۴۹۳مشاهدات

تقدير موقف: العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

رمز الخبر: ۶۳۸۹۷
تأريخ النشر: 06 March 2022

أولا: تطور العملية العسكرية (24-2-2022إلى 3-3-2022)

أ - المرحلة الأولى: 24-2-2022 حتى 26-2-2022

أنهت القوات الروسية غروب يوم السبت 26-2-2022 المرحلة الأولى من العملية الخاصة التي بدأتها في الساعة صفر (5 فجراً بتوقيت موسكو 24-2-2022) بعمليات إنزال وتقرب جوي وبحري وبري تواكب مع 150 ضربة جوية وصاروخية دقيقة استطاعت تعطيل منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات الاستراتيجية بين جميع القوى العسكرية الاوكرانية على جميع الجغرافية الاوكرانية كما عطلت 80% من قدرات الدفاع الجوي وأكثر من نصف سلاح الجو الأوكراني. فباستثناء كييف العاصمة (التي بقيت حتى ظهر يوم الثلاثاء 1 آذار 2022 تتمتع ببنية إتصالات تحتية مهمة تولى بناءها الامريكيون والبريطانيون في السنوات السبع الماضية)، استطاعت بخمس جولات ضرب صاروخية وجوية تقطيع أوصال الجيش وقوات الدفاع الأوكرانية، التي اندفعت في اليوم الثالث من الهجوم إلى أسلوب دفاع عن المنطقة بنشر وحدات ومفارز صغيرة كثيرة العدد (مزودة بأسلحة صد للدروع وصواريخ دفاع جوي محمولة على الكتف)، على اتجاهات الهجوم الروسية الرئيسية الأربعة. وبدأت بعمليات تخريب العوارض الحساسة كالجسور والسدود وبحيرات تجميع المياه لتأخير تقدم القوات الروسية المدرعة والمحمولة، وتنفيذ عشرات عمليات قطع الاشتباك معها.

إلا أن القوات الروسية الخفيفة التي نفّذت معظم عمليات المرحلة الأولى، كانت مدربة جيداً وتمتلك ميزة تكتيكية إضافية بمعاونة قوات الدفاع الشعبية من أبناء المنطقة، الذين يخبرون جغرافيتها جيداً في مقاطعتي دونيتس ولوهانسك وحتى في ماريوبول. وتتمتع بمرونة التحرك لإدامة الاشتباك في مناطق بدت بعضها صعبة على الاوكرانيين، وخصوصاً في دونيسك ولوهانسك وخيرسون وماريوبول، وقد استفادت القوات التي نفذت المرحلة الأولى من ميزتها كقوات خفيفة وسريعة الحركة، لتنفذ عمليات استطلاع فنية، وبالقوة استطاعت من خلالها تحقيق ثلاث أغراض عسكرية مهمة:

الاول: تشويش الاوكرانيين في بعض المناطق وتنفيذ مبدأ الخداع حول اتجاهات القوات الروسية الثقيلة والضربات الرئيسية.

الثاني: جمع معلومات تكتيكية وتعبوية (عملياتية) محدّثة وغاية في الأهمية من مناطق العمليات المستقبلية بهدف تيسير دخول الدروع والمشاة المحمولة.

الثالث: التفتيش عن أهداف مخفيّة وسريّة ذات تأثير عملياتي لم يتم استهدافها في الضربات الصاروخية والجوية الخمس، فضلاً عن التأكد من تدمير أو إعاقة الأهداف التي تم ضربها.

في ماريوبول وخبرسون: وأوديسا أمنت 4 كتائب قوات خاصة وفوج من مشاة البحرية الروسية التي نفذت المرحلة الأولى، أمّنت تعطيل او احتلال القواعد البحرية الاوكرانية في أوديسا وماريبول. كما أمّنت عملية التطويق بالنار، واستفادت منها القوات التي نفّذت المرحلة الثالثة كرؤوس جسور للمحاور الرئيسية.

في إقليم دونباس: ساهمت قوة أخرى من 4 كتائب قوات خاصة، وفوج من مشاة البحرية الروسية بمعاونة قوات الدفاع الشعبية في مقاطعتي دونيتس ولوهانسك، لتأمين تحرير كامل المقاطعتين والتقدم منهما إلى الشمال نحو 45 كيلومتراً.

في خاركوف: نفذ اللواء 27 من المشاة المحمولة بعربات مدولبة، عمليات استطلاع بالقوة وختم عملياته بعد 48 ساعة بهجوم مخادع كبير وصل إلى وسط خاركوف، ثم نفّذ انسحاباً بالتزامن مع تقدم القوات المدرّعة التي بدأت بتنفيذ عملية السيطرة على خاركوف.

