۲۴۱مشاهدات
رمز الخبر: ۶۲۲۴۷
تأريخ النشر: 25 January 2022

إن الصراع بين الكيان الصهيوني وجمهورية إيران الإسلامية هو موضوع لا جدال فيه، وقد اقدم الكيان المحتل بشكل مباشر وغير مباشر على العديد من الممارسات الإرهابية والتخريبية ضد المصالح الايرانية.

ومن اهم ما قام به الكيان الصهيوني في سياق استهداف مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، يشار الى : ۱. الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق النووي وفرض "عقوبات" شاملة على المصارف والبنوك الخاصة والحظر على شراء الدواء (بما يشمل اللقاحات المضادة لكورونا خلال اليوم الاول من تفشي الجائحة التي اسفرت عن وفاة ما يزيد عن ۱۸۰ ألف شخص وتأثیر هذة الأزمة على الصحة العامة) ۲. الهجمات السيبرانية على محطات الوقود والسكك الحديدية والجمارك والموانئ والمصانع المنتجة للسلع الأساسية ، ۳. تخريب البنية التحتية النفطية والنووية والفضائية ٤. اغتيال العلماء النوويين وتهديد الأساتذة والطلاب المبدعين في مجال انتاج العلم ٥. اغتيال القادة العسكريين في البلاد، ٦. متابعة "العقوبات" الرياضية على صعيد المنظمات الدولية ، ٧. فرض ضغوط دبلوماسية على المستوى الدولي و...

وردا على هذه الهجمة الشرسة، اتخذت القرارات والترتيبات اللازمة من جانب السلطات السياسية والعسكرية والأمنية لجمهورية إيران الإسلامية ، لكن في هذا السياق، فإن القاعدة الشعبية التي تستند اليها السياسات العامة العسكرية والأمنية، فضلاً عن حضور الشعب في ساحات المواجهة ضد اي عمل عسكري قد يصدر عن الكيان الصهيوني، يضطلع بدور هام جداً لتعزيز ستراتيجيات الردع والدفاع داخل البلاد.

وبطبيعة الحال، فإن التجربة التاريخية خلال الفترات الزمنية المختلفة، خاصة عندما تعرضت إيران للغزو من قبل قوة أجنبية، أظهرت بأن الإيرانيين على الرغم من كل المشاكل الداخلية توحدوا في سبيل الدفاع عن البلاد وسلامة أراضيها؛ بمعنى آخر، فقد أظهر الشعب الإيراني استعداده الدائم للتضحية من أجل حماية وطنه؛ فهل الصهاينة لديهم الاستعداد لفعل الشيء نفسه؟!

وانطلاقا من هذه الرؤية، اقتضت الضرورة على تقييم حجم الدعم الشعبي لطبيعة التعاطي الذي سيحدده مركز صنع القرار الوطني (في ايران) مع اي تهور محتمل من جانب الكيان الصهيوني.

وبناءً على ذلك، فقد اجرى " معهد أبرار للدراسات والبحوث الدولية المعاصرة" في طهران، استطلاع رأی على مستوى البلاد؛ وقد تضمن هذا الاستطلاع عينة من السكان على أساس برنامج (PASS) مع أداة جمع البيانات من خلال استبيان مغلق، طُلب على اساسه من ١١٠٦ مستطلعين الرد على أسئلة الاستبيان لتحليلها بطرق إحصائية وصفية واستنتاجية.

ويهدف هذا الاستطلاع إلى تقييم الأبعاد المختلفة لموضوع الاستطلاع، اي "موقف الشعب الايراني من اي قرار للرد على هجوم او عمل عسکري محتمل من جانب الكيان الصهويني".

القضايا والأسئلة المطروحة في الاستطلاع : ۱. مدى متابعة الناس للأخبار المتعلقة بالصراع بين جمهورية إيران الإسلامية والكيان الصهيوني، ۲. تهديد الكيان الإسرائيلي من وجهة نظر الشعب الإيراني ، ٣. نسبة التاييد الشعبي للرد على تهديدات الكيان المحتل ٤. التوجهات الحالية في مجال ردع التهديدات الإسرائيلية ، ٥. الحراك الشعبي في حال وقوع عمل عسكري محتمل من قبل الكيان الصهيوني.

وقد تم اختيار المستطلعين للمشاركة في هذا المسح على النحو التالي: من أصل ١١٠٦ شخصًا ، ٦١٪ رجال و ٣٩٪ نساء من بين نشاطاء المجتمع المدني، للفئة العمرية ما بين ١٨ و ٧٥ عامًا ، بما في ذلك ٤٧٪ من الشباب ، و ٤٢٪ في منتصف العمر و ١١٪ من كبار السن.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، ان ٨٣٪ من المواطنين يتابعون الأخبار المتعلقة بالصراعات بين جمهورية إيران الإسلامية والاحتلال الصهيوني. من بين هؤلاء، ٣٢٪ يتابعون الأخبار بجدية و ٥٦٪ يتابعون الأخبار حسب الأهمية، و ١٢٪ يتابعون الأخبار على أساس كل حالة على حدة.

ويعتقد ٤٩٪ من متابعي اخبار الكيان الإسرائيلي بجدية أن التحديات الداخلية التي يمر بها الكيان تؤثر على عدم استقراره السياسي والأمني ، و ٧٨٪ من هؤلاء الـ ٤٩٪ يعتقدون أن هذه التحديات ستؤدي إلى الانهيار الداخلي للكيان الإسرائيلي.

