۳۴۷مشاهدات

سباق بين عملية التسليح الغربية ومحاولة تحقيق أهداف الخطة الروسية في الاراضي الاوكرانية

رمز الخبر: ۶۴۷۱۰
تأريخ النشر: 23 March 2022

تصاعدت حدة المواجهة على الاراضي الاوكرانية، على مشارف انهاء الاسبوع الرابع من العملية العسكرية الروسية، حيث تسعى القوات الروسية الى القضاء على البنى التحتية العسكرية الاوكرانية، في مواجهة تدفّق المنظومات الصاروخية الغربية الى الأراضي الاوكرانية.

التصعيد العسكري الروسي في الأراضي الاوكرانية، تشتد ذروته على صعيد الاستهداف المباشر للقواعد الجوية والمنشآت والبنى التحتية العسكرية الاوكرانية، ما يؤشر لدخول الخطّة الروسية في سباق مع الحجم الكبير الذي يشهده تدفق منظمومات الأسلحة الغربية الى الأراضي الاوكرانية، من المناطق الحدودية الغربية مع دول الجوار.

القوات الروسية التي تسعى تعزيز وحداتها المنتشرة على الجبهتين الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية، تواصل بالمقابل، محاولاتها لربط هذه المناطق بطرق برية آمنة، تضمن التحرك الميداني السريع لها، أثناء تقدّمها لتحرير مناطق اقليم دونباس الواقع شرقي البلاد، واستكمال التوذغل منها باتجاه مناطق العمق الاوكراني والعاصمة كييف، الذي يشهد محيطها هدوءً نسبيا على صعيد المعارك الميدانية، رغم تكثيف الضربات الجوية الروسية على المعسكرات الاوكرانية.

الجبهة الجنوبية الشرقية، ما زالت تستحوذ على المشهد الميداني، حيث تستمر محاولات القوات الروسية لاحكام السيطرة على السواحل البحرية، بهدف منع ادخال الامدادات العسكرية، ففي اليوم الثاني على انطلاقتها، اشتدت حمى المعارك التي تشهدها أحياء مدينة ماريوبول، وذلك بعدما سيطرت القوات الروسية على ميناء المدينة الاستراتيجي، التي تعدّ آخر مدينة ساحلية على بحر آزوف خارج سيطرة القوات الروسية، كما انذ السيطرة المدينة ومينائها سيسمح للقوات الروسية تامين الطريق الأخير الواصل بين اقليم دونباس الذي يحوي جمهوريتي لوغانسك ودونيستك، والأراضي الروسية عبر شبه جزيرة القرم المستقلة.

وعلى المحور الثاني من الجبهة، افيد أنّ القوات الروسية التي تفرض حصارا على السواحل الجنوبية للبحر الاسود، تعيد تمركز قواتها حول مدينة اوديسا، في مؤشر على امكانية فتح جبهة جديدة، بعد انتهاء معركة ماريبول، حيث تكثّفت المتقدّمة من بشتانكا شمالاً محاولاتها للسيطرة على مفترق الطرق المؤدية الى اوديسا، وبالتالي عزلها من أي محاولة لامدادها بالسلاح، كماتستمر محاولات جزء من هذه القوات الالتفاف غربًا باتجاه مدينة أوديسا، لإحكام الطوق على المدينة الساحلية، الواقعة على البحر الأسود، والتي يُشكل السيطرة عليها الى جانب مدينة ماريوبول خطوة استراتيجية باتجاه عزل أوكرانيا بحريًا، في حين تواصل القوات تقدّمها من حدود أوديساً جنوباً على امتداد 300 كيلومتراً باتجاه العاصمة كييف، مروراً بالمناطق التي دخلتها القوات الروسية. كما وسّعت هذه القوات تحركها باتجاه مدينة فوزنيسينسك، حيث تتجه منهنحو مدينة برفومايسك، التي تتميز بموقعها على مفترق طرق، يصلها باتجاه الحدود المالدوفية غربا، والخط الواصل من اوديسا باتجاه العاصمة كييف.

على الجبهة الشمالية الشرقية، واصلت القوات الروسية عملياتها في اقليم دونباس، حيث تمكنت من الدخول ستة كيلو مترات اضافية باتجاه العمق الاوكراني، وقامت بتحرير قرية "أوروجاينويه"، كما توغلت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، يغطاء ناري روسيا، بعمق 5 كيلومترات في دفاعات اللواء 25 المحمول جوا، التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، واستطاعت تدمير عدد من مقرات القوات الاوكرانية، وتحرير وقرى "سلافنويه" و"ترودوفسكوي" و"منجم تشيليوسكينتسيف" و"ماريينكا، وفق ما أعلنت وزاترة الدفاع الروسية، التي أفادت أنّ قوات جمهورية لوغانسك فرضت سيطرتها على قرى "كالينوفو بوباسنوي" و"نوفوألكسندروفكا" و"ستيبنويه" و"بوغوسلافسكويه".