في أوبلاست: نفذت الفرقة الروسية 127 وهي مشاة محمولة، عملية خاطفة في الساعات الأولى من يوم 24-2-2022 لتأمين مفاعل تشيرنوبيل وحققت السيطرة عليه ظهراً.

في نايتوبوفيتشي تقدمت الفرقة 90 دبابات (تي 80 وتي 90) من الشرق لتؤازر ميسرة الفرقة 127 التي سيطرت على محيط تشيرنوبيل ولتسحق أي هجمات أوكرانية مضادة وقد نفذت الفرقة 90 بمعاونة ألوية 35 و55 و144 مشاة محمولة مناورة كبيرة وصولاً إلى مدينة شوتسكا.

 

ب – المرحلة الثانية: (26-2-2022 حتى 27-2-2022) تنفيذ وقفة تعبوية لنسبة 60 % من القوات لمدة 36 ساعة من الساعة 8:00 صباح السبت 26-2-2022 وحتى الساعة 20:00 من مساء الأحد 27-2-2022.

 

ت- المرحلة الثالثة: (27-2-2022 مستمرة) 

عند الساعة 20:00 من ليل الأحد الإثنين 27/28 شباط 2022 أطلق الجيش الروسي المرحلة الثالثة من عمليته الخاصة، بتحريك عدة فرق مدرعة، ومشاة محمولة وخاصة، وتزامن مع بدء العملية وضع القوات الاستراتيجية النووية الروسية في حالة تأهب. وتم رفع القوى الجوية والصاروخية المشاركة في العملية إلى 3 أضعاف وقد سارت العملية من 27-2-2022 وحتى اليوم على الشكل التالي:

○ من جهة شمال شرق شبه جزيرة القرم باتجاه مدينتي ميلاكولييف وخرسون، حيث حققت القوة المهاجمة التماس صباح يوم الاثنين 28-2-2022، وأنهت احتلال المدينتين بعد 48 ساعة، وقد ساهمت في مجموع الجهد القوات التالية:

_ الفرق (19- 20 - 42 –136) مشاة محمولة.

_ اللواء 810 مشاة بحرية محمولة

_ الفوج 336 مشاة بحرية محمولة 

○ من روسيا باتجاه إقليم دونباس (لوهانسك ودونيتس) ومدينتي ماريوبول وكارماتسورك حيث دخلت القوة لمهاجمة في الاشتباك فوراً وحققت تقدماً كبيراً في اليوم الأول واستطاعت خرق وتحطيم الطوق على اقليم دونباس وتقدمت بدون قتال لتحقق خرقاً كبيراً عصر الثلاثاء 1-3-2022 وصل إلى كارماتسورك على بعد 50 كيلومتراً شمالاً كما حقق القسم الثاني من القوة التي دخلت هذا المحور تقدماً كبيراً في ماريوبول تمثل بقضم 30% منها وتطويق الباقي بشكل محكم. كما تمّ تأمن مرفأ ماريوبول بالكامل. وقد ساهمت في مجموع الجهد القوات التالية:

_ الفرقة 150 مدرعة

_ الفرقة 3 مشاة محمولة

_ افواج 1-2-3-4-9-35 مشاة محمولة

○ من بلغورود إلى مدن خاركوف الاستراتيجية وأوختريكا وسومي الحساستين حيث تولى جزء من القوة المتقدمة المناورة والهجوم في مدينة خاركوف، وحقق ظهر الاربعاء تقدماً حاسماً فيها، فيما تولى الجزء الباقي من القوة تأمين ميمنة القوة المهاجمة لخاركوف، ومنع أي تعزيزات قد يستقدمها الاوكرانيون من جهة منطقتي سومي وأوختريكا، وقد نفذ الاوكرانيون سلسلة من عمليات التخريب على طريق القوة المتقدمة باتجاه خاركوف، منها تفجير أحد السدود المنصوبة على نهر دونيتز حنوب شرق المدينة لإغراق أماكن تقدم الدبابات الروسية وأقام خطاً دفاعياً طويلاً. ولكن القوات الروسية تجاوزته بتحريك لواء المشاة 27 الميكانيكي المستهدف شمالاً باتجاه منطقة مالايا روهان. وقد ساهمت في مجموع الجهد القوات التالية:

_ الفرقة الرابعة دبابات (تي 80 وتي 90)

