
بين احتدام لغة الصراع السياسي، المقرون باعلان المزيد من العقوبات والدعم العسكري، ومحاولات الدفع باتجاه ايجاد الحلول الدبلوماسية، تراوح الاتصالات الدولية مكانها، بشأن الأزمة الاوكرانية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكّد أنّ بلاده ليس لديها أي هدف لاحتلال اوكرانيا، وأنّ العملية العسكرية كانت تهدف الى منع حصول النظام الاوكراني، على اسلحة دمار شامل من الغرب، والدفاع عن المدنيين في اقليم دونباس شرق اوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي، اتهم الرئيس الروسي، حلف الناتو بمواصلة دعم اوكرانيا بالاسلحة العسكرية والعقوبات الاقتصادية، ولفت الى انّ الحلف اقترب من الحدود الروسية، وأنّ بلاده لن تسمح باستخدام الاوكرانية، كجبهة ضدّها، مشيراً الى أنّ الدول الغربية تسعى الى تحويل اوكرانيا دولة معادية لروسيا.
وأكد الرئيس الروسي، أنّ الاوضاع الحالية على الارض تجري ضمن الخطة الموضوعة مسبقاً، وأنّ اوكرنيا بدعم اميركي كانت مستعدة للحل العسكري، عبر اشعال الحرب ضدّ روسيا واقليم دونباس.
الدعم العسكري الأميركي لاوكرانيا، الذي أشار اليه الرئيس فلاديمير بوتين، أكّده الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر تخصيص 800 مليون دولار كمساعدة أمنية إضافية لأوكرانيا. ليصل المبلغ الإجمالي إلى مليار دولار من المساعدات التي تم الإعلان عنها في الأسبوع الماضي فقط.
وقال بايدن في تصريحات من البيت الأبيض، إنّ هذه المساعداتستمكن الجيش الأوكراني من محاربة "الغزو الروسي"، مشيرا الى أنّها ستشمل 800 نظام مضاد للطائرات للتأكد من أن الجيش الأوكراني يمكنه الاستمرار في إيقاف الخطط وطائرات الهليكوبتر التي كانت تهاجم شعبها والدفاع عن المجال الجوي الأوكراني". واوضح أنّ بلاده تعمل هلى شلّ الاقتصاد الروسي بالعقوبات، لمنعه من تمويل الحرب.
بالموازة، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة بتقديم مزيد من الدعم العسكري لبلاده لمواجهة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. وخلال كلمة ألقاها عبر الإنترنت، أمام الكونغرس الأمريكي، قال زيلينسكي إنّ "تقديم المزيد من المساعدات العسكرية يساعد على حماية مجالنا الجوي"، مشيرا أن موسكو "حولت سماء أوكرانيا لمصدر لهلاك الآلاف".
ودعا زيلينسكي واشنطن لتكثيف العقوبات المفروضة على روسيا لردعها عن عمليتها العسكرية، بما يشمل سحب كل الأعمال الأمريكية منها. ولكنه اشار الى أن المحادثات بين الوفدين الأوكراني والروسي يجب أن تستمر، معتبراً أن مواقف الجانبين تبدو أكثر واقعية الآن، لكن هناك حاجة لمزيد من الوقت.
بالمقابل، جدّد حلف شمال الأطلسي "الناتو" رفضه نشر قوات قتالية في أوكرانيا، مؤكداً أن "مثل ذلك الإجراء قد يوسّع من نطاق الحرب إلى خارج أوكرانيا". وخلال اجتماع استثنائي لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو"، لبحث مستجدات الأزمة الأوكرانية، أعتبر الأمين العام لحلف الناتو يانس ستولتنبرغ، أن أعضاء الناتو فرضوا عقوبات غير مسبوقة على روسيا مع بداية الحرب على أوكرانيا، للتأكيد على دعم الأخيرة.
وأوضح ستولتنبرغ أن دول الناتو قامت بتدريب عشرات الآلاف من الجنود الأوكران، ومدتهم بعدد كبير من الأسلحة والمعدات التكتيكية للدفاع عن أنفسهم. وأشاد أمين عام الناتو بتوحد الدول الأعضاء في الحلف منذ بداية "الغزو الروسي على أوكرانيا" للدفاع عن كييف، شعبها، قواتها المسلحة وحكومتها الشجعان، بحسب قوله.
وكانت الأزمة الاوكرانية حضرت في اللقاء الذي جمع الملك الاردني عبدالله الثاني، بالرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قصر بلفيو ببرلين، حيث جرى بحث الشراكة الاستراتيجية بين الأردن وألمانيا، إلى جانب آخر التطورات الإقليمية والدولية.
وشدد الرئيس الألماني على ضرورة التوصل إلى حلول سلمية لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن استمرارها سيكون له انعكاسات سلبية على الجميع.
كذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اعتزامه "المشاركة في قمة زعماء الناتو في بروكسل وإجراء محادثات على هامشها حول الأزمة بين روسيا وأوكرانيا"، ذلك في مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي مع نظيره البولندي أندريه دودا، عقب لقائهما في العاصمة أنقرة، حيث أشار أردوغان إلى أنه "تم تبادل وجهات النظر مع دودا بشكل مفصل بشأن تطورات الحرب بين روسيا وأكرانيا، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين تركيا وبولندا الحليفتين في حلف شمال الأطلسي-الناتو".
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تناول تطورات الأوضاع في أوكرانيا، خلال استقباله في الديوان الملكي بقصر اليمامة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونس.
المصدر:يونيوز