مع استمرار العملية العسكرية الروسية في الاراضي الاوكرانية، تتصاعد حدة المواجهة السياسية بين روسيا والدول الداعمة لاوكرانيا، في حين تراوح المساعي مكانها، لايجاد حل سلّمي بين الجانبين.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تقود بلاده المساعي الدبلوماسية للتحقيق، أعلن انّ بلاده تدرك مدى صعوبة الظروف من أجل التهدئة بين روسيا وأكرانيا، لكنها ستواصل مساعيها التي ترى الدبلوماسية المخرج الوحيد من الأزمة. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، عقب لقائهما في أنقرة، أكد أردوغان أن "تركيا ستواصل مبادراتها الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية، رغم الصعوبات".
الأمم المتحدة، اكدت بدورها، أنها تجري اتصالات لوقف ما وصفته بالأعمال العدائية في أوكرانيا على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك، مشيرة إلى بوادر تقدم في المفاوضات بين موسكو وكييف. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في مؤتمر صحافي، أنه "منذ بدء الحرب في أوكرانيا شاهدنا معاناة بشرية ودمارا كبيرا"، متسائلاً: "كم من روح ستزهق، وكم من ماريوبول ستدمر قبل إدراك أن هذه الحرب لا منتصر فيها".
ولكنّ غوتيريش دعا إلى التفاؤل، لافتاً الى انّه من خلال تواصله مع مختلف الجهات الفاعلة، تظهر عناصر من التقدم الدبلوماسي في الأفق بشأن العديد من القضايا الرئيسية.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على انه "آن الأوان لوقف القتال وإعطاء فرصة للسلام وإنهاء هذه الحرب الفظيعة"، منوهاً أنّه "بكل المقاييس وبأدق الحسابات حان الوقت لوقف القتال وإعطاء فرصة للسلام".
وفيما لا تزال تتواصل المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لبحث "قضايا شبه جزيرة القرم ودونباس" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنّه قال "لا يمكن التوصل إلى حل في الاجتماع الأول". وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأوكراني أن أي حلول وسط قد يتم التوصل إليها مع روسيا، يجب أن تطرح على استفتاء شعبي في أوكرانيا.
وأردف زيلينسكي أن "الشعب يجب أن يقول ويعطي جوابه بشأن أشكال حل الوسط. وما ستكون حلول الوسط فهذه مسألة محادثاتنا وتفاهماتنا بين أوكرانيا وروسيا.
وأبدى الرئيس الاوكراني استعداده للمضي بأي حل قد يؤدي الى خدمة الشعب الاوكراني، واعتبر أنّ الحل الوسط الطبيعي، الذي يمكن أن تقبل به بلاده يكمن في موافقتها على عدم الانضمام للناتو مقابل الحصول على ضمانات أمنية.
وفي كلمة له أمام البرلمان الإيطالي، عبر الفيديو، طالب زيلينسكي، إيطاليا بتقديم دعم أكبر لبلاده، لانها تقوم بتأمين الشعب الإيطالي أيضا. وقال "العدو يتقدم باتجاه السواحل الأوكرانية، وهو أمر يهدد الدول المجاورة لنا". وشدّد زيلينسكي على ضرورة رفض التعامل مع البنوك الروسية، وتوقيف كل أشكال التجارة مع روسيا، مطالباً بفرض عقوبات أقوى وأقسى على روسيا.
المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، أكّد انّ بلاده ستواصل دعم جهود أوكرانيا لخفض التصعيد من خلال الدبلوماسية من أجل ضمان وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا وقال: "نحن نعلم أن الدبلوماسية تتطلب من كلا الجانبين الانخراط بصدق بحسن نية، لكن الرئيس بوتين لم يشر إلى أنه مستعد لوقف الهجوم". وفي مؤتمر صحفي من وزارة الخارجية اعتبر برايس، أنّ العملية العسمكرية لا تسير وفقا لخطة بوتين، وانّ اوكرانيا حققت انتصارا سريعا وأحبطت توقعاته. وتابع: "سعينا للحفاظ على وجود دبلوماسي في موسكو"، وتريد الولايات المتحدة أن تبقي روسيا على وجود مماثل في واشنطن.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه القوات الروسية عملياتها العسكرية في اوكرانيا لليوم الـ 27 على التوالي، مركزةً على ضرب منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتحرير أراضي دونباس، وسط استمرار مساعي وساطة بين موسكو وكييف وتشديد الغرب عقوباته ضد روسيا.
المصدر:يونيوز