۳۰۱مشاهدات

القوات الروسية تنهي الاسبوع الثالث من عملياتها العسكرية بتقدّم ملحوظ على جبهات القتال

تنهي القوات الروسية الاسبوع الثالث من عملياتها العسكرية على تحقيق انجازات متسارعة، نتيجة الاعتماد على الاسناد الناري الكثيف، في مقابل تجنّب الدخول الى المدن، ذلك بهدف تسريع الخطة الهادفة لتأمين الحماية لاقليم دونباس، وتدمير السلاح الاوكراني، فضلاً عن منع تمدّد حلف الناتو نحو الأراضي الاوكرانية، بشكل يهدّد وحدة الأراضي الروسية.
رمز الخبر: ۶۴۴۳۶
تأريخ النشر: 17 March 2022

انجازات ميدانية متلاحقة، يغلق عليها الاسبوع الثالث من العملية العسكرية الروسية في الاراضي الاوكرانية، الذي شهد تصاعدا واضحا في وتيرة الهجمات الروسية المدعومة بأسناد ناري مكثَف من سلاحي الجوّ والمدفعية، للدفع نحو تسريع أهداف الخطة الهادفة لتأمين الحماية لاقليم دونباس، وتدمير السلاح الاوكراني، فضلاً عن منع تمدّد حلف الناتو نحو الأراضي الاوكرانية، بشكل يهدّد وحدة الأراضي الروسية.

القوات الروسية التي افتتحت الاسبوع الثالث بتحرير بلدة فولنوفاكا الاستراتيجية، الواقعة جنوب غرب دونيتسك، استطاعت احكام السيطرة الكاملة على أراضي مقاطعة خيرسون، ومدينة ميليتوبول، لتسكمل عزل مدينة ماريبول، آخر المناطق الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف، والذي تمكنت قوات جمهورية دونيتسك الشعبية بدعم ناري روسي، من التقدم بشكل كبير في داخلها، بعدما تمّ قطع طرق الامدادات العسكرية عنها الى حدّ كبير، فيما لا تزال هذه القوات تواجه مقاومة عنيفة من القوات المدافعة عنها.

التقدّم الملحوظ الذي حققته القوات الروسية على الجبهة الجنوبية الشرقية، شكّل نقطة تحوّل مهم على صعيد احكام الطوق على السواحل الجنوبية، التي تشهد حصاراً بحرياً، كما ساهمت في تأمين قاعدة خلفية لتحرّك القوّات الروسية باتجاه المناطق الواقعة في محيط نهر دنيبر في العمق الاوكراني، حيث تسعى هذه الواحدات للالتقاء، بالقوات المتقدمة من الجهة الشمالية الغربية، لدعم الوحدات التي شقّت طريقها نحو العاصمة الاوكرانية، عبر أكثر من محور.

الخطة الروسية، التي اعتمدت على ربط المناطق الجنوبية الشرقية بالمناطق الشمالية الشرقية، والتقدّم منها نحو العمق الاوكراني، تحركت من الجهات الجنوبية عبر شبكة مترابطة من الطرق، تساعدها على تحقيق التقدّم الآمن نحو المناطق المستهدفة بالخطة العسكرية، مع بروز تكتيك يعتمد على الاكتفاء بمحاصرة المدن الرئيسية، والسماح للسكان بالخروج منها، لتستعيض عن الدخول في حرب شوارع في مواجهة المجموعات القومية، والقوات الأوكرانية الخاصة التي أظهرت تفوقاً عسكرياً، لاسيما مع استلامها لمنظومة الصواريخ المحمولة المضادة للدبابات والمدرعات، من قبل الدول الغربية وحلف الشمال الاطلسي، وفق ما أكّدت تقارير صحفية أميركية واوربية متقاطعة، تحدثت عن ادخال آلاف القطع من هذه المنظومات عبر الحدود البولندية والرومانية مع اوكرانيا.

