أقيمت أمس الاربعاء، جلسة حوارية بعنوان "سوريا في الحرب الإعلامية.. كيف ننتصر في الحرب ونعزز السلام والاستقرار والتنمية”، في قصر المؤتمرات بدمشق ضمن برنامج الاجتماع السوري - الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين.
رمز الخبر: ۶۰۳۹۵
تأريخ النشر: 18 November 2021

موقع تابناك الإخباري_وفي كلمة له خلال الجلسة الحوارية، أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الدول الغربية هدفت من الحرب ضد سوريا إلى تغيير الواقع السياسي والجغرافي في المنطقة أو ما يسمى الشرق الأوسط وما جرى من تضليل إعلامي غربي دفعت لأجله المليارات من الدولارات لقتل الشعب السوري وتدمير منجزاته".

وأوضح الوزير المقداد أن "الحرب بدأت بأكاذيب كثيرة ودمرت الكثير من البنى البشرية والسياسية والاجتماعية في الدول العربية،"مبينا أن "الغرب جند آلاف الإرهابيين والقتلة لتدمير سورية بهدف تغيير مواقفها السياسية ولكنهم لم يستطيعوا ذلك.

وأشار الوزير المقداد إلى وجود وثيقة صادرة وتتابع من قبل الإعلام الأمريكي والعالمي بشكل حثيث خلال الأيام القليلة الماضية تتعلق بجريمة الحرب التي ارتكبتها الولايات المتحدة في شرق سورية عام 2016 ولم تستطع إخفاءها أو ايقافها وتبين قتل ما لا يقل عن 80 مواطناً سورياً خلال دقائق من جراء قصف الطيران تجمعاً بشرياً.

وحول الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سوريا وشعبها، أكد وزير الخارجية أن هناك مواطنين سوريين ولبنانيين وعربا قتلوا نتيجة هذه العقوبات التي يبررونها إعلامياً بأنها للضغط على الدولة السورية التي تقاوم وتدافع عن سيادتها وشعبها علماً أن المتضرر منها هم المواطنون.

وأشار الوزير المقداد إلى أن الإعلام الغربي كذب كثيرا بشأن هوية من خاضوا الحرب ضد سورية وهم بعشرات الآلاف جاؤوا كلهم تقريباً من دول أوروبية وغيرها وبتمويل غربي، لافتاً إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية اعترفت قبل شهر بأن ما دفع من قبل الحكومة البريطانية للحملات الدعائية الإعلامية فقط ضد سوريا خلال السنوات الأولى للحرب على سوريا كان نحو 4 مليارات دولار ولكن ما استخدم للتضليل الإعلامي ضد سورية بعد تلك المرحلة يزيد على ذلك بكثير لقتل الشعب السوري وتدمير منجزاته.

من جانبه أوضح المبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى سورية ألكسندر لافرنتييف في كلمته خلال الجلسة، أهمية الاستمرار في محاربة التنظيمات الإرهابية وخاصة الموجودة في إدلب وإلزام تركيا التي تتحمل مسؤولية الهجمات الإرهابية هناك تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقيات المبرمة معها مبيناً أن الأولوية متابعة الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في مناطق شرق سورية.

وأكد لافرنتييف سعي بلاده لفتح عيون المجتمع الدولي حول حقيقة ما يجري في سورية ودعمها في مواجهة الحملة الإعلامية العدوانية المنظمة وإثبات مصداقية الحكومة الشرعية السورية معتبراً أن تسوية أوضاع آلاف السوريين في المناطق الجنوبية انجاز كبير ومثال إيجابي قابل للتطبيق في أماكن أخرى.

وأشار المبعوث الخاص إلى أن الوضع في سورية ما يزال صعباً مالياً واقتصادياً والعائق الرئيسي يتمثل بالعقوبات غير الشرعية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لافتاً إلى وجود أحاديث من بعض الجهات ومنها الأمريكية بأن سياسة الولايات المتحدة لخنق سورية اقتصاديا لم تتحقق بل تأثر العراق ولبنان والاردن بالأزمة اقتصادياً وسياسياً.

وأوضح لافرنتييف أن هناك عدداً من المشاريع تستهدف إعادة الإعمار في سورية ما سيسهم في استقرار الوضع الاقتصادي والاجتماعي فيها مبيناً أن بلاده ركزت الاهتمام خلال لقاءاتها منذ عام تقريباً على ضرورة عودة اللاجئين والمهجرين السوريين إلى بلادهم وتهيئة الظروف الملائمة لذلك.

ونوه لافرنتييف بجهود الحكومة السورية لتحقيق التسوية السياسية للأزمة مثل الإصلاحات المتتالية في مختلف المجالات مؤكداً استمرار بلاده في التعاون النشيط مع سورية في المجالات المالية والاقتصادية لاجتياز الصعوبات الاجتماعية وفي بحث سبل التسوية السلمية للأزمة بهدف الحفاظ على استقلال سورية وسيادتها ووحدتها الوطنية ولافتاً إلى أن هناك جهوداً مكثفة روسية سورية ضمن اطار المناقشات المتعلقة بلجنة مناقشة الدستور في جنيف.