وعندما يتعلق الأمر بالتهديد ، فإن ٦٧٪ من الإيرانيين يعتبرون اسرائيل مصدر تهديد للنظام. و٥٦٪ من هؤلاء يرون بأن التهديدات الإرهابية والحركات التخريبية ضد إيران من قبل الكيان الصهيوني تتعارض مع الهوية والمثل والقيم السياسية والثقافية والوطنية والدينية للشعب الإيراني. و٨١٪ من هؤلاء المستطلعين يعتبرون هذه الممارسات حجر الأساس في مخطط الإيرانوفوبيا.

وأظهر الاستطلاع ايضا، بأن ٧٣٪ من الإيرانيين يعتبرون أن أعمال الإرهاب والتخريب التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد إيران ، مثل التحريض على تشديد الحظر ضد إيران ، تؤثر على الوضع المعيشي في البلاد‌. كما اعتبر ٦٩٪ من المشاركين في هذا الاستطلاع أن العمل العسكري م جانب الكيان الإسرائيلي والرد المتبادل للجمهورية الإسلامية الإيرانية شرط مسبق لظهور تحد اقتصادي في البلاد. ٤٨٪ من هؤلاء الـ٦٩٪ يعتبرون هذا التحدي الاقتصادي سبب الأزمة الاقتصادية الراهنة، فيما يعتبر ٤١٪ هذا التحدي طبيعيًا ولا يؤدي إلى أزمة اقتصادية.

في هذا الاستطلاع ، اعتبر ٦١٪ من المشاركين أن اسرائيل داعمة ومحرضة الجماعات التكفيرية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويجب صدها في أسرع وقت ممكن.

نتائج الاستطلاع اشارت ايضا بان ٧٤٪ لا يعتبرون وجود رد فعل مناسب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ممارسات الكيان الإسرائيلي ، بما في ذلك جريمة اغتيال القادة العسكريين والعلماء وكذلك تخريب البنية التحتية النووية والعامة للبلاد.

كما أن ٧٩٪ من المشاركين في هذا الاستطلاع يوافقون على المواجهة العسكرية ضد التهديدات العسكرية وأعمال الإرهاب التخريبية المحتملة من جانب اسرائيل، وان ٣٩٪ من هؤلاء الـ ٧٩٪ طالبوا بالمزيد من المواجهة و ٣١٪ يرون في ذلك فرصة مناسبة من اجل التحضير للاطاحة بالكيان الصهيوني.

و٧٣٪ من هؤلاء يعتقدون بأن جمهورية إيران الإسلامية لديها القدرة الكافية للرد على التهديدات الإسرائيلية.

وعن حضور الشعب في ساحة المواجهة المحتملة للعمل العسكري من جانب إسرائيل، أفادت نتائج الاستطلاع ان ٦٣٪ من المستطلعين سيشاركون في هذه الحرب. وان ٣٩٪ من هؤلاء الـ ٦٣٪ يرون بأن نوع مشاركتهم ستكون سياسية (تتراوح من المشاركة في مسيرات الدعم إلى الأنشطة في الحملات السياسية ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية). وذكر ٢٣٪ اخرون أن نوع مشاركتهم تتمثل في تقديم المساعدة المالية. و٢٧٪ من الـ ٦٣٪ جعلوا مشاركتهم مرهونة بالاحتياجات التي سيتعرضون لها، بينما اكد ١١٪ اخرون على استعدادهم لخوض المعركة عسكريا (ما يتراوح بين الدعم اللوجستي إلى التواجد في ساحات القتال العسكرية والعمليات الاستشهادية).

وبالنظر إلى نتائج هذا الاستطلاع ، يمكن القول أنه لو اقدم الكيان الصهيوني على اي عمل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سترحب غالبية الشعب الإيراني بالمواجهة ضد هذه التهديدات ويطالبون برد أقوى في هذا الصدد.

من ناحية أخرى، وعبر مقارنة هذا الاستطلاع مع استطلاعات الرأي التي تظهر زيادة الكراهية ضد الصهاينة في العالم، يمكن القول أن جرائم ومغامرات الكيان الصهيوني لم تعزز أمن الصهاينة في العالم، بل زادتهم ضعفا.

وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة هيوم الإسرائيلية تقريرا حول صورة الكيان الصهيوني في وسائل الإعلام العالمية؛ مبينة انه في عام ٢٠٢١ بلغت كلمات الفصل العنصري المستخدمة لتصوير سياسات الكيان (٧٠٤ مرة) ، وجرائم الحرب (٥٧٥ مرة) والإبادة الجماعية (٤٩٤ مرة).

وفي هذا الصدد ، يظهر الاستطلاع الحاضر أن الأعمال الإرهابية والمغامرات الأخيرة التي اقدمت عليها اسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسببت في تشديد المواجهة ضد هذا الكيان وحتى اتخاذ المزيد من الإجراءات المضادة ليصبح مطلبًا عامًا يؤكد الشعب الايراني المشاركة فيه بفاعلية.

ومن ناحية أخرى ، اعرب عشرات الآلاف من ابناء الطائفة اليهودية في إيران عن استيائهم لما تقوم به إسرائيل؛ مؤكدين على ان ذلك لم ينتقص من مكانتهم في المجتمع الايراني، بل العكس يلقون احتراما كبيرا من سائر المواطنين في البلاد.

وتجدر الاشارة ايضا، بان شعوب المنطقة تتعاطف مع الشعب الإيراني في مواجهة التهديدات الإرهابية الإسرائيلية ضد بلادهم.

معهد أبرار للدراسات والبحوث الدولية المعاصرة -طهران

رایکم