۳۸۱مشاهدات

مجلس الأمن يدعو للامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس بأوكرانيا

خلال جلسة خصصت للحديث عن الازمة الاوكرانية، اكد مجلس الأمن ضرورة التحلي بأقصى درجات ضبط النفس في أوكرانيا والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية.
رمز الخبر: ۶۳۲۴۷
تأريخ النشر: 18 February 2022

عقد مجلس الأمن الدولي، امس الخميس، جلسة ناقش فيها تطورات الوضع في أوكرانيا، حيث دعت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس في هذه "اللحظات الحساسة".

كما دعت الجميع إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية من شأنها أن تتعارض مع نص اتفاقات مينسك، أو أن تقوض تنفيذها وتؤدي إلى المزيد من التوتر بما في ذلك ما يتعلق بوضع بعض المناطق مثل دونيتسكا ولوهانسكا في أوكرانيا.

وأثنت المسؤولة الأممية على عمل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، داعية إلى توفير الدعم لها. وأضافت: "إن بعثة الرصد الخاصة التي تؤدي مهاما أساسية على الرغم من الصعوبات الجسام يجب أن تنعم بظروف آمنة لأداء عملها".

وذكرت ديكارلو ما أبداه الأمين العام للأمم المتحدة من بالغ القلق إزاء احتمال اندلاع نزاع عسكري في أوروبا، وتذكيره بأن كلفة هذه الحرب تعني المعاناة البشرية والدمار والضرر لأوروبا وللأمن العالمي وأن هذا لا يمكن تقبله.

وأشارت إلى أن غوتيريش ظل منخرطا مع الأطراف الأساسية، بما في ذلك حكومتا الاتحاد الروسي وأوكرانيا "وأكد ذلك في رسالة لا لبس فيها مفادها بألا بديل للدبلوماسية".

ولفتت إلى المسؤولية التي تقع على عاتق الدول الأعضاء بشأن احترام المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، وأن تفض نزاعاتها بالسبل السلمية، وأن تمتنع عن التهديد باستخدام القوة، أو استخدامها ضد سلامة أراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

وأكدت على التزام الأمم المتحدة بسلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها في حدودها المعترف بها دوليا.

ورحبت ديكارلو بآخر الاتصالات الدبلوماسية بما في ذلك على مستوى رؤساء الدول، ولكنها دعت إلى بذل المزيد من الجهود، وبشكل عاجل، بما في ذلك اتخاذ إجراءات ملموسة في الميدان، وإنهاء الخطابات التصعيدية بما يحقق شيئا من التهدئة.

ومضت بالقول: "كما فعلت الأمم المتحدة على مدى سنوات النزاع الثماني فإنها ستواصل وقفتها إلى جانب شعب أوكرانيا. الفريق القطري للأمم المتحدة في أوكرانيا يعمل بشكل كامل، وزملاؤنا المعنيون بالشق الإنساني ملتزمون بتوفير المساعدات الإنسانية عملا بمبادئ العمل الإنساني من حياد وعدم انحياز وإنسانية واستقلال".

وأشارت إلى إرسال ثلاث قوافل إنسانية أوصلت أكثر من 140 طنا من المساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح على طول خط التماس منذ مطلع 2022. ودعت جميع الأطراف إلى احترام وصول العاملين الإنسانيين الآمن وبلا عائق في كل الظروف.

وتحدث في جلسة المجلس أيضا كل من السفير ميكو كينونين، الممثل الخاص لرئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا، ويشار خالد شفيق، كبير المراقبين لبعثة الرصد الخاصة في أوكرانيا.

وقال السفير ميكونين إن النزاع المتصل بشرق أوكرانيا، منذ ثمانية أعوام، أسفر عن وقوع 14 ألف ضحية ومئات الآلاف من النازحين واللاجئين. وأوضح أن المشاركين في النقاشات، التي عقدتها مجموعة الاتصال الثلاثية قبل شهرين، قد اتفقوا، بشكل كامل، على التقيد باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في تموز/يوليو 2020.

ورغم إشارته إلى أن هذا الالتزام الذي تم قطعه قبل شهرين لم يتم الوفاء به بشكل كامل، قال إن انتهاكات وقف إطلاق النار انخفضت بنسبة 70 في المائة مقارنة بالشهر السابق، على حد تعبيره.

يشار إلى أن مجموعة الاتصال الثلاثية تضم ممثلين عن أوكرانيا والاتحاد الروسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

بدوره، قال يشار خالد شفيق كبير المراقبين لبعثة الرصد الخاصة في أوكرانيا "لقد تم تشويه سمعة بعثتنا في الخطاب العام، وتتعرض أدوات الرصد التي نستخدمها لتشويش كبير، وعانت البعثة من عقبات مؤقتة أمام عملياتها في منطقة دونيتسكا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي".

وتابع إن الحالة الأمنية العامة على طول خط التماس في شرقي أوكرانيا ظلت متقلبة، بعد فترة الهدوء النسبي غير المسبوقة التي أعقبت اتفاق تعزيز وقف إطلاق النار الموقع في تموز/يوليو 2020.

وأضاف أن المجتمعات الواقعة على طول خط التماس تعاني من صدمة عميقة بسبب العيش في خطر دائم وحالة من عدم اليقين، مشيرا إلى وقوع 48 ضحية بسبب نيران الأسلحة الصغيرة والقصف، إضافة العديد من حالات الإصابة والقتل الناجمة عن الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وشدد على ضرورة أن يبذل الطرفان قصارى جهدهما للتخفيف من هذه التهديدات المستمرة، حتى ولو من جانب واحد، بالتوازي مع المفاوضات الرامية لإيجاد حول الحلول الشاملة.