وقال لافرنتييف: “بالنسبة للعدوان المتكرر غير الشرعي ضد السوريين والذي يوقع ضحايا مادية وبشرية فإننا نؤكد ضرورة أن يحترم الكيان الإسرائيلي سيادة الدولة السورية وعدم جواز تكرار عدوانه على أراضيها”.

بدوره بين وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف أن الإعلام السوري وجد نفسه قبل نحو 11 عاماً في عمق حرب شديدة القساوة ولم يتردد للحظة خلال هذه السنوات من خوضها فكان الإعلاميون في مقدمة من يخوضون هذه الحرب خلف المؤسسة العسكرية.

وقال الوزير مخلوف: إن الإعلام الوطني كان رديفاً للمؤسسة العسكرية وشريكاً على جبهات القتال يصنع الرأي والفكر والموقف ويشحذ الهمم ويسهم في توجيه الرأي العام نحو الحقيقة والصواب مبينا أن سورية تتطلع اليوم لمرحلة ما بعد الانتصار العسكري ومرحلة البناء والإنتاج حيث لا يقل دور الإعلام فيها أهمية عن دوره خلال الحرب لافتاً إلى أن روح المسؤولية الاجتماعية والسياسية والوطنية التي قادت الإعلام السوري في ذروة الحرب هي نفسها تقوده في مرحلة الانتصار.

ولفت وزير الإدارة المحلية إلى دور الإعلام في المجال الفكري لجهة تصحيح المفاهيم الخاطئة وإعادة بناء الفكر المجتمعي على أساس أخلاقي ووطني اكثر متانة وهي واحدة من أهم التحديات أمام الجميع في سورية وأمام الإعلام والإعلاميين على وجه الخصوص مبينا إمكانية أن يتحرك الإعلام في مجال التشاركية المجتمعية واستنهاض دور الأفراد إلى دور مجتمعي يليق بموقع وهوية وتاريخ سورية.

من جانبه بين وزير الإعلام بطرس الحلاق في كلمته أن قضية اللاجئين قضية إنسانية بامتياز وجرى تحويلها إلى ورقة مساومة سياسية كأداة من أدوات الجيل الرابع من الحروب واستثمارها من العديد من الوسائل الإعلامية التي تبدلت وتباينت مواقفها كثيرا مؤكداً أن سورية ستنتصر على الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليها وتعمل على تعزيز ثقافة الحوار وتعميمها للوصول إلى حل شامل للأزمة.

وأشار الوزير الحلاق إلى أن الحرب الإعلامية لم تكن إلا وجهاً لنهوض الجيل الرابع من الحروب التي استهدفت المنطقة برمتها وبشكل خاص الجيل الواعد لدى أغلب المجتمعات للتلاعب في واقعهم وإحداث فجوة بينهم وبين مرجعياتهم الفكرية والسياسية وصولاً إلى حالة من فقدان الثقة وزعزعتها وخلق حالة من الهلع والرعب بين فئات مستهدفة منهم مبيناً أن الهدف من ذلك كله الوصول لحالة من القطيعة التامة بين هذه الفئات وبين انتماءاتها وعقائدها السياسية والاجتماعية وقطع أواصر الارتباطات السابقة بينها وبين مكوناتها الاجتماعية بما فيها مكونات السلطة بكل أشكالها والنتيجة هي الفوضى.

وأوضح الوزير الحلاق أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت أيضاً أداة من أدوات هذا الجيل من الحرب عبر تسويقها للاستخدام غير المنضبط للتعبير عن الأفكار والآراء بطريقة تدعو إلى العنف والكراهية أحياناً وتأليب الرأي العام على السياسات المتبعة في سورية مبينا أنه كان لذلك آثار سلبية على المجتمع في السنوات العشر الأخيرة أهمها أن تلك المواقع أصبحت مصدراً للإحباط المتتالي للمواطن الذي يعيش أساسا تداعيات الحصار الاقتصادي الجائر على بلاده.

ولفت وزير الإعلام إلى أن وسائل الإعلام المعادية بثت الكثير من البكاء والنحيب والقلق على السوريين المهجرين وصورت أنهم هربوا من الحكومة السورية ولكن هذه الوسائل نفسها لم تتجرأ يوماً على قول الحقيقة حول قيام الغرب بصناعة الإرهاب والإرهابيين الذين اجتاحوا القرى والمدن السورية وخلفوا وراءهم ازمة إنسانية وتدميراً للبنى التحتية وحرماناً للأهالي حتى من أبسط الاحتياجات الأساسية للحياة.

ونوه وزير الإعلام بدور الكوادر الإعلامية السورية في إفشال مشروع الإعلام المعادي وفرض مشروع إعلامي وطني استطاع توضيح حقيقة ما يجري في سورية وانتصاراتها التي تستكمل في مواجهة الحصار الاقتصادي مبيناً أن الإعلام الوطني كان شريكاً للجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب وهو عازم على أن يكون فاعلاً في مسيرة الاستقرار والتنمية عبر سياسة إعلامية تركز على الأولويات التنموية والمعلومات الملحة للمجتمع وتعزيز ثقافة الحوار وتعميمها وصولاً إلى تحصين الرأي العام.

من جهتها المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية، أكدت في مداخلتها على ترابط الفكري مع الاعلامي وضرورة إستخدام أدوات الغرب ضده، مؤكدة ان المواجهة مع الغرب هي مواجهة سرديات.

 

         

رایکم