۳۶۵مشاهدات

القوات الروسية تفتتح الأسبوع الرابع لعمليتها العسكرية بتعزيز تقدّمها نحو العمق الاوكراني

تمضي القوات الروسية بزخم نحو تحقيق اهدافها الميدانية، لجهة درء خطر حلف الشمالي الأطلسي، من التمدّد باتجاه أراضيها، وتأمين الحماية لسكان اقليم دونباس، الوقع شرق البلاد، في دبداية الاسبوع الرابع على انطلاق عملياتها العسكرية في الاراضي الاوكرانية.
رمز الخبر: ۶۴۵۴۷
تأريخ النشر: 18 March 2022

بزخم متصاعد تمضي العملية العسكرية الروسية في الأراضي الاوكرانية، نحو تحقيق اهدافها الميدانية، لجهة درء خطر الحلف الشمالي الأطلسي، من التمدّد باتجاه الاراضي الروسية، وصولاً لجعل اوكرانيا دولة منزوعة السلاح عبر عزلها عن محيطها الخارجي، فضلاً عن تأمين الحماية لسكان اقليم دونباس، الوقع شرق البلاد، وفق جاء على لسان المسؤولين الروس.

مع مطلع الاسبوع الرابع على الهجوم الروسي، كثّفت القوات الروسية، ضرباتها على منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بالتزامن مع استمرار التقدّم الميداني، على اكثر من محور عسكري، على امتداد الجبهات المتصلة من المناطق الجنوبية الشرقية، والشمالية الشرقية باتجاه مناطق العمق الاوكراني المنتشرة في محيط نهر دنيبر، حيث تلتقي هذه القوات لتشكّل قوة دفع رئيسية باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف، التي تحاول موسكو احكام الطوق عليها بعدما حاصرتها من الجهات المختلفة.

على الجبهة الجنوبية الشرقية، واصلت القوات الروسية، احكام الطوق على مدينة ماريبول، آخر المناطق الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف، والذي تمكنت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم ناري روسي، من التقدم بشكل كبير في داخلها، بعدما تمّ قطع طرق الامدادات العسكرية عنها الى حدّ كبير، فيما لا تزال هذه القوات تواجه مقاومة عنيفة من القوات المدافعة عنها، بعدما انتقلت المعارك الى عمق المدينة.

وفي السياق، نفت وزارة الدفاع الروسية اتهامات السلطات الاوكرانية لقواتها، بتنفيذ غارة على مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول، متهمة عناصر كتيبة "آزوف" الاوكرانية المتطرفة بالمسؤولية عن تفجير المبنى، الذي فخخته في وقت سابق، وأكدت أن مبنى المسرح في ماريوبول لم ينظر إليه أبدا بمثابة هدف نظرا لوجود خطر محتمل على حياة المدنيين.

وتسعى القوات الروسية لاحكام السيطرة على ماريبول، كونها تشكّل الطريق الأخير الواصل بين اقليم دونباس الذي يحوي جمهوريتي لوغانسك ودونيستك، والأراضي الروسية عبر شبه جزيرة القرم المستقلة. كما أنّ السيطرة على المدينة ومينائها الاستراتيجي، سيؤمن للقوات الروسية تحقيق أحد اهدافها الاساسية لجهة فرض الحصار البحري من ناحية بحر آزوف، لمنع تدفق السلاح الى اوكرانيا، وشلّ حركة القوات الوكرانية التي تعرضت مواقعها ومطاراتها العسكرية للقصف الروسي.

الخريطة الميدانية تظهر، تقدماّ كبيراً لجهة تنفيذ الخطة الروسية، الهادفة الى ربط المناطق الاوكرانية عبر شبكة طرق متقاطعة، تشهد تكثيفاً للقوات المتقدمة عليها، بهدف تأمين الحماية الكاملة لها، وشلّ حركة القوات الخاصة الاوكرانية التي تنظيم قواتها الدفاعية، لاسيما بعد تلقّيها منظومات الدفاع المحمولة المضادة للدبابات والمدرعات من قبل الدول الغربية. واستطاعت القوات الروسية التي أحكمت سيطرتها الكاملة على مقاطعة خيرسون جنوبا، واحكام الطوق على مدينة ماريبول، استطاعت ربط الجبة الجنوبية الشرقية باتجاه ارلاضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وحررت طرقاً موصلة بتجاه مدينتي خاركيف وسومي على الجبة الشمالية الشرقية، الحدودية مع روسيا.

بالموازة لا تزال القوات المتقدّمة من جبهة سومي على محورين متوازيين، تعزّز تواجدها على كامل الطرق المؤدية الى وسط اوكرانيا، باتجاه المدن الواقعة على ضفتي نهر دنيبر، لتكمل طريقها باتجاه العاصمة كييف، من دون ان تحاول دخول المدن الكبرى الرئيسية، بل تكتفي بحصارها، والالتفاف حولها، في محاولة لتجنب الدخول في حرب شوارع، ويتجه المحور الاول من سومسي باتجاه كونوتوب وصولاً الى نزهين ونويفكا، ومنها الى برفاري التي تبعد عشرين كيلومترا من العاصمة كييف، حيث تلتقي بالقوات المتقدّمة من المحور الثاني للجبة الشمالية الشرقية، والتي تنطلق من مدينة سومي باتجاه مدينة رومني ومنها الى بريلوكي، لتلتف هذه القوات من بروفاري باتجاه القرى الواقعة جنوبي كييف وشمالها، والتي لا تزال تشهد معارك متقطعة مع القوات الاوكرانية المدافعة عنها.

