۵۰۰مشاهدات
آية الله العظمی الخامنئي:
مراعاة العفاف عند التعبير عن العواطف موضوع آخر أشار له السيد القائد في كلمته، حيث أوصی الشعراء بأن يحافظوا علی الحدود عند بيان شؤون القلب و العاطفة و يراعوا العفاف و الحجب في شعرهم.
رمز الخبر: ۶۱۱
تأريخ النشر: 28 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: في ليلة ولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبی (ع) (الموافقة لمساء الأربعاء 2010/08/25 م) استقبل سماحة آية الله العظمی السيد علي الخامنئي عدداً من الشعراء الرواد و الشباب و المثقفين و الأدباء.

في هذا اللقاء قرأ ثلاثون شاعراً قصائدهم ذات المضامين الدينية و الاجتماعية و الحماسية و الأخلاقية.

و تحدث آية الله العظمی الخامنئي قائد الثورة الإسلامية مشيراً المسيرة المتنامية و المتكاملة للحقبة الجديدة من الشعر في إيران منوهاً: الشعر المعاصر في بلادنا متين من حيث اللغة و الخيال، و له نظرة مشرقة للحدود البعيدة، و دقة و تفحص في شؤون الحياة، لذلك راح يظهر تدريجياً أسلوب جديد في اللغة و المضمون و المحتوی سوف تعرف أبعاده في المستقبل بشكل أفضل.

و لفت قائد الثورة الإسلامية إلی ميول الشعراء المتمرسين و القدماء نحو الأسلوب الجديد في الشعر المعاصر مردفاً: إنه أسلوب جديد يتكامل و ينمو يوماً بعد يوم و نحن مسرورون لأن شعراء مميزين و جيدين يعرضون نتاجاتهم داخل إطار هذه الحركة الشعرية.

و قد أكد آية الله العظمی الخامنئي في هذا اللقاء علی عدة موضوعات، فأشار إلی ضرورة الاهتمام الخاص بالشعر بين الفنون الموجودة و المعاصرة ملمحاً: بلادنا بما لها من سوابق تاريخية عريقة، و تراث شعري متراكم و قيّم، تعدّ من البلدان التي تقف في المراتب الأولی في هذا المضمار.

و اعتبر آية الله العظمی الخامنئي نمو الشعر و ارتقائه في البلاد ممهداً لانبثاق سائر الفنون و تأمينها مضيفاً: تتمتع إيران بموهبة و قدرة علی التقدم في مجال الفن الشعري المميز، و كلما تم التفكير و التخطيط و الدراسة و البحث في هذا المجال أكثر، لما كان ذلك - في ضوء هذه المواهب الزاخرة - كثيراً.

و لفت سماحته إلی ضرورة إيجاد جمعيات أدبية منوهاً: الجمعيات الأدبية معناها اجتماع عدد من الراغبين بدافع الشعر، و هذا ما لا يستدعي دعم الحكومة أو مؤسسة معينة، و قد كان أفضل شعراء إيران في فترة من الفترات يتطورون في الجمعيات الأدبية في مشهد التي كانت تقام في بيوت أساتذة الشعر و ينطلقون منها ليخوضوا غمار المجتمع.

و شبّه قائد الثورة‌ الإسلامية الجمعية الأدبية ببيت زجاجي تترعرع فيه الزهور مضيفاً: في الجمعية الأدبية يعالج الشعراء الشباب إلی جوار الأساتذة الرواد نقاط ضعفهم، و بذلك ينضج شعرهم و يتكامل باستمرار.

و شدّد آية الله العظمی السيد الخامنئي علی ضرورة دعم وزارة الإرشاد و القسم الفني و الشعراء الرواد للشعر و الجمعيات الأدبية.

و كان الموضوع الثاني الذي أثاره الإمام الخامنئي في هذا اللقاء هو استخدام الموهبة الشعرية في السبيل الذي يرضي الله تعالی.

و قد قال سماحته في هذا الصدد: القريحة الشعرية عطية إلهية كبری و نعمة كبيرة من الله لا تقبل المقارنة بالنعم الظاهرية، لذلك من الجدير بالشاعر أن يستخدم هذه الموهبة و القريحة في المواطن التي يتوقعها منه الباري.

و في معرض شرحه لهذه الفكرة أشار السيد القائد إلی الروح اللطيفة للشعراء قائلاً: استخدام الشعر للتعبير عن المشاعر و العواطف الإنسانية مما لا مفرّ منه، و لكن علاوة علی المضامين الدينية ينبغي تخصيص نصيب للمجتمع و أهم قضايا الثورة و البلاد.

و أشار قائد الثورة الإسلامية إشارة سريعة إلی 1400 عام من التاريخ الإيراني بعد دخول الإسلام إليه و تعاقب الحكومات و الدول و الأحوال الاجتماعية و السياسية التي عاشتها إيران طوال هذه القرون قائلاً: لم تشهد بلادنا طوال هذه المدة حدثاً بعظمة حدث الثورة الإسلامية و لم يستطع الشعب الإيراني في يوم من الأيام كما استطاع اليوم تحطيم كافة القيود المزيفة المضروبة علی الشعب، و النهوض و السير برأس مرفوع في درب السمو و النمو.

و أضاف قائد الثورة الإسلامية في هذا الشأن: وعي الشعب الإيراني و شجاعته و بسالته في خوض الميادين السياسية و العسكرية و النمو الاجتماعي للشعب بعد الثورة الإسلامية لا نظير له علی امتداد التاريخ الإيراني.

و اعتبر آية الله العظمی الخامنئي أن تصوير هذا الزمن من واجب الفن و الشعر ملفتاً: الثورة الإسلامية أرضية جيدة لنمو الثقافة و الفكر و الفنون، و بوسع الفن عن طريق تصويره المتين و النافع و الجذاب المساهمة في إثراء الزمن و زيادة قيمته و محتواه.

مراعاة العفاف عند التعبير عن العواطف موضوع آخر أشار له السيد القائد في كلمته، حيث أوصی الشعراء بأن يحافظوا علی الحدود عند بيان شؤون القلب و العاطفة و يراعوا العفاف و الحجب في شعرهم.

و قال آية الله العظمی السيد الخامنئي مشيراً إلی الشعر الذي تتجلی فيه مؤشرات الاضطراب و الحيرة: وجود هذه الهموم في أشعار بعض الشباب حالة مقدسة و لكن ينبغي إزالة هذه الحيرة و الاضطراب عن طريق تعزيز المرتكزات الفكرية و المعرفية.

و ألمح قائد الثورة‌ الإسلامية إلی ضرورة التعبير الأوضح عن الأفكار في الشعر خصوصاً شعر الرواد و المتقدمين مردفاً: يجب أن لا يكون الشعر بحيث لا يستطيع فهمه حتی المهتمون و الخبراء بالشعر، و يبقی المتلقي يعوم في الحيرة، فهذا يعدّ من مثالب الشعر.

و وصف آية الله العظمی الخامنئي هذا اللقاء بأنه ماتع و طيب و تقدم بالشكر لكل الشعراء و المسؤولين عن إقامته.

ابتدأ هذا اللقاء الذي استمر 4 ساعات بحوارات ودّية للشعراء مع آية الله العظمی الخامنئي، ثم أقام الحاضرون صلاتي المغرب و العشاء بإمامة السيد القائد، و تناولوا بعدها طعام الإفطار معه.
رایکم