
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن موقف بلاده غير المؤيد للعقوبات على روسيا لم يتغير.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي اليوم الأحد بختام منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثاني، في ولاية أنطاليا جنوبي تركيا، ان "موقف تركيا واضح منذ البداية وتقول بكل صراحة ما يمكنها أن تفعله أو لا تفعله".
وأكد على الموقف المبدئي لتركيا الذي يرى أن "العقوبات لا يمكنها أن تحل هذه المشكلة". وشدد على رفض تركيا للعقوبات لاسيما التي تستهدف الأبرياء.
وأضاف ان "بعض الخطوات والتصريحات الصادرة من تركيا تزعج روسيا من جهة، وبعضها الآخر لا تلبي توقعات الغربيين من جهة أخرى وإن كانوا لا يفصحون عن ذلك كثيرا".
واستشهد بالتزام تركيا باتفاقية مونترو (بخصوص المضائق)، التي أكدت أنقرة أنها ستنفذها حرفيا، مشيرا إلى أن الاتفاقية لا تنص على إغلاق المجال الجوي.
ولفت إلى أن تركيا تسعى منذ بداية الأزمة وحتى قبل اندلاع الحرب من أجل عقد لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي كان أبلغ هاتفيا الرئيس أردوغان، عدم معارضته من حيث المبدأ عقد هكذا لقاء. وذكر أن الطرف الأوكراني أيضا أبدى استعداه لذلك. ولفت إلى أن الطرفين الأوكراني والروسي بدورهما يجريان مفاوضات جادة حول مسائل فنية ومواضيع أخرى.
وشدد على ضرورة إسكات الأسلحة بأسرع وقت، لأن بعض القضايا لا يمكن التفاوض حولها بشكل سليم بينما الحرب مستمرة.
وأكد ضرورة "اتخاذ قرارات تاريخية حول بعض القضايا"، مشيرا إلى مساهمة تركيا على وجه الخصوص في بدء مسار المفاوضات بين الجانبين. وأعرب عن أمله في أن تسفر المفاوضات عن وقف إطلاق النار وتتكلل باتفاق.
وفيما يخص عمليات الإجلاء من أوكرانيا، أكد جاويش أوغلو، أن تركيا تواصل جهودها لإجلاء المواطنين الأتراك العالقين في مسجد السلطان سليمان القانوني بمدينة ماريوبول الأوكرانية.
وأشار إلى أنه اتصل بنظيريه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا ليشكرهما على مشاركتهما في الاجتماع الثلاثي معه في أنطاليا قبيل انطلاق منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وأوضح أنه أعرب عن شكره للافروف على المشاركة في اللقاء، وطلب منه الدعم أيضا بخصوص اجلاء المواطنين الأتراك من مدينة ماريوبول، التي تتواصل فيها الاشتباكات، ولا تستطيع الحافلات دخول المدينة.
ونفى وزير الخارجية التركي، تعرض جامع في مدينة ماريوبول، ثاني أكبر مدينة تابعة لجمهورية دونيتسك، للقصف. وأشار إلى أن القصف طال محيط الجامع، مؤكدا عدم وجود خسائر بشرية.
ولفت إلى وجود مواطنين أتراك في الجامع، وقال "نواصل جهودنا لإجلاء المواطنين الأتراك العالقين في مسجد السلطان سليمان القانوني بمدينة ماريوبول الأوكرانية".
وأعرب عن أمله في إحراز تقدم اليوم فيما يتعلق بإجلاء المواطنين الأتراك من ماريوبول، مشيرا إلى أن الحافلات تنتظر منذ أمس دخول المدينة لإجلائهم.
وأكد أنه مع إجلاء المواطنين العالقين في ماريوبول، ستكون تركيا أجلت أكثر من 90 بالمئة من مواطنيها من أوكرانيا.
وشدد جاويش أوغلو على حرص أنقرة على إجلاء كل مواطنيها الراغبين بالعودة وضمان وصولهم سالمين إلى الوطن.
واعلن أن أنقرة طلبت دعما روسيا من أجل عمليات الإخلاء وفتح ممرات لإيصال مساعدات إنسانية، وأن "الحرب أصبحت حرب شوارع وأصبح إخلاء المدنيين أكثر صعوبة".
وفي سياق منفصل، أكد جاويش أوغلو أن تركيا ليست على عجلة من أمرها للاعتراف بحكومة طالبان في أفغانستان. وقال: "لسنا مستعجلين للاعتراف بحكومة طالبان لأننا كما العالم بأسره نود رؤية الخطوات التي ينبغي الإقدام عليها".
وبيّن أن تركيا وجهت دعوة للحكومة المؤقتة في أفغانستان للمشاركة في منتدى أنطاليا لأنها ترغب في أن يكون هذا المنتدى غير الرسمي شاملا، ولهذا تمت دعوة الجميع دون تمييز بما في ذلك اليونان وقبرص الرومية.
وأكد وزير الخارجية التركي على ضرورة الإصغاء إلى ما يقوله الأفغان أنفسهم في وقت يتحدث فيه الجميع عن أفغانستان.
وشدد على أهمية اقدام حكومة طالبان على بعض الخطوات الضرورية، لنيل الاعتراف من دول العالم. وأشار إلى ورود رسائل إيجابية من طالبان بهذا الخصوص لكنها لا تنعكس على الأفعال.
ولفت جاويش أوغلو إلى تأسيس تركيا وقطر شركة مشتركة من أجل تشغيل مطار كابول، مشيرا إلى عدم التوصل بعد إلى اتفاق تام مع الحكومة المؤقتة في أفغانستان بهذا الخصوص.
وأكد ضرورة تلبية بعض الشروط أو المطالب على الأرض، (من أجل التوصل إلى اتفاق). وأضاف: " لقد قلنا لهم بألا ينظروا للموضوع على أنه مشروع سيدر عليهم أرباحا كبير بل كمساعدة منا لهم".
وشدد على أن ابقاء المطار مفتوحا أمر مهم من الناحية الاستراتيجية، "لكن تركيا ترى الموضوع كدعم يمكنها تقديمه إلى أفغانستان".
وأشار جاويش أوغلو إلى وجود مفاوضات بشأن تشغيل 3 مطارات أخرى في أفغانستان، بالإضافة إلى مطار كابول، "إلا أن هناك خلافات في وجهات النظر حول بعض التفاصيل".
الى ذلك، تطرق الوزير التركي إلى العلاقات مع يريفان، وقال إنه أبلغ نظيره الأرميني آرارات ميرزويان بضرورة تعاطي بلاده بإيجابية مع اتفاقية السلام التي اقترحتها أذربيجان وأن ذلك سيكون لصالح الجميع.
واوضح جاويش أوغلو أن أنقرة وباكو لطالما أكدتا دعمهما للاستقرار في المنطقة عقب تحرير أذربيجان أراضيها من الاحتلال الأرميني. وشدد أن تركيا ستدعم كل خطوة يتم الاقدام عليها بين أرمينيا وأذربيجان.
وحول لقائه الثنائي مع نظيره الأرميني خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي، أكد جاويش أوغلو أن اللقاء كان مثمرا جدا. ولفت إلى أنه بحث مع نظيره الخطوات التي يتوجب الإقدام عليها من أجل التطبيع التام (بين تركيا وأرمينيا).
كما أكد رغبة أنقرة في انطلاق مفاوضات السلام بين أرمينيا وأذربيجان بأسرع وقت.
المصدر:يونيوز