وفي سياق متصل بمعارك العاصمة الاوكرانية، نشرت وزارة الدفاع الروسية لقطات مصورة لمواقع أوكرانية تم تدميرها في ضواحي العاصمة كييف، ولفتت الوزارة الى اكتشاف تلك التحصينات المموهة باستخدام طائرات دون طيار، قبل انّ يتم اطلاق نيران المدفيعة للتأكد من تحقيق الاصابات بدقة.

كما ونشرت الدفاع الروسية صورا لحطام إحدى الطائرات المسيرة من طراز "بيرقدار" التي أسقطتها القوات الروسية في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف قد أعلن في وقت سابق اليوم، أن "القوات المسلحة الروسية دمرت 181 مقاتلة ومروحية أوكرانية و172 مسيرة و170 منظومة دفاع جوي و1379 دبابة ومدرعة قتالية و133 راجمة صواريخ و514 مدفعية ميدانية ومدفع هاون و1168 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة"، كاشفاً عن مشروع سري كان قائما تحت إشراف الولايات المتحدة في خاركيف الأوكرانية لدراسة سبل نقل الأمراض إلى البشر عن طريق الخفافيش.

القوات الروسية لم تكتف بالخطط السابقة للوصول الى العمق الاوكراني، فشقّت طريقها لمحاولة السيطرة على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو، في سعي دائم للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد، حتى العاصمة كييف. وكانت هذه الوحدات تمكنت من فرض سيطرتها على محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية، تلك المنشأة الاستراتيجية الواقعة قرب مدينة نوفا كاخوفكا من الناحية الجنوبية لنهر دنيبر.

وواصلت هذه القوات تقدّمها نحو مدينة سنيهوريفكا، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من ناحية خيرسون جنوباً، كما اخترقت وحدات أخرى الطرق المؤدية الى مدينة باشتانكا، للالتقاء بالقوات المتقدمة منها، فيما لا يزال القتال دائراً حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه بين القوات الاوكرانية والقوات الشعبية بجمهورية دونيتسك، التي استطاعت تحرير أكثر 95 قرية منذ بداية العمليات العسكرية في الجمهورية الوقعة في اقليم دونباس شرق اوكرانيا، فيما تخوض قوات جمهورية لوغانسك معارك عنيفة داخل مدينة سيفيرودونتسك، حيث تدور المعارك في الأحياء الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، للمدنية.

القوات الروسية المتقدمة من مدينة خيرسون باتجاه ميكولايف، شقت طريقها باتجاهه العمق الاوكراني، حيث وصلت الى مدينة كروبينيتسكية، في محاولة للاتقاء بالقوات المتقدمة من محور سومي باتجاه النهر، لتشكل قوة دعم أساسية للقوات التي تشق طريقها باتجاه العاصمة كييف، في حين واصلت القوات الروسية تعزيز وحداتها على الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة كوتيفا الى مدينة شركاسي، وسط البلاد، حيث تحاول ربط الطرق الموصلة من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، عبر شبكة تسمح لها بإحكام الطوق على هذه المدن الرئيسية، ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها.

وعلى المحور الثاني من الجبهة، تواصل القوات الروسية المتقدّمة من بشتانكا شمالاً محاولاتها للسيطرة على مفترق الطرق المؤدية الى اوديسا، وبالتالي عزلها من أي محاولة لامدادها بالسلاح، كما يحاول جزء من هذه القوات الالتفاف غربًا باتجاه مدينة أوديسا، لإحكام الطوق على المدينة الساحلية، الواقعة على البحر الأسود، والتي تُشكل السيطرة عليها خطوة استراتيجية باتجاه عزل أوكرانيا بحريًا، في حين تواصل القوات تقدّمها من حدود أوديساً جنوباً على امتداد 300 كيلومتراً باتجاه العاصمة كييف، مروراً بالمناطق التي دخلتها القوات الروسية. كما وسّعت هذه القوات تحركها باتجاه مدينة فوزنيسينسك، حيث تتجه منها نحو مدينة برفومايسك، التي تتميز بموقعها على مفترق طرق، يصلها باتجاه الحدود المالدوفية غربا، والخط الواصل من اوديسا باتجاه العاصمة كييف.

ويُلاحظ أنّ القوات الروسية غيّرت من استراتيجيتها العسكرية عبر أسلوبين مغايرين، الأوّل يتمثّل بالتحوّل من محاولة التقدّم داخل المدن الاوكرانية الى محاولة إحكام الطوق عليها، وتجنب الدخول في حرب مدن مع القوات الاوكرانية التي أعادت تنظيم دفاعتها داخل المدن. والثاني يتمثّل بالتحوّل من التقدّم من عدّة محاور متباعدة بهدف السيطرة على أكبر عدد من المدن، الى الاعتماد على اسلوب تكثيف نشاطاتها على كل الطرق الرئيسية، ومحاولة الربط بين هذه الطرق عبر إدخال فرق إضافية من المناطق الحدودية، والعمل على إلتقاء هذه القوات بالقوات المتقدمة من باقي الجبهات، لتشكل شبكة مترابطة، تشتت من خلالها عمل القوات الخاصة الاوكرانية، وتحدّ من فعاليتها، لاسيّما أنّ هذه القوات استطاعت تدمير أكثر من قافلة عسكرية روسية في بداية الحرب، مستفيدة المنظمومات الصاروخية المضادة للدبابات المقدمة من الدول الغربية، ومعتمدة على تكتيكات عالية الدقّة، في تحقيق أنشطتها.

المصدر:يونيوز

رایکم