وزارة الدفاع الروسية، اكّدت استهداف مواقع عسكرية اضافية في أوكرانيا بصواريخ دقيقة بعيدة المدى أطلقت من الجو والبحر، مشيرة تدمير 137 منشأة عسكرية أوكرانية، بما في ذلك نقاط مراقبة ومراكز اتصال، ومن بين المنشآت التي تم قصفها منظومات إطلاق صواريخ متعددة، ونظام صاروخي مضاد للطائرات، و8 مستودعات صواريخ، تحتوي على أسلحة وذخيرة مدفعية، و101 مكان تخزين عتاد عسكري. ويتلاحظ أن القصف الصاروخي يتركز على الجبهة الشمالية الغربية، لاسيما في منطقة ريفانكا، حيث يقع لفيف الذي يشكّل نقطة ارتكاز لادخال الأسلحة والمنظومات الصاروخية المضادة للدبابات، عبر الحدود البولندية مع اوكرانيا.

بالمقابل، تواصل القوات الروسية شقّ طريقها من المناطق الجنوبية الواقعة تحت سيطرتها في مقاطعة خيرسون باتجاه مدينة زاباروجيا الواقعة على نهر دنيبر، في إطار محاولاتها المتواصلة للتقدّم في العمق الاوكراني، حيث وصلت هذه القوات تقدّمها على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو، في سعي دائم للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد، حتى العاصمة كييف. في حين تشق وحدات منها طريقها الى مدينة كروبينيتسكية، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من محور سومي باتجاه النهر، لتشكل قوة دعم أساسية للقوات التي تشق طريقها باتجاه العاصمة كييف، في ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها. وواصلت هذه القوات تقدّمها نحو مدينة سنيهوريفكا، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من ناحية خيرسون جنوباً، كما اخترقت وحدات أخرى الطرق المؤدية الى مدينة باشتانكا، للالتقاء بالقوات المتقدمة منها، فيما لا يزال القتال دائراً حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه بين القوات الاوكرانية .

بالموازة لا تزال القوات المتقدّمة من جبهة سومي، تواصل تقدّمها على محورين باتجاه العاصمة كييف، حيث تشكّل مدينة بروفاري، نقطة التقاء لهذه القوات لتلتف منها باتجاه القرى الواقعة جنوبي كييف وشمالها، والتي لا تزال تشهد معارك متقطعة مع القوات الاوكرانية المدافعة عنها، وفي السياق افيد عن تعرّض مدينة بروفاري لقصف اوكراني، في حين واصلت القوات الروسية حصارها تشيرنيهيف الواقعة غربي العاصمة، والتي تشهد تعزيزاص للقوات الروسية القادمة من الشمال والشرق، باتجاه العاصمة كييف.

الجبهة الغربية، شهدت خرقاً للهدوء النسبي الذي كان سائدا خلال الاسبوع الماضي، مع استعادة زخم المعارك على محور مدن اربن وستويانكا المجاورة لها، بين القوات الروسية والقوات الاوكرانية المدافعة عنها، وذلك بعدما سيطر العسكريون الروس على قرية "نيكولايفكا" بضواحي كييف، حيث تسعى القوات الروسية الى احكام الطوق على العاصمة. وكانت وزارة الدفاع البريطانية، أعلنت أنّ القوات الروسية تتقدم نحو كييف من الجهة الشمال الشرقية، مشيرة الى انذها لا تزال بعيدة بنحو 25 كيلومترا عن وسط كييف. وتابعت أن روسيا ستعطي على الأرجح الأولوية لمحاولة تطويق كييف خلال الأسابيع المقبلة.

ويلاحظ أن القوات الروسية، غيّرت من استراتيجيتها العسكرية عبر ثلاثة أساليب، الأوّل يتمثّل بالتحوّل من محاولة التقدّم داخل المدن الاوكرانية الى محاولة إحكام الطوق عليها، وتجنب الدخول في حرب مدن مع القوات الاوكرانية التي أعادت تنظيم دفاعتها داخل المدن. والثاني يتمثّل بالتحوّل من التقدّم من عدّة محاور متباعدة بهدف السيطرة على أكبر عدد من المدن، الى الاعتماد على اسلوب تكثيف نشاطاتها على كل الطرق الرئيسية، ومحاولة الربط بين هذه الطرق عبر إدخال فرق إضافية من المناطق الحدودية، والعمل على إلتقاء هذه القوات بالقوات المتقدمة من باقي الجبهات لتشكل شبكة مترابطة، تشتت من خلالها عمل القوات الخاصة الاوكرانية، وتحدّ من فعاليتها،لاسيّما أنّ هذه القوات استطاعت تدمير أكثر من قافلة عسكرية روسية في بداية الحرب، مستفيدة المنظمومات الصاروخية المضادة للدبابات المقدمة من الدول الغربية، ومعتمدة على تكتيكات عالية الدقّة، في تحقيق أنشطتها، والثالث يتمحور بتكثيف الضربات الجوّية على المقرات العسكرية والمنشآت والبنى التحتية العسكرية الاوكرانية، بهدف شلّ حركتها المتزايدة، في مواجهة تدفق منظمومات الصواريخ المضادة للمدرعات والدبابات، والتي يتم تزويد اوكرانيا بها، من قبل دول حلف الشمال الاطلسي.

المصدر:يونيوز

رایکم
آخرالاخبار