_ الفرقة 2 مشاة محمولة

_ اللواء 27 مشاة محمولة

○ الاوتوستراد الدوليA128 من بيربزا إلى بوبريك، حيث قامت هذه القوة بعزل خاركوف عن شمالها وغربها وأمنت مع الفرقة 90 دبابات عملية عزل وتطويق كل القوى العسكرية المنتشرة شرق نهر دينبير، وقد نفذت هذه القوة أربع مهمات في وقت واحد ( تأمين مجنبات القوة المهاجمة لخاركوف – تأمين اتوستراد A128  المهم والذي يعتبر شرياناً حيوياً تتوزع خطوطه وطرقاته إلى معظم وسط أوكرانيا  من الجهة الشرقية – المناورة مع الفرقة (90)  وهي عبارة عن دبابات، والفرقة 144 وهم مشاة محمولة لعزل القوات من وسط إلى شمال أوكرانيا – المناورة والتحضير لمعركة كييف العاصمة) وقد حققت هذه القوة خرقاً مهماً وحققت التماس على 4 محاور مع القوات الاوكرانية المدافعة عن ضواحي كييف الشمالية الشرقية. ومن المتوقع أن تتولى هذه الفرقة مهمّة المعاونة الرئيسية في احتلال العاصمة الاوكرانية كييف مع الفرقة (90) (دبابات)، فضلاً عن الفرقتين 144 و47 مشاة محمولة، التي تناور أيضاً في شمال وشمال شرق كييف. وقد ساهمت في مجموع الجهد القوات التالية:

_ الفرقة 47 دبابات (تي 90- تي 80)

_ ألوية 25-138-200 مشاة محمولة

○ من كزا شيشنا وستارييكريفتس إلى شيرنيهيف وليخوليتسكي ومن بيلاروسيا إلى كراماتوسك وضواحي العاصمة كييف الشمالية والغربية تولى قسم من هذه الفوة الأكبر في القوى الروسية التي تقاتل في أوكرانيا عدة مهمات (تأمين مفاعل تشيرنوبيل - عزل وتطويق القوى الاوكرانية شرق وغرب وشمال كييف – تحقيق التماس في خمس محاور شمالي كييف – احتلال مطارين غرب كييف) وقد ساهمت في مجموع الجهد القوات التالية:

_ الفرقة 90 دبابات (تي 90- تي 80)

_ اللواء 5 دبابات

_ الفرقة 144 والفرقة 127 مشاة محمولة

_ ألوية 35- 37-38 - 55-64 مشاة محمولة 

 

 

ثانيًا: تقييم لردود الفعل الدولية على العملية

أوضحت تداعيات الحرب في أوكرانيا بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام العالمي الجديد الذي أعلن عن بداية الحقبة الامريكية الأحادية (باكسا أميركانا) عام 1990 كان نظاماً افتراضياً ومتهالكاً، كما كشف كثيراً عن نقاط ضعف واشنطن والتكتلات الكبرى التي تحركها الولايات المتحدة الامريكية وأظهر أيضاً أن أن أمريكا والناتو لا زالوا متأثرين بفوبيا الاتحاد السوفياتي السابق حتى بعد تراجع وريثته روسيا كثيراً وانهماكها باعادة بناء نظامها ومحاولة استعادة بعض من قوتها العالمية الوازنة رغم ذلك فلم تتوقف أمريكا والناتو ذراعها العسكري في أوروبا يوماً عن التخطيط والاعداد الجاد والمثابر للتخلص من تركة الاتحاد السوفياتي وعلى رأسها دولة روسيا الاتحادية وحرب أوكرانيا اليوم هي الحرب الخامسة التي تتورط فيها واشنطن مباشرة أو من خلف الستار بإشعالها لضرب روسيا وأذرعها ونقاط مرتكزاتها في أوروبا وغرب آسيا.

فبدءً من اختراق الاتحاد السوفياتي بعد أحداث آب عام 1991 التي أدت إلى تنصيب بوريس يلتسين حاكماً أوحدًا لروسيا التي استقلت في نفس العام عن الاتحاد السوفياتي، استكمل يلتسين ما بدأه ميخائيل غورباتشوف منذ العام 1988 في تفتيت الاتحاد السوفياتي السابق، وحلّ حلف وارسو الذي اضمحل نهائياً عام 1992.

ثم اندلاع حرب يوغوسلافيا عام 1992 والتي دخلت على خطها واشنطن ولندن بشكل رئيسي، لتفتت أكبر حليف لموسكو في وسط أوروبا، والذي تمتع بميزة كونه نقطة نفوذ روسية قوية خارج حلف وارسو. أدى النفوذ الامريكي الناتج عن التدخل في هذه الحرب في كرواتيا والجبل الاسود وفي إقليم كوسوفو (بمعاونة تركية) وفي بعض المفاصل في البوسنة والهيرسك إلى جعل يوغوسلافيا شبه بحيرة أمريكية، استكملت واشنطن والناتو الاجهاز عليها عام 1999 خلال الحرب التي أسميت معركة تحرير كوسوفو.

ثم أشعلت واشنطن حربي الشيشان الأولى والثانية وفيها استعملت واشنطن للمرة الأولى وبشكل منظم واحترافي مجموعات التكفيريين من العالم الاسلامي مستفيدة من تجاربهم في مقاومة السوفيات في أفغانستان إبان الحرب الافغانية الاولى بين عامي (1979 و1988).