واستمع المجلس أيضا إلى إحاطة من تيتيانا مونتيان، وهي ناشطة في المجتمع المدني في أوكرانيا والتي اتهمت الغرب بالسعي "لشن حرب مع روسيا على أراضي أوكرانيا". وقالت "نحن لسنا بلعبة، نحن شعب". ووصفت بعثة الرصد الخاصة في أوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها "معصوبة الأعين".

بدوره، اتهم مندوب أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرجي كيسليتسيا روسيا بـ "انتهاك لمعظم الاتفاقات مباشرة بعد التوقيع عليها"، على حد تعبيره.

وقال إن بلاده ملتزمة بالتسوية السلمية للنزاع الروسي-الأوكراني من خلال الجهود الدبلوماسية، مضيفا: "نحن نريد السلام والأمن والاستقرار في أوكرانيا ليس لأجلنا فقط، ولكن لأوروبا بأسرها". لكنه قال إن بلاده ستدافع عن نفسها في حال اختيار روسيا التصعيد، على حد قوله.

ورحب المندوب الأوكراني بكافة الجهود الدبلوماسية، على كافة المستويات، بهدف "منع حدوث أسوأ الاحتمالات"، معربا عن شكره لكل من يتضامن مع بلاده على الساحات العالمية.

ومضى قائلا: "إننا نتوق إلى استكشاف كل الأساليب الدبلوماسية بما فيها مجموعة الاتصال الثلاثية وكذلك كافة المجموعات لمواصلة الحوار بين روسيا وأوكرانيا".

من جانبه، وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، قال في كلمته للمجلس: "ينبغي علينا معالجة مواجهة ما تفعله روسيا بأوكرانيا الآن".

وأضاف أن "روسيا حشدت، خلال الأشهر الماضية، وبدون استفزاز أو تبرير، أكثر من 150 ألف جندي حول حدود أوكرانيا، وفي روسيا وبيلاروس وشبه جزيرة القرم المحتلة".

ومضى قائلا: "تقول روسيا إنها تسحب تلك القوات. نحن لا نرى ذلك يحدث على أرض الواقع. تشير معلوماتنا بوضوح إلى أن هذه القوات - بما في ذلك القوات البرية والطائرات والسفن - تستعد لشن هجوم على أوكرانيا في الأيام المقبلة".

وقال بلينكن إنه بعث، في وقت سابق الخميس، برسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تقترح أن يلتقيا الأسبوع المقبل في أوروبا، "متابعة لمحادثاتنا في الأسابيع الأخيرة، بهدف مناقشة الخطوات التي يمكننا اتخاذها لحل هذه الأزمة دون صراع. كما نقترح أيضا عقد اجتماعات للمجلس المشترك بين الناتو وروسيا والمجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وأردف وزير الخارجية الأميركي أن هذه الاجتماعات يمكنها أن تمهد الطريق لعقد قمة للزعماء الرئيسيين، في سياق خفض التصعيد، بهدف التوصل إلى تفاهمات بشأن مخاوفنا الأمنية المشتركة.

وأضاف: "بصفتنا دبلوماسيين بارزين لدولنا، فإننا نتحمل مسؤولية بذل كل جهد ممكن من أجل نجاح الدبلوماسية... إذا كانت روسيا ملتزمة بالدبلوماسية، فإننا نقدم لها كل فرصة لإظهار هذا الالتزام".

ودعا الوزير الأمريكي روسيا إلى أن تعلن بوضوح اليوم و"دون تحفظ أو مراوغة أو انحراف" أنها لن تغزو أوكرانيا وبرهنة ذلك "من خلال إرسال قواتها ودباباتها وطائراتها إلى الثكنات والمستودعات وإرسال الدبلوماسيين إلى طاولة المفاوضات".

واختتم حديثه بالقول: "في الأيام القادمة، سيتذكر العالم احترام هذا الالتزام - أو رفض التعهد به".

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، الذي ترأس اجتماع المجلس، إنه من الواضح أن أوكرانيا لم تنفذ، وبعد مرور سبع سنوات، أيا من بنود حزمة الإجراءات في اتفاق مينسك، "بما في ذلك بند وقف إطلاق النار".

وقال فيرشينين إن أساس المشكلة يعود إلى " الافتقار المنهجي لرغبة كييف في الدخول في حوار مباشر مع الممثل المعتمد لدونيتسكا ولوهانسكا في مجموعة الاتصال الثلاثية، في حين أن هذا الحوار قد تم إيراده، بوضوح وبشكل مباشر في البنود الخاصة بـ 911 و12 من الوثيقة".

وأوضح أن هذا "أمر يشكك فيه جيراننا بشكل متزايد، وبالتالي، يخاطرون بتقويض عملية مينسك بأكملها، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على أوكرانيا".

وأضاف المسؤول الروسي قائلا: "محاولات إلقاء اللوم على روسيا عبثية ولا أساس لها من الصحة. وهذا يمثل ذروة الهدف الرامي إلى إبعاد اللوم عن أوكرانيا. يجب أن أقول إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة من موقف زملائنا في الغرب الشبيه بالنعام، الذين يحاولون عدم رؤية الأشياء الواضحة ".

المصدر:يونيوز

رایکم