
لم تنتهِ رحلة الإبداع والابتكار لدى المهندس الفلسطيني محمد برنية، بعد انتهائه من دراسته الجامعية في تخصص الدواجن والإنتاج الحيواني، بل واصل محاولات الاكتشاف، إلى أن استطاع أن يوفر ذبابة الجندي الأسود في دفيئته الزراعية بمدينة غزة.
المهندس محمد برنية، يقول إن قلة فرص العمل في قطاع غزة، وتحديداً في مجال الدواجن، دفعته للتفكير خارج الصندوق المحيط، حيث اتجه للبحث عن بدائل للأعلاف، نظراً لارتفاع تكلفة استيراده.
وعمد برنية إلى البحث عن بدائل الأعلاف للدواجن والأسماك، من خلال ذبابة الجندي الأسود، والتي يعودج موطنها الأصلي الى ماليزيا وإندونيسيا، لحاجة هذه الحشرة إلى رطوبة وحرارة مرتفعة بنسبة 30%.
ونجح برنية في إدخال 3 جرامات من بيض ذبابة الجندي الأسود إلى قطاع غزة، واستطاع أن يجعلها تتكاثر في دفيئته الزراعية، المهيأة بنسبة عالية من الحرارة والرطوبة.
وأشار برنية إلى أن دورة حياة ذبابة الجندي الأسود تبدأ من 28 إلى 30 يوماً، في حال توفرت الظروف المناسبة لها، وأهم طور فيها هو اليرقة التي تتغذى على جميع المخلفات العضوية الناتجة من النبات أو الحيوان.
وأوضح ، أنّه بعد 15 يوم من دورة حياة ذبابة الجندي الأسود أي في طور الشرنقة، يكتمل تخزين المواد الغذائية بداخلها، وبعد فحصها اتضح أن نسبة البروتين بداخلها يصل إلى 60%، والدهون 30%". وتعد هذه النسب أعلى من المتواجدة في فول الصويا، الذي يعد أساس البروتين في الأعلاف الذي يُقدم للدواجن، وفقاً لبرنية.
ولفت برنية إلى أن ذبابة الجندي الأسود تتغذى بزيادة 6 أضعاف عن وزنها، فكل طُن من اليرقات يُخلص البيئة من 6 طُن المخلفات العضوية الضارة في البيئة، وتحويلها إلى كمبوست زراعي يستخدم في استصلاح الأراضي وتسميد النباتات بعيداً عن المواد الكيميائية.
ونوه إلى أن علف الأسماك يستورد من الخارج، لضرورة احتوائه على نسبة عالية من البروتين بنسبة 35%، ، ويعد عالي التكلفة. ووفقاً له، فإنّ البديل عن أعلاف السمك، يتم عبر تجفيف وطحن يرقات ذبابة الجندي الأسود.
وأكد برنية على أن ذبابة الجندي الأسود تخلص البيئة من المخلفات، من خلال تحويلها لأعلاف عالية القيمة، لمزارع الأسماك وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي لقطاع غزة. وذكر أن إنتاجية ذبابة الجندي الأسود في 18 يوم تصل إلى 15 كيلو يرقات، بعد مضاعفته لكمية اليرقات، التي تُنتج كيلو يرقات يومياً في دفيئته الزراعية.
وتطرق إلى الصعوبات التي واجهته في استيراد ذبابة الجندي الأسود في ظل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وتهيئة مُناخ مناسب لليرقة من خلال دفيئة زراعية عالية التكلفة بحرارة 30% ورطوبة 70%.
ويطمح برنية إلى توسيع مشروعه، ليصل قطاع غزة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من أعلاف السمك، وتوفير اليرقات بنسب أكبر، لأهميتها للبيئة المحيطة.
المصدر:يونيوز