بين عامي (1991 و1994) بدأت واشنطن بتصفية نفوذ موسكو نهائياً في سواحل أفريقيا الشمالية والبحر الاحمر بدءً من اليمن مروراً بالجزائر وليبيا والقرن الأفريقي.

عام 2003 أطاحت أمريكا بديكتاتور العراق صدام حسين وأزاحت بيدقاً قوياً لموسكو في غرب آسيا ومنذ العام 2004 وحتى العام 2017 أخذت واشنطن تطيح بجميع الانظمة الحليفة لموسكو في أوروبا وتدخل مجموعة من الدول التي كانت في حلف وارسو تحت مظلة الناتو.

وكانت الخاتمة في الثورة الاوكرانية الملونة عام ،2014 حيث اعتُمد مسار من قبل الامريكيين والناتو يؤدي إلى تحويل أوكرانيا إلى أكبر حليف للناتو في شرق أوروبا، بالاستفادة من مميزات الجغرافيا العسكرية الأوكرانية. كان الناتو يخطط لنقل قيادة قواته في شرق أوروبا إلى أوكرانيا. هذا المسار الخطير الذي عطله الروس وأنهوا حياته في عمليتهم الخاصة التي انطلقت في 24-2-2022 كان سيؤدي إلى إعادة تفعيل البرنامج النووي الاوكراني وتحويل الجيش الاوكراني إلى جيش ذي عقيدة غربية، فضلاً عن أنه كان من المخطط إقامة قواعد تتسع لأربع فرق عسكرية للناتو ذات طابع استراتيجي (تمتلك أسلحة نووية تكتيكية).

ظهر من خلال ردة الفعل الأمريكية ومن دول الصقور في حلف الناتو المبالغ فيها خلال حشد موسكو لقواتها مع بداية العام الحالي أن الأمر يتعدى سيادة أوكرانيا. واكتشف صانع القرار الروسي أن احتشاد 60 قطعة بحرية في شرق المتوسط، و25 قطعة أخرى في البحر الأسود، لم يكن سوى استعداد قتالي لعمليات عسكرية في سواحل بحر آزوف الاوكرانية وكشف احتكاك بين إحدى قطع اسطول البحر الاسود وغواصة بريطانية تصنف استراتيجية أن هناك محاولة من الناتو للتسلل والاطباق على أوكرانيا وفرض أمر واقع صعب. قد يضطر موسكو إلى التعامل معه والمغامرة بتصعيد قد يصل إلى حافة الحرب النووية وأكد ذلك للقيادة الروسية قيام أوكرانيا بين 10-2-2022 و 20-2-2022 بحشد ما يقرب من 50 ألف جندي في مواجهة منطقتي أوهانسك ودونيتسك. وهو مؤشر لعملية كبرى قد تبدؤها القوات الاوكرانية وينهيها الناتو، فقام بعملية إخلاء لحوالي مليون مدني من المقاطعتين. وفور انجاز روسيا لهذه المهمة في 22-2-2022 اعترفت في اليوم التالي يالمقاطعتين، وشنت في اليوم الثالث 24-2-2022 المرحلة الأولى من عمليتها الخاصة، التي يبدو أن صانع القرار الروسي كان يمكن أن يكتفي بها لولا أنه اكتشف مع الطلقات الأولى كل ما كان يضمره الحلف الامريكي البريطاني الأطلسي، مع لاعبه في كييف فلودومير زيلينسكي. الذي تصرف في اليوم الثاني والثالث والرابع للعملية بزهو وبثقة كبيرة مستمدة من اعتقاده أن الناتو بزعامة واشنطن ولندن سينجده. فتبين له أن الناتو تعامل مع العملية الخاصة الروسية كأنها عملية استباقية أطاحت كل ما خطط له الامريكيون والبريطانيون وصقور الناتو منذ شباط 2014 ورغم الصخب الهائل الذي أوجده الامريكيون، وحشدوا له كل صراخ العالم، فقد تأكد لزيلينسكي وهو العارف بما كان يخطط في مطابخ الناتو، أنه ترك لمصيره وأن أعظم ما يمكن أن يقدمه له حلفاؤه هو أسلحة فتاكة لا تتسبب بحرب نووية مع موسكو.