وشملت الخطة الروسية تكثيف الهجمات على القواعد العسكرية والمطارات الجوّية الاوكرانية، في العاصمة كييف وباقي المناطق، لا سيما تلك المنتشرة على الجبهة الغربية القريبة من حدود البولندية، الذي تمّ استهداف أحد المعسكرات التي يتواجد فيها مدربون ومقاتلون أجانب، دخلوا البلاد من المناطق الحدودية، حيث أكدت وزارة الدفاع الروسية عزمها على استهداف جميع المتطوعين الاجانب، وتدمير المنظومات العسكرية الغربية التي تدخل الاراضي الاوكرانية.

وفي السياق، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أخرجت 128 منشأة عسكرية عن الخدمة في أوكرانيا، ودمرت 7 مستودعات للأسلحة، مشيرة الى أنّ الاهداف التي تمت إصابتها، تشمل أيضا منظمومة Buk-M1 للدفاع الجوي وأخرى من طراز Osa، مشيرة أن عدد المعدات العسكرية الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بداية العملية 111 طائرة، و68 مروحية، و160 طائرة مسيرة، و159 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و1353 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و129 راجمة صواريخ و493 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و1096 مركبة عسكرية خاصة.

وسجّلت وزارة الدفاع الروسية لقطات من داخل مستودع للصواريخ والمدفعية في مقاطعة خيرسون التي استولى عليها الجنود الروس، يحتوي على أكثر من 10 آلاف صندوق من قنابل يدوية من طراز F-1 ومئات الصناديق مع طلقات لقاذفات القنابل المضادة للدبابات، مشيرة الى أنّ هذه الأسلحة يتم تسليمها إلى الوحدات الشعبية لجمهوريتي لوغانسك ودونتسك، كما يتم تدريبهم على إتقان استخدام منظومتي الصواريخ المضادة للدبابات "جافلين" و"أن لاو "، تم الاستيلاء عليها من القوات الاوكرانية.

ميدانيا، واصلت القوات المتقدمة من الجهة الجنوبية الشرقية محاولاتها لاحكام السيطرة على الطرق الموصلة الى مدينة دينبرو، حيث تسعى هذه القوات للالتقاء بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية عند حدود دينبرو، لتشكل نقطة دعم للوحدات التي تشق طريقها باتجاه المناطق الواقعة وسط البلاد، حتى العاصمة كييف. وتمكنت القوات الروسية من فرض سيطرتها على محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية في أوكرانيا، وفق ما اعلن الحرس الوطني الروسي، الذي اشار الىّ أنّ المنشأة الاستراتيجية الواقعة قرب مدينة في نوفا كاخوفكا من الناحية الجنوبية لنهر دنيبر، سيتم اعادة العمل بها بشكل تدريجي.

وتواصل هذه القوات تقدّمها نحو مدينة سنيهوريفكا، في محاولة للالتقاء بالقوات المتقدمة من ناحية خيرسون جنوباً، كما اخترقت وحدات أخرى الطرق المؤدية الى مدينة باشتانكا، للالتقاء بالقوات المتقدمة منها، في حين تمكنت القوات الشعبية بجمهورية دونيتسك من السيطرة على بلدات ميخيلوفكا وستافكا وبوتمانكا وفاسيلييفكا، فيما لا يزال القتال حول بلدة فيرخنيتوريتسكويه جاريا، ليرتفع عدد القرى التي تمّ تحريرها الى 95 قرية منذ بداية العمليات العسكرية في الجمهورية الوقعة في اقليم دونباس شرق اوكرانيا، فيما تخوض قوات جمهورية لوغانسك معارك عنيفة داخل مدينة سيفيرودونتسك، حيث تدور المعارك في الأحياء الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، للمدنية الواقعة شرقي اوكرانيا.

وكانت القوات الروسية المتقدمة من الجنوب، وصلت الى مدينة كروبينيتسكية، في محاولة للاتقاء بالقوات المتقدمة من محور سومي باتجاه النهر، لتشكل قوة دعم أساسية للقوات التي تشق طريقها باتجاه العاصمة كييف، في حين واصلت القوات الروسية تعزيز وحداتها على الطرق الرئيسية المؤدية من مدينة كوتيفا الى مدينة شركاسي، وسط البلاد، حيث تحاول ربط الطرق الموصلة من الجهات الشمالية والجنوبية والشرقية، عبر شبكة تسمح لها بإحكام الطوق على هذه المدن الرئيسية، ومنع دخول أي امدادات عسكرية اليها.

وعلى المحور الثاني من الجبهة، تواصل القوات الروسية المتقدّمة من بشتانكا شمالاً محاولاتها للسيطرة على مفترق الطرق المؤدية الى اوديسا، وبالتالي عزلها من أي محاولة لامدادها بالسلاح، كما يحاول جزء من هذه القوات الالتفاف غربًا باتجاه مدينة أوديسا، لإحكام الطوق على المدينة الساحلية، الواقعة على البحر الأسود، والتي يُشكل السيطرة عليها خطوة استراتيجية باتجاه عزل أوكرانيا بحريًا، في حين تواصل القوات تقدّمها من حدود أوديساً جنوباً على امتداد 300 كيلومتراً باتجاه العاصمة كييف، مروراً بالمناطق التي دخلتها القوات الروسية. كما وسّعت هذه القوات تحركها باتجاه مدينة فوزنيسينسك، حيث تتجه منها نحو مدينة برفومايسك، التي تتميز بموقعها على مفترق طرق، يصلها باتجاه الحدود المالدوفية غربا، والخط الواصل من اوديسا باتجاه العاصمة كييف.

وعلى الجبهة الشمالية الشرقية، تابعت القوات الروسية تقدّمها باتجاه العمق الاوكراني، وقد كثفت هذه القوات المتقدمة من محور مدينة سومي تواجدها في مدينة بروفاري، التي تبعد عن العاصمة عشرين كيلو متراً، بما يساعدها على إحكام الطوق على العاصمة التي تشهد معارك متقطعة على تخومها الشمالية والغربية، فيما لا تزال هذه القوات تعزّز من تواجدها على الطرق الرئيسية في مدينة كونوتوب باتجاه مدينة نيزهن، وتحاول الالتقاء بالقوات المتقدمة من مدينة تشيرنيهيف الواقعة شمال العاصمة كييف، المحاذية لنهر ديسنا، والتي تشهد تجمعات كبيرة للقوات الروسية، مقابل دفاعات متقدمة للقوات الاوكرانية المدافعة عن كييف.

ويُلاحظ أنّ القوات الروسية غيّرت من استراتيجيتها العسكرية عبر أسلوبين مغايرين، الأوّل يتمثّل بالتحوّل من محاولة التقدّم داخل المدن الاوكرانية الى محاولة إحكام الطوق عليها، وتجنب الدخول في حرب مدن مع القوات الاوكرانية التي أعادت تنظيم دفاعتها داخل المدن. والثاني يتمثّل بالتحوّل من التقدّم من عدّة محاور متباعدة بهدف السيطرة على أكبر عدد من المدن، الى الاعتماد على اسلوب تكثيف نشاطاتها على كل الطرق الرئيسية، ومحاولة الربط بين هذه الطرق عبر إدخال فرق إضافية من المناطق الحدودية، والعمل على إلتقاء هذه القوات بالقوات المتقدمة من باقي الجبهات، لتشكل شبكة مترابطة، تشتت من خلالها عمل القوات الخاصة الاوكرانية، وتحدّ من فعاليتها، لاسيّما أنّ هذه القوات استطاعت تدمير أكثر من قافلة عسكرية روسية في بداية الحرب، مستفيدة المنظمومات الصاروخية المضادة للدبابات المقدمة من الدول الغربية، ومعتمدة على تكتيكات عالية الدقّة، في تحقيق أنشطتها.

المصدر:يونيوز

رایکم