۳۵۴مشاهدات
ولّد التوقيع على اتفاق السلام النهائي، قبل خمس سنوات، الأمل والإلهام في كولومبيا وفي جميع أنحاء المجتمع الدولي. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن إنكار الإنجازات، ويجب أن يكون شعب كولومبيا فخورا.
رمز الخبر: ۶۰۷۹۲
تأريخ النشر: 25 November 2021

موقع تابناك الإخباري_ولّد التوقيع على اتفاق السلام النهائي، قبل خمس سنوات، الأمل والإلهام في كولومبيا وفي جميع أنحاء المجتمع الدولي.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أنه لا يمكن إنكار الإنجازات، ويجب أن يكون شعب كولومبيا فخورا.

وخلال فعالية لإحياء ذكرى اتفاق السلام الموقع عام 2016 بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (FARC-EP) والذي أنهى حربا طويلة، قال الأمين العام: "بينما نعمل على التقييم اليوم، يمكننا أن نؤكد بثقة أن تنفيذ عملية السلام متجذر بعمق."

موقف غوتيريش جاء في كلمة له من مقر السلطة القضائية الخاصة من أجل السلام، وهي إحدى آليات العدالة الرئيسية التي تم إنشاؤها كجزء من اتفاق السلام بين الحكومة ورجال العصابات.

وقال غوتيريش إن الذكرى الخامسة هي شهادة على التزام الأطراف، وكذلك على التزام مؤسسات الدولة والمجتمع المدني الكولومبي النابض بالحياة، في مواجهة التحديات بما في ذلك مكافحة جائحة كـوفيد-19.

ومن بين الإنجازات التي "لا يمكن إنكارها" والتي أسفر عنها الاتفاق، أشار غوتيريش إلى "حقيقة أن العصابات الثورية التي خاضت قتالا مسلحا لمدة نصف قرن هي اليوم حزب سياسي وأن غالبية المقاتلين السابقين، حوالي 13 ألف شخص، يسعون "بشكل مثير للإعجاب" إلى بناء حياة جديدة."

علاوة على ذلك، أشار إلى زيارته يوم الثلاثاء إلى قرية لانو غراندي الواقعة على سفوح جبال أنتيوكيا، حيث كان شاهدا على "التصميم في مواجهة الشدائد وعدم اليقين" حيث يعيش المجتمع المحلي والمقاتلون السابقون والشرطة ويعملون الآن جنبا إلى جنبا.

واكمل غوتيريش: "شاهدت أيضا كيف، بفضل الإجراءات الحكومية والدعم، يؤدي التوسع في برامج التنمية والحماية الاجتماعية المصممة محليا إلى جلب فوائد السلام إلى المجتمعات المتضررة من النزاع" مضيفا أن "ضمان استدامة هذه الجهود سيكون أمرا بالغ الأهمية في المستقبل."

واضاف الأمين العام: "في عالم يتسم بالصراعات، العديد منها لا تظهر نهاية لها، ويتم التفاوض على اتفاق سلام لإنهاء نزاعات اعتقد كثيرون أنه لا يمكن حلها هو أمر فريد من نوعه وقيّم للغاية."

ومع ذلك، على الرغم من التقدم الكبير، شدد الأمين العام على أنه يجب على جميع الأطراف "أن تكون على بيّنة بشأن المخاطر" التي قد تهدد استدامة الاتفاق على المدى الطويل.

وتابع الأمين العام: "دائما ما تتأثر المجتمعات العرقية والنساء والفتيات بشكل خاص." وسلط الضوء على العوامل الأخرى التي يمكن أن تتعارض مع الاتفاق، بما في ذلك عنف المجموعات المسلحة المرتبط بتهريب المخدرات؛ وتهديد وقتل المقاتلين السابقين والزعماء الاجتماعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وغالبا هم من النساء والسكان الأصليين؛ النزوح والحبس؛ والعنف ضد النساء والعنف الجنسي؛ وتجنيد الأطفال.

واردف غوتيريش: "كل حالة وفاة هي مأساة بحد ذاتها. كل حالة وفاة ترسل رسالة مدمرة إلى هذه المجتمعات التي لا تزال تنتظر الوعود التي قُطعت في الاتفاق."

وأعرب الأمين العام عن ثقته من التصميم الصريح للرئيس على وجوب تنفيذ الأحكام الأمنية للاتفاق تنفيذا كاملا، وقال: "وكذلك جميع الفصول المتعلقة بالإصلاح الريفي وحل مشكلة الإتجار غير المشروع بالمخدرات وكل التعقيدات التي تنجم عن تنفيذ اتفاق السلام."

وعلى الرغم من هذه التحديات للسلام، قال غوتيريش "لم يفت الأوان لعكس هذا الاتجاه"، وشدد على أنه سيكون ضروريا للتنفيذ الكامل لبنود اتفاق السلام الأمنية، وكذلك تلك التي تتناول الإصلاحات الريفية ومعالجة تهريب المخدرات.

وأشار إلى أن اتفاق السلام نفسه يعكس حقيقة أن تحولات بهذا الحجم ستستغرق وقتا. وقال: "لا تزال هناك 10 سنوات مما تم التخطيط له في البداية." كما أن "التحديات هي جزء من العملية السلمية."

وألمح إلى أن "ثمة قضايا عديدة يمكن أن نختلف بشأنها في الديمقراطية، لكن السلام لم يعد من بينها". ودعا كولومبيا إلى "البقاء على مسار بناء السلام هذا، ومواصلة التغلب على التحديات."

وشجع الأمين العام جميع الكولومبيين على اتباع خارطة الطريق المنصوص عليها في اتفاق السلام، والتي لا تسعى فقط إلى إسكات الأسلحة، ولكنها تهدف أيضا إلى "تحويل الأسباب الجذرية للصراع والبدء في تضميد الجراح، حتى لا تتكرر الفظائع التي تُرتكب في كل مكان."

ومع وضع هذه الأهداف في الاعتبار، لفت الأمين العام إلى التقدم المحرز في إنشاء "نظام عدالة انتقالية يهدف إلى تحقيق العدالة للضحايا والناجين، فضلا عن ضمان السلام الدائم."

وقال: "لقد رأينا لوائح اتهام تاريخية بارتكاب جرائم حرب والاعتراف بمسؤولية غير مسبوقة. رأينا لقاءات عاطفية توحد الضحايا والمسؤولين. رأينا كيف خرجت العائلات أخيرا من حالة عدم اليقين بشأن مصير أحبائها المفقودين."

وفي ختام كلمته، قال غوتيريش "بعد أكثر من خمسة عقود من الصراع، وإدراك عميق للمعاناة التي تسبب فيها، لدينا التزام أخلاقي بضمان عملية السلام هذه."

وقبيل كلمته، استمع الأمين العام للامم المتحدة إلى شهادات من الضحايا، بمن فيهم أنا صوفيا مارتينز، التي اختفى والدها قبل 20 عاما، بعد اعتقاله على يد القوات المسلحة الثورية لكولومبيا – الجيش الشعبي.

وأقر جميع المشاركين بوجود تحديات لا تزال ماثلة، لكنهم أكدوا أن عملية السلام لا تزال تمضي قدما.

 

         

رایکم