وفي رصد للمواقف تبين أن الولايات المتحدة التي حققت في الامم المتحدة أكبر انجاز معنوي لها منذ حرب فييتنام، أصبحت بعد الاستعراض الاممي الخاسر الأكبر. حيث أنها بذلك العرض ومن خلال فرضها على جميع دول أوروبا، تحديداً المشاركة بالمظاهرة الاممية الذي أتبعته بلغة "محور الشر" لاستجلاب الدعم للمجهود الحربي الاوكراني، تبين لواشنطن من خلال ازدباد حدة النقاش بين الناتو والاتحاد الأوروبي أنها قد قد غامرت كثيرًا بالتسبب بفتح نقاش قديم وطويل، بدأ عام 1951 بين أوروبا الغربية وبين أمريكا، حول الهدف من إنشاء الناتو. وحينها لعبت واشنطن على خوف أوروبا واستخدمت مشروع ماريشال لتدخل معظم دول أوروبا الغربية إلى الناتو باستثناء فرنسا ديغول الذي فهم مغزى استعمال أوروبا كجبهة أمامية لأمريكا، بمواجهة معسكر وارسو فضلاً عن السويد وفنلندا اللتين فضلتا الحياد النشط على أن تكونان على فوهة المدفع على بعد كيلومترات من حلف عسكري ضخم يمتد من كمتشكا في أقصى جنوب آسيا إلى الاورال في شرق أوروبا.

هذا النقاش عاد لينفجر بشكل حاد بين واشنطن وصقور الناتو من جهة، وبين حلف ثلاثي يتكون من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا يدعو لتعزيز الاتحاد الأوروبي ودراسة متطلبات أوروبا الدفاعية، دون أن تكون أوروبا مرهونة لاستراتيجية الناتو الدفاعية، التي باتت منذ العام 2001 تتجاوز بالتبعية لأمريكا وبريطانيا سلسلة جبال الاورال، لتصل إلى أعماق آسيا الوسطى في كازخستان وأفغانستان والصين.

 أمر آخر فتح مشكلة ستتعاظم في الاشهر القادمة بين الاتحاد الأوروبي والناتو، وهو مشكلة الاقتصاد والتنمية المستدامة في أوروبا فالإجراءات الاقتصادية والمالية الصارمة والمبالغ فيها ضد موسكو كانت تعني لمخططي السياسة المالية والاقتصادية تراجعاً كبيراً في الدورة المالية والحياة الاقتصادية في اوروبا بسبب قطع الغاز (الذي لم تقطعه موسكو بعد عن أوروبا) واغلاق الأسواق، وعزل الاستثمارات الروسية التي ستتأثر حليفاتها الكبرى (في الصين والخليج) وستناصر شريكتها موسكو. مما يعني شحاً في الاستثمارات الضرورية لإنعاش الاقتصاد الاوروبي الذي تأثر كثيراً من جائحة كورونا. وحيث أن المرحلة التي بني فيها الناتو وكانت أوروبا مرتهنة لمشروع ماريشال الأمريكي وكانت معظم الاقتصاديات الاوروبية مدمرة فضلاً عن الدول التي تدمرت في الحرب العالمية الثانية وكانت تحتاج إلى تمويل إعمارها من مشروع ماريشال المذكور. إلا أن الوضع الحالي مختلف نهائياً فمعظم دول أوروبا الغربية تمتلك بنية صناعية واقتصادية ضخمة لم تستطع اتفاقية الغاز وغيرها من اتفاقيات الحماية الجمركية والضريبية الامريكية أن تحاصرها وتمتلك أوروبا بفعل توزع وتنوع صناعاتها وزراعتها وموارد أنتاجها أمكانات واعدة لتبوء المرتبة الثالثة أو الرابعة بين اقتصاديات العالم. فيما يعتبر الناتو منظمة عسكرية تتالت الظروف التي كادت تجعله منظمة رديفة للاتحاد الاوروبي. وهنا يبدو أن الازمة في أوكرانيا ستشغل صناع القرار الاوروبيين لفترة طويلة وستكشف النقاب عن تحولات ضخمة في الجيوبوليتيك الاوروبي قد يكون أقل تحولاتها المفاجئة الموقف الالماني بتبني رفع كبير في الميزانية الدفاعية ضمن الاتحاد الاوروبي وهذا القرار استلزم صدوره أكثر من 50 عاماً من العناد الالماني.

في مجال آخر، بدت بريطانية ثقيلة ومتباطئة في تنفيذ ما أسمته استراتيجيتها لبريطانيا العالمية حيث بدت مجرد بوق لواشنطن بفعل مشاكلها الاقتصادية والسياسية واختلافها الاجتماعي وضآلة وتواضع قوتها العسكرية في التأثير بأزمة دولية كأزمة أوكرانيا، التي دخل فيها الاتحاد الاوروبي بثقله الذي استصغرته لندن منذ سنتين وخرجت منه نهائياً لذا فتراها من أكثر المعترضين على إنعاش الاتحاد واعطائه فرصة البروز وامتلاك مفاتيح السياسة القارية الاوروبية. لذا فإن الذي كان مؤملاً من بريطانيا العالمية بدا خيالا مبالغ فيه مع تطور الازمة في أوكرانيا حيث اختفى عويل الذئب البريطاني في أصوات قعقعة المدافع بين روسيا والناتو.

أما فرنسا فهي ستضطر للعمل بربع جهد في الاشهر القادة بسبب دخول المرحلة الأخيرة من الحملات الانتخابية الرئاسية الفرنسية لقد استطاع ماكرون أن يوازن بين الأطراف بأقل خسائر ممكنة بسبب قيامه بدور الوسيط في الازمة وبحكم الصداقة الفرنسية الروسية وخلافاً للمرشحين الرئاسيين الذين ينافسونه والذين رموا كل بيضهم في السلة الروسية خدمت الظروف ماكرون ومكنته من النجاة من مقصلة الرأي العام الفرنسي ليصبح في طليعة مرشحي الرئاسة الفرنسية بعد تراجعه الكبير خلال فترة جائحة كورونا والكساد الاقتصادي الذ عانت منه فرنسا.

في المقابل فقد كشفت الازمة الاوكرانية حجم الارتباط في المصالح بين معظم دول غرب آسيا وروسيا، فباستثناء لبنان الفاقد الصلاحية السياسية لمصلحة واشنطن وباستثناء قطر وتركيا اللاعبتين الرئيسيتين في منطقة غرب آسيا في الحرب الامريكية على روسيا، بدا لافتاً إجماع معظم دول منطقة غرب آسيا على الانحياز لروسيا حتى أن بعض أهم الدول الحليفة لواشنطن صوتت معها مجاملة في جلسة الجمعية العامة كالكيان المؤقت والامارات ومصر أما الموقف الحقيقي الذي انعكس في اعلام الكيانات الثلاث فكان منحازاً لروسيا أو على الأقل متوازناً معه.

وهنا يبرز مستوى المغامرة التي تغامر فيها تركيا في الملف الاوكراني فهي وإن اعتمدت الاستنسابية في قراراتها بشأن اغلاق مضائق البحر الاسود أمام الملاحة العسكرية، ورفضت الخضوع لقرارات الحظر المالي الامريكية والأوروبية، إلا أنها تدير فعلياً حرباً أخرى لمصلحة أوكرانيا تتمثل في الدعم الاعلامي وفي مجال السايبر وتجنيد المرتزقة، وإدارة العمليات، وهنا يبدو أن تركيا تغامر بفعل إمساكها بأوراق كثيرة منها:

_ اشرافها على مداخل البحر الاسود ونفوذها الفعلي فيه والذي يمكن أن يخدمها مع أي طرف رابح من الطرفين لتعزيز الملاحة في البحر الاسود.

_ اظهار نفسها كرأس جسر للناتو واستخدام البحر الاسود لابتزاز خلف شمالي الاطلسي.

_ المصالحة مع واشنطن وتعزيز ورقتها مجدداً لدى ادارة بايدن التي لم تتقبل نظام أردوغان كشريك حقيقي.

_ التحكم بورقة المرتزقة المتوقع استخدامها مستقبلاً وتقديم خبرتها السورية في استجلاب وتجنيد وارسال التكفيريين والجماعات المسلحة من اجل الاستثمار بتجارة المرتزقة.

 

ثالثاً: خلاصات واستنتاجات   

 

بالإضافة إلى الملاحظات التفصيلية التي أبديناها في سياق التقدير فإن التطورات التي حدثت خلال الأسبوع الماضي تبرز ما يلي:

 

على المستوى العسكري:

يبدو واضحاً أن القوات الروسية تتحرك وفق خطة محكمة لا تتوخى الاستعجال بقدر الالتزام وفق مخطط يسمح لها بالمناورة وتحقيق الاهداف على جميع المستويات العسكرية (تكتيكي – تعبوي – استراتيجي) وتتولى تحييد وتدمير كل ما يمكن أن يؤثر على أمنها القومي من صواريخ وطائرات وقوات عسكرية ومنظومات وسيطرة وقواعد وثكنات برية وبحرية وجوية. وكما يبدو من خلال اتجاه العمليات أنها لا تقوم بالاستيلاء على المدن الرئيسية بل تطوقها وتحتل فقط المدن التي تؤثر الآن ومستقبلاً على عملياتها العسكرية. حالياً معركتي خاركوف وماريوبول آخذتين بالانتهاء ومن المتوقع أن ينصب الحهد الرئيسي ل 30% من القوة الروسية المقاتلة في أوكرانيا على معركة كييف حيث يبدو أن روسيا ستكتفي بتطويقها لمدة تسمح للمدنيين بالخروج منها كما ستعطي موسكو دفعة للمفاوضات الجارية في بلاروسيا وحتى ينجز هذين الامرين، من المتوقع أن تتراجع الحرب في كييف لتتفرغ باقي القوات وربما مع قوات جديدة بعزل أوكرانيا برياً كما عزلتها جوياً وبحرياً.

ويمكن في هذا المجال تسجيل الملاحظات العسكرية التالية:

نظم الاوكرانيون وحلفاءهم عمليات دفاع مستعجل تعتمد على حرب العصابات الاوروبية الكلاسيكية، ووفق المدرسة البريطانية في حرب العصابات، التي تعتمد على ضرب خطوط النقل والقوافل العسكرية الامدادات، ومحاولة الاجهاز على القوات الصغيرة التي تعزل أو تفصل عن القوات الام نتيجة للكمائن.  وغالباً ما استهدفوا قوات روسية باستعداد تكتيكي لا يتجاوز السرية مستغلين انفصالها عن ألويتها وفرقها عند توجهها للمناورة او الاشتباك أو عند انسحابها دون تغطية من الطائرات السمتية وسجلت ثلاث حالات استعمل فيها الاوكرانيون عوارض حساسة، ذات طبيعة مائية أو جسور ليعزلو مجموعات صغيرة من الدروع ويتولوا استهدافها بمدافع مضادة للدروع من صناعة أوكرانية قريبة من الكورنيت، إلا أن مداها الأقصى لا يتعدى ال2500 متر، وفي كثير من الحالات كانوا يعتمدون على مسيرات انتحارية تركية أو من صنع " الكيان المؤقت"  استخدمتها القوات الاذربيجانية في حرب ناغورني كاراباخ الصيف الماضي كما اعتمدوا كثيراً على طائرة بيرقدار TP2  التركية إلا أن هذه الميزات كلها انتفت دفعة واحدة مع بدء إدخال الفرق التي تتمتع بدفاع ذاتي  أكبر الكترونياً وفي العتاد فضلاً عن الطائرات التي تؤمن وتواكب تحركها وكما يبدو فإن قوات الدفاع الجوي الروسية استطاعت تحييد معظم طائرات بيرقدار TP2  التي استخدمت بعد الاثنين 28-2-2022.

على المستوى السياسي والاقتصادي:

_ تهدف العقوبات الاقتصادية الهائلة التي فرضتها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية إلى شل الاقتصاد الروسي بأكمله. ففي الساعات الأربع والعشرين الأولى للعملية، تم فصل البنوك الروسية الكبرى عن نظام الدفع الدولي SWIFT، وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن يعنقد أنه نائب مسؤول الامن القومي الامريكي " إن هذا الإجراء سيمنع الوصول إلى أصول بمئات المليارات من الدولارات. "الروبل في حالة من السقوط الحر، وسرعان ما سنشهد ارتفاعًا في التضخم وانكماشًا في النشاط الاقتصادي". وأشار إلى العقوبات بأنها "التزامنا بتقديم قوة ساحقة" ضد روسيا. إذا فإن أحد حسابات واشنطن الرئيسية هو أن تدمير الاقتصاد الروسي والروبل بالدعوى التي قدمها الرئيس الامريكي جو بايدن في خطاب حالة الاتحاد يوم الثلاثء 1-3-2022 بأن ذلك سوف يعمق الانقسامات داخل الأوليغارشية الروسية ويذكي السخط الاجتماعي، ويخلق الظروف لتغيير النظام وحتى تفكك البلاد. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مايكل إس بيرنستام، الباحث في معهد هوفر بجامعة ستانفورد: "إذا كان الناس يثقون في العملة، فإن الدولة باقية “. أما إذا “إذا لم يفعلوا ذلك، فسوف يتصاعد في الدخان."

_ تقوم دول الناتو بتسليم أنظمة أسلحة متطورة مباشرة إلى أوكرانيا. أرسلت الولايات المتحدة مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في العام الماضي، مع أحدث دفعة من 350 مليون دولار تعهد بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين يوم الأحد. تقوم واشنطن بتسليح أوكرانيا مباشرة بصواريخ ستينغر أرض جو وصواريخ جافلين المضادة للدبابات. تستخدم القوات الأوكرانية بالفعل تقنية Javelin المتطورة ضد الدبابات الروسية، التي زودتها بها الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) قبل الغزو.

_ يقوم الاتحاد الأوروبي بتمايز عن الناتو وإبقاء المبادرة المستقبلية بيده، ولأول مرة ، بتمويل شراء الأسلحة وتسليمها إلى أوكرانيا. وفي هذا المجال أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز يوم الأحد 28-2-2022 أنه سيتم توفير 110 مليارات دولار من التمويل الإضافي للجيش الألماني، أي ما يقرب من ضعف مبلغ ميزانيته السنوية، وأن ألمانيا ستقدم أيضًا مساعدات عسكرية مباشرة إلى أوكرانيا. وفي هذا تحذير مستقبلي بأن آلة الحرب الألمانية القديمة التي تم حشدها ضد الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، قد تعود مرة أخرى لتسبق الناتو نحو روسيا تحت مظلة أزمة أوكرانيا.

_ بتحريض من الحكومات، يتم إرسال مرتزقة وقوات قتالية خاصة من دول الناتو إلى أوكرانيا. يوم الأحد، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوكرانيا ستنشئ فيلقًا دوليًا لمقاومة روسيا، قائلاً: "يمكن لأي شخص يريد الانضمام إلى الدفاع عن أوكرانيا وأوروبا والعالم أن يأتي ويقاتل مجرمي الحرب الروس جنبًا إلى جنب مع الأوكرانيين ". وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إنها تدعم "بشكل مطلق" المواطنين البريطانيين الذين يسافرون إلى أوكرانيا للعمل كمقاتلين". إن شبكات نشر هؤلاء الجنود المرتزقة موجودة في أوكرانيا منذ عام 2014. وفي تركيا منذ الحرب السورية عام 2011 لقد قاموا بنقل العناصر اليمينية المتطرفة إلى أوكرانيا خلال أحداث القرم عام 2014 وعادوا إلى بلدانهم الأصلية، حيث تم إدانتهم أحيانًا بارتكاب أعمال إرهابية متعصبة للبيض. في أوكرانيا، عملت القوات مع كتيبة آزوف والفيلق الوطني الجورجي. تتلقى هذه الشبكات الآن مساعدة مفتوحة من الحكومتين البريطانية والأمريكية. أكثر من 60 من هؤلاء الأفراد، معظمهم متقاعدون من القوات الخاصة، سافروا من المملكة المتحدة وستة على الأقل من الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي.

_ يُصدر المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون بيانات عدوانية بشكل متزايد بأنهم يخططون لشن حرب مباشرة مع روسيا. إضافة 7000 جندي أمريكي إلى أوروبا الشرقية التي أعلنت عنها إدارة بايدن الأسبوع الماضي، يرفع إجمالي الانتشار الأمريكي في القارة إلى أكثر من 100000. وردا على سؤال عما إذا كانت القوات الإضافية سيتم دمجها في "قوة الرد السريع" التابعة لحلف شمال الأطلسي، والتي تم تفعيلها يوم الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي الامريكية، "إذا تم تفعيلها، فنحن نريد أن نتأكد من استعدادنا".

_ رغم أن واشنطن ولندن رفضتا موضوع فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا إلا أن الموضوع لم ينته ولا زال قيد الدرس بين الناتو وأوكرانيا حيث قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نحتاج إلى الغرب لفرض منطقة حظر طيران على أجزاء كبيرة من أوكرانيا". وطالب أعضاء في الكونجرس الأمريكي، بمن فيهم عضو الكونجرس الجمهوري آدم كينزينجر، وكذلك سياسيون بريطانيون، الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا. إن هذا الأمر إذا ما حصل فسيرفع خطر، اشتباك القوات العسكرية الأمريكية أو تلك التابعة للناتو مع الطائرات الروسية بشكل مباشر مما يعني تصعيداً كبيراً قد يصل إلى حافة استعمال اسلحة غير تقليدية.

_ هناك حملة منسقة وشرسة مناهضة لروسيا في وسائل الإعلام. من وسائل الإعلام الخاصة بالشركات إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن وابل الدعاية الحربية مروع. تقدم CNN بلا هوادة تقريرًا بلغة السترات الواقية من الرصاص عن الفظائع الروسية المزعومة، وتخصص نيويورك تايمز غالبية صفحاتها لطبعها. يوم الإثنين، أثار مراسل شبكة إن بي سي ريتشارد إنجل على تويتر ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تدمير قافلة روسية خارج كييف، حتى لو كان ذلك يعني "تورطًا مباشرًا ضد روسيا". الأكاديميون، سواء أكانوا قابلين للتأثر أم غير أمناء، يغمرون تويتر بالنقد الموجه إلى بوتين وروسيا، بينما يتجاهلون حقيقة أن الجيش الأوكراني مليء بالقوى اليمينية المتطرفة. تهدف وسائل الإعلام المتواصلة إلى خلق مناخ من الكراهية ضد روسيا والروس. الادعاءات بأن الولايات المتحدة لا تستهدف الشعب الروسي تكذبها حملة منع الموسيقيين والرياضيين الروس من الأداء والمنافسة في الأحداث الدولية. يقترن هذا بالمطالبة بإزالة البضائع الروسية من رفوف السوبر ماركات.

المصدر:مركز دراسات غرب آسيا

رایکم