات بشأن الحرب في أوكرانيا سيتم اتخاذها في القمة، مؤكدا على ضرورة استعادة الحلف لقوة الردع لديه". وخلال مؤتمر صحفي، ذكر ستولتنبرغ أنّ قادة الناتو، سيزيدون أعداد القوات على الجناح الشرقي للحلف برا وجوا وبحرا"، مشيراص الى انّه سيتم نشر قوات إضافية في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، وأضاف: "سنتخذ مزيدا من القرارات في قمة الحلف غدا، وعلينا استعادة قوة الردع مجددا". ولكّنه أكد، بالمقابل، أنّ الحلف ليس طرفا في الحرب، وأنّ قمة الغد لن تتطرق إلى عضوية أوكرانيا في الناتو".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طالب بدوره اليابان بزيادة ضغط العقوبات على روسيا، عبر حظر تجارة البضائع الروسية. وفي كلمة له أمام البرلمان في طوكيو عبر اتصال بالفيديو، شكر زيلينسكي اليابان على قيادتها الدول الأسيوية في إدانة العملية العسكرية ضد أوكرانيا وفرض العقوبات عليها، وتقديم المساعدة الحقيقية لأوكرانيا. واتهم القوات الروسية بأنّها تحضر لهجمات جديدة مما يطلق عليه منطقة الاستبعاد المحيطة بمحطة تشيرنوبل النووية، بعد أن احتلت المحطة المتوقفة عن العمل، الشهر الماضي في المراحل الأولى من الحرب في أوكرانيا.

وفي ردّه على تصريح زيلنسكي، أكد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي إن القوات الروسية لم تخطط قط أو توجه ضربات لأي منشآت أوكرانية تُخزَن أو تُنتج فيها مواد سامة، وأضاف بوليانسكي في تصريح صحافي أنه "من الواضح أن السلطات القومية الأوكرانية، بتشجيع من الدول الغربية، لن تتوقف عند أي شيء لترهيب شعبها وتشن هجمات لاتهام روسيا". واصفاً تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمتناقضة.

المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، وفي معرض إجابته عن سؤال مراسلة شبكة "سي أن أن"، بسأن احتمالية استخدام السلاح النووي من قبل روسيا، أكد بيسكوف أن مفهوم الأمن القومي لروسيا ينص على استخدام الأسلحة النووية فقط في حالة وجود تهديد لوجودها.

وتعليقا على فكرة إرسال قوات حفظ السلام التابعة للناتو إلى أوكرانيا، أكّد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن هذه الخطوة ستكون خطوة متهورة وخطيرة للغاية، وقد تؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها. واعتبر أنّ أي تماس محتمل بين القوات العسكرية الروسية وقوات الناتو، يمكن أن يؤدي إلى عواقب يصعب إصلاحها. وقال دميتري بيسكوف، إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تسير بشكل واضح وفقًا للخطط والمهام المحددة مسبقا. واوضخ الى انّ احتلال أوكرانيا ليس من أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة، موضحًا أن الهدف الرئيسي لعمليات الجيش الروسي في ماريوبول هو "تطهير المدينة من الوحدات القومية المتطرفة" الأوكرانية.

تصريح بيسكوف سبقه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بالتحذير من أنّ خطوة ارسال قوات دولية، قد تؤدي إلى صدام مباشر بين روسيا والناتو. وقال لافروف أن المسؤولين البولنديين، الذين يعلنون عن الحاجة إلى إرسال قوات حفظ سلام تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا، معروفون بـ "تحركاتهم غير الاعتيادية" التي تهدف إلى إثارة "مشكلة كبيرة".و حمّل لافروف، الغرب مسؤولية محاولة إحياء نموذج أحادي القطب من النظام العالمي، على خلفية تطورات الوضع في أوكرانيا.

وفي كلمة ألقاها أمام معلمي وطلبة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، قال لافروف إنّ "محاولات الغرب دائمًا ردع أي منافس له لم تعد خافية على أحد، وهذا ما ظهر جليًا خلال التطورات الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا". وبشسأن العقوبات المتزايدة على بلاده، اعتبر لافروف، أنّ العقوبات لا تستهدف قيادة روسيا، فحسب بل اقتصاد البلاد بالكامل. وقال إن "الغرب تلقى تعليمات بمهاجمة كل ما يتعلق بروسيا". واتهم الدول الغربية برفض مطالب موسكو لوضع نظام ضمانات أمنية ملزمة قانونيا بغية تطبيق مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة. وأوضح لافروف أن المفاوضات الجارية حاليًا مع الحكومة الأوكرانية تتقدم ببطء، محملًا كييف المسؤولية عن تغيير مواقفها باستمرار ومراجعة اقتراحاتها.

وفي خطوة مفاجئة، تأتي من ضمن خطوات الرد الروسي على الاجراءات العقابية بحق موسكو، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحويل روسيا لنظام المدفوعات مقابل إمداد الغاز للدول التي وصفها بـ"غير الصديقة" إلى الروبل الروسي، مشيراً إلى أن توريد البضائع الروسية إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتلقي مدفوعات بعملتيهما (الدولار واليورو) أمر لا معنى له.

وفي كلمة له خلال اجتماع مع الحكومة الروسية، قال بوتين "قررت تنفيذ مجموعة من الإجراءات في أقصر وقت ممكن لتحويل المدفوعات – ولنبدأ بالغاز الطبيعي - لتحويل مدفوعات الغاز الطبيعي الذي نزود به ما يسمى بالدول غير الصديقة، مقابل الروبل الروسي. أي رفض استخدام جميع العملات التي شوهت سمعتها في مثل هذه المعاملات".وطلب بوتين من الحكومة، من الحكومة إصدار توجيه ذي صلة لشركة "غازبروم" بشأن تعديل العقود الحالية، لتتناسب مع الاجراءات الجديدة.

الى ذلك، أكد بوتين، أن عدداً من الدول الغربية اتخذ قرارات غير قانونية خلال الأسابيع الماضية بتجميد الأصول الروسية، وبهذا يشطب الغرب الجماعي الثقة في عملته، لقد أعلنت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن عجز حقيقي في التزاماتهما تجاه روسيا. وكان وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، قد أعلن في وقت سابق، أن العقوبات الغربية جمدت حوالي 300 مليار دولار، من أصل 640 مليار دولار كانت تمتلكها روسيا من احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية. وعلى الأثر، انخفض سعر صرف الدولار أمام الروبل إلى أقل من 95 روبلاً ليعود ويرتفع قليلاً بعد ذلك. في حين شهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا بمعدل نمو 10 بالمئة، وتقترب من 1250 دولارًا، بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، إن فرنسا جمدت أصولا تزيد قيمتها على 800 مليون يورو (879.20 مليون دولار) لرجال أعمال روس، وذلك دون أن يتطرق لتفاصيل. فيما جمدت سويسرا، أصول الأثرياء الروس والشركات والبنوك، في اجراءات تهدف الى زيادة الضغط على السلطات الروسية لوقف حملتها العسكرية المستمرة في اوكرانيا.

المصدر:يونيوز